مقالات متنوعة

دولة قناة الجزيرة.. تخاطب دولة رئيس الوزراء


جاء في خطاب الأستاذ المسلمي الكباشي مدير مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم (طلبت مني إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية التواصل مع الحكومة السودانية المحترمة والاستفسار عن التصريحات المنسوبة إلى السيد وزير الإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال أمس في القاهرة حول قناة الجزيرة ودورها، وهي تنتظر توضيحات من الحكومة السودانية المحترمة إزاء تلك التصريحات)… كما طلبت مني التعبير للحكومة السودانية المحترمة عن استياء الشبكة الشديد، من تلك التصريحات التي نشرت بالصوت والصورة للسيد الوزير . وقد جاءت تصريحات في سياق الحملة السياسية التي تديرها دول الحصار على شبكة الجزيرة الإعلامية).

أما وقد خاطبت قناة الجزيرة السيد رئيس الوزراء تطلب استفسارات حول حديث وزير الإعلام أحمد بلال.. هذا يعني أن قناة الجزيرة على ثقة من أن تصريحات بلال ليست مفبركة.. و ثانياً يعتبر طلب الإيضاح في الأعراف الدبلوماسية بمثابة احتجاج.. وبغض الطرف عن استناداً الخطاب على تكليف من شبكة الجزيرة لمدير مكتبها في الخرطوم بتقديم هذا الطلب.. فهذه سابقة خطيرة و جرأة من الأخ المسلمي لا تدانيها إلا جراة طه عندما طلب مقابلة مع نائب الرئيس حسبو باعتباره يمثل الحكومة السعودية..

إن كانت فعلاً حكومة السودان محترمة كما جاء في خطاب الكباشي عليها أن ترفض هذا الخطاب وأن تضع مكاتب قناة الحزيرة بالخرطوم في حجمها الطبيعي فوراً وذلك لن يتحقق إلا بتقديم اعتذار رسمي..
كيف تقبل الحكومة أن يخاطبها موظف في قناة ويقديم طلب استيضاح لحكومة لها سيادة؟ هذا تطاول من القناة واستفزاز لرئيس الوزراء.. معلوم وفقاً للأسس والأعراف الدبلوماسية إن توضيح موقف الدولة يكون من دولة أخرى وعبر السفير المعتمد.. و لا شك أن تهاون الحكومة في أمرها قاد لتطاول أعناق كثيرة تنتقص من حيادها الذي بدأ يتآمر في أزمة الخليج، والجزيرة لن تكون آخر الأعناق.. هذا ديدن الجزيرة مع الدول التي تناصبها العداء.. فهل وصلت الأمور مع قناة الجزيرة إلى مرحلة التوتر و طلب الإيضاح.. كنت آمل أن يتمسك بلال بتصريحه..

أو على الأقل يقول انه لم يفهم.. ولكن بلال ضيع لحكومته موقفاً تكتيكياً كانت الحكومة في أمس الحاجة له.. بلال أنكر تماماً أن يكون أدلى بأي تصريح.. وإن ما نسب إليه مفبرك.. الجزيرة في عجلة من أمرها فطلبت التوضيحات وسربت الخطاب.. للإعلام بهدف الضغط على الحكومة و لم تنتظر رد رئيس الوزراء إن كان سيرد! لماذا قامت الدنيا ولم تقعد في مواجهة تصريحات السفير السعودي.. وسلام على أنه خاطب الحكومة من خلال الإعلام… هذا احتجاج من سفير قناة الجزيرة في الخرطوم للسيد رئيس الوزراء على الهواء مباشرة.. حقيقة اختلط الحابل بالنابل.. ولم يعد هناك فرق بين سفير وممثل قناة فضائية.

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة