مقالات متنوعة

وزير إعلام “مدهش”


(أنا بفتكر أنو قناة الجزيرة خطها الإعلامي الواضح هو إسقاط النظام في مصر، وإثارة الفوضى في مصر، وهذا خطأ…الخ..)..!!
هذه التصريحات الكارثة صدرت من وزير إعلامنا السوداني الدكتور أحمد بلال، ومن سوء حظه أن هذه التصريحات كانت متلفزة وقد بثت من خلال مقطع فيديو تابعه كثير من الناس، فلا سبيل ولا جدوى من الإنكار..
تأتي هذه التصريحات من الناطق الرسمي باسم حكومة السودان في وقت أعلنت فيه الخرطوم عدم انحيازها لأي طرف من أطراف الصراع المستعر بين قطر و”دول الحصار” وقد ظلت الحكومة السودانية طوال الأزمة ملتزمة الحياد، ولذلك تقف بين نارين، فلا السعودية ومصر والإمارات راضية عن حيادها هذا ولا قطر كذلك راضية، وكل طرف يحاول أن يستقطبها لصفه، لكنها – أي الخرطوم (عملت رايحة وكنكشت في فريع عدم الانحياز،) وهذا التمترس في هذا الموقف فيه شيء من الحكمة والمقبولية على الأقل لكثير من قطاعات الشعب السوداني، لكن للأسف وزير إعلامنا نسف كل شيء في ساعة “فورة” خلت من لغة الدبلوماسية والسياسة والحنكة …
يقيني الراسخ أن “أس” البلاء في تدهور وتخريب علاقات السودان الخارجية هو ذلك الهراء والتهويش و”الفورة” التي تغشى مسؤولي الحكومة كما لو أنها مس من شيطان رجيم، أو سكرة سلطوية، وعندما يفيقون منها ويعودون لوعيهم يجدون أن “الكلمة” التي أتت على شاكلة النزوة العابرة دمرت كل شيء ولا يمكن إصلاح ما خربت حتى تنزف خزينة الدولة دماً من قلب الشعب السوداني، لأننا تعودنا وأدركنا بكثرة التكرار أن ما يخربونه بـ”الكلام المشاتر” والتصرفات غير المسؤولة يدفع أثمانه الشعب السوداني أضعافاً مضاعفة وقتاً وجهداً ومالاً وحصاراً وعزلة…
العزلة الدولية التي عاشها السودان، في أيامه الخوالي الكالحة وكذا المقاطعة العالمية بكل أشكالها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، إنما كانت حصاداً مراً من حصائد أفعال وألسنة سياسيين من شاكلة هذا الوزير الذي هو للأسف ناطق رسمي باسم السودان و”تهويماته” هذه محسوبة على السودان وشعبه… وهل كان إدراج السودان في قائمة الإرهاب إلا بأفعال غير مسؤولة، وهل كان الحظر الاقتصادي إلا بشيء من ذاك…(ياخ إحنا مالنا وقناة الجزيرة تعمل على إسقاط النظام المصري أو التشيكي).
أنا أتصور لو أن صحافيا سأل وزير الخارجية المصري عن دور قناة الجزيرة في إسقاط الأنظمة العربية لكانت إجابته دبلوماسية ومتوازنة ومقبولة.. ما حدث يعني ببساطة أن وزير إعلامنا، الناطق باسم الحكومة مع مطلب دول محور السعودية بإغلاق قناة الجزيرة، فأين إذن عدم الانحياز يا سعادة الوزير، قال حياد قال….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة – أحمد يوسف التاي