تحقيقات وتقارير

المعارك بين الحكومة والمعارضة تتصاعد مع إغـلاق طريق نمولي


-تصاعدت المعارك بين القوات الحكومية بدولة جنوب السودان والمعارضة المسلحة التى يقودها الدكتور رياك مشار بشكل عنيف في ولاية اعالى النيل، حيث هاجمت القوات الحكومية مواقع المعارضة لليوم الثالث على التوالي في اطار سعى الحكومة للسيطرة على قاعدة فقاك،

ووقعت معارك ضارية في مقاطعة (لونقشوك) الحدودية الواقعة بين مقاطعتي مابان والفلج النفطية، حيث كبدت المعارضة قوات الحكومة خسائر فادحة في الارواح والعتاد، وفي ولاية وسط الاستوائية سيطرت قوات المعارضة المسلحة على جانب من طريق (جوبا ــ نمولي) الذي يربط بين العاصمة والحدود اليوغندية، في تصعيد جديد بعد ان تمكنت القوة المعارضة من نصب كمين للقوات الحكومية، ولم تتحصل بعد (الإنتباهة) على تفاصيل الكمين الذي وقع مساء اول امس الخميس، فيما وردت انباء عن اغلاق طريق ياي الرابط بالعاصمة جوبا. وفي ما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس:
اشتباكات جونقلي تتجدد
أعلن مكتب النائب الاول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق قاي اسفه للهجوم الذي وقع في مقاطعة دوك بولاية جونقلي، مما اسفر على انهيار اتفاق سلام قبيلتي (دينكا بور) و (المورلي)، وقال المتحدث باسم تعبان شول لام انهم يدينون بأقوى العبارات الهجمات الاخيرة على طريق (جوبا ــ بور) حيث قتل المدنيون الابرياء، داعياً حكومة الولاية لاحترام اتفاق وقف الاعمال العدائية الموقع فى جوبا. وفي تطور متصل كشفت منظمة اطباء بلا حدود اخلاء طاقمها الطبي بسبب انعدام الامن في منطقة البيبور بولاية جونقلي بعد الهجوم على مكاتبها، حيث اضطرت لاجلاء موظفيها بعد إصابة موظفين بجروح بعد ان دخل مسلحون مجهولون في مكاتبهم وقاموا بسرقة المعدات ومن بينها الهواتف والحواسيب، وتكرار الحوادث الأمنية، وانفرطت الأوضاع الأمنية في الولاية بعد هجوم مليشيات (دينكا بور) على المدنيين من قبيلة (المورلي) التى تستعد للرد والثأر عليه.
خلافات بانتيو تتواصل
استعر الخلاف بين القيادات العسكرية بدولة جنوب السودان في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بين الجنرال ستيفن بواى الموالي لحكومة سلفا كير والجنرال ماريو فول أحد قادة المليشيات العسكرية الأكبر في جنوب السودان، ولم يشترك جنوده في الحرب الأهلية حتى الآن لتفضيله الحياد، حيث طالب القائد الحكومي ستيفن بواى الجنرال ماريو بالانضمام الى الحكومة او مغادرة المنطقة نهائياً، لكن الاخير رد بأن أية محاولة لطرده من منطقة آبائه واجداده فإن نتائجها ستكون وخيمة على الحكومة، يشار الى ان الجنرال ماريو فول يمتلك مليشيات عسكرية ضخمة تضاهي مليشيات الجيش الحكومي بالمنطقة، كما ان الولاية الغنية بالنفط تحتوى على الكثير من الآبار النفطية.
فشل موسفيني
فشل الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في عقد اجتماع توحيد فصائل الحركة الشعبية المنشقة الذي كان من المقرر عقده بالعاصمة اليوغندية كمبالا يوم الخميس الماضي، وبحسب مصدر مطلع لـ(الإنتباهة) فإن جميع المدعوين من قبل موسفيني الى فصائل الحركة المنشقة لم يحضروا الاجتماع مما ادى لفشل المقترح الذي كان موسفيني يسعى اليه، ويضيف المصدر ان موسفيني كان قد دعا زعيم المعارضة المسلحة الدكتور رياك مشار للاجتماع المقرر لكن الاخير رفض الدعوة، بجانب عدم قدرته على الحضور بسبب اعتقاله في جنوب افريقيا، حيث كان موسفيني يسعى لابتزاز مشار بواسطة فك اسره من المعتقل مقابل توقيعه على توحيد فصائل الحركة الشعبية. يشار الى ان الاجتماع السابق الذي عقده الرئيس موسفيني في كمبالا فشل ايضاً بسبب رفض زعيم مجموعة الـ (10) باقان اموم التوقيع على اتفاق توحيد الحركة الشعبية الا بحضور رياك مشار.
في السياق نفسه جمع موسفيني عدداً من ابناء جنوب السودان المقيمين في بلاده، حيث أقام لهم منتدى تشاورياً تحت اسم (منتدى شباب قيادات جنوب السودان) لبحث تحقيق السلام في البلاد.
القضاة يتحدون الرئيس
تحدى قضاة السلطة القضائية الرئيس سلفا كير ميارديت من خلال رفضهم العودة الى العمل بعد فصل الرئيس زملائهم المضربين عن العمل، وقال القضاة المضربين ان على الرئيس سلفا كير اما ان يحقق مطالبنا باقالة رئيس القضاة وتحسين اوضاعهم او فصلهم جميعاً، وكان الرئيس سلفا كير امر بفصل (13) من كبار القضاة بجنوب السودان بتهمة الاضراب. وفي المقابل هدد نائب رئيس السلطة القضائية جون لول باتخاذ إجراءات إدارية ضد القضاة المضربين الذين لم يستأنفوا مهامهم.
انهيار الحوار الوطني
كشف رئيس لجنة الحوار الوطني بدولة جنوب السودان أنجيلو بيدا، أن الحوار الوطني يتجه للانهيار ما لم تتمكن منظمة دول (ايقاد) من إقناع فصائل المعارضة المسلحة والسياسية بالانضمام إليه، وقال أنجيلو بيدا من اللجنة التوجيهية إنهم اكتشفوا ان جميع المشاركين في الحوار لم يكونوا من اصحاب المصلحة الذين يمكن بسببهم ان تتوقف الحرب، وان الحوار الوطني بدون قيادات المعارضة في مقدمتهم الدكتور رياك مشار والدكتور لام اكول والجنرال توماس سيرسيلو سينهار دون شك, وكان وفد الحوار الوطني قد عاد من جنوب افريقيا دون لقاء رياك مشار، بسبب قيام سلطات جنوب افريقيا بوضعه رهن الاقامة الجبرية مما حال دون لقائه.
اتفاق السلام انتهى
أعلنت مجموعة المعتقلين السياسيين السابقين بدولة جنوب السودان التى يقودها باقان اموم ان اتفاق سلام 2015 انتهى رسمياً، ويعد الفصيل احد الموقعين الثلاثة على الاتفاق بجانب حكومة الرئيس سلفا كير والمعارضة التى يقودها رياك مشار، وقال المتحدث باسم المجموعة كوستى مانيبي انه لا يوجد اتفاق سلام ينفذ في جوبا حالياً، وانه فشل في احلال السلام وانهار بالفعل، وان حركتهم تطالب باتفاق سلام شامل جديد يدعمه جميع سكان جنوب السودان من اجل تحقيق السلام والاستقرار.
موغاي يرفض الاستقالة
رفض رئيس مفوضية مراقبة اتفاقية السلام بدولة جنوب السودان فستوس موغاي، الاستجابة الى الدعوات التي تطالبه بالاستقالة من منصبه واعلان انهيار اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة والمعارضة المسلحة عام 2015م، وقال موغاي في تصريح للصحافيين بجوبا امس (الجمعة): هناك اناس عديدون من جنوب السودان عبروا لي عن عدم رضائهم عن ادائي كرئيس لمفوضية مراقبة تنفيذ اتفاقية السلام بمن فيهم رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة، حيث طالبوني بالاستقالة من منصبي وتحرير شهادة وفاة لاتفاقية السلام، ومطالبة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايقاد) بابتدار عملية سلام جديدة خارج البلاد. واشار موغاي الى انه مازال هناك امل في امكانية تنفيذ بعض جوانب اتفاقية السلام، مشدداً على انه سيبذل قصارى جهده في المهام التي اوكلتها له وساطة (ايقاد) والاتحاد الافريقي، مضيفاً ان منبر احياء عملية السلام الذي سينعقد قريباً سيمثل الفرصة الوحيدة لتنفيذ بنود اتفاقية السلام، ويتهم موغاي بموالاة حكومة جنوب السودان على حساب المعارضة، حيث لم يعلن الحياد ابان احداث يوليو 2016م بعد محاولة اغتيال رياك مشار في القصر الرئاسي، حيث لم يدن الحادثة بل اعلن فوراً موافقته على تنصيب تعبان دينق في منصب النائب الاول رغم فصل الأخير من المعارضة المسلحة، وتحدثت تقارير صحفية جنوبية عن أن موغاي تلقى اموالاً مقابل صمته على الحوادث التى ادت حالياً لاندلاع الحرب في موجة جديدة في البلاد، ويعتقد ان اعلان موغاي استقالته وفشل الاتفاقية يمهد لبدء مفاوضات جديدة لاحلال السلام في البلاد، ويمنح النازحين واللاجئين املاً في الحياة في خضم المجاعة والمعارك الدائرة بين المليشيات.
تجنيد الأطفال للحرب
قال مسؤول حكومي في دولة جنوب السودان، إن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال في صفوف الحكومة والمعارضة المسلحة وصل إلى أكثر من (17) ألف طفل منذ اندلاع الحرب في البلاد نهاية عام 2013.م. جاء ذلك على لسان أولوكو أندرو هول المنسق القومي لـبرنامج تسريح وإعادة دمج الأطفال التابع لمفوضية إعادة الدمج (حكومي)، خلال ورشة عمل لتدريب (60) من ضباط الجيش (تابعين لوحدة حماية الطفل) في جوبا. وأوضح هول أن الإحصاءات قبل عامين كانت تشير إلى وجود (15) ألف طفل في صفوف القوات المتحاربة بالبلاد، لكن العدد ارتفع هذا العام ليصل إلى أكثر من (17) ألف. وطالب المسؤول الحكومي بـضرورة تدريب المزيد من ضباط الجيش الحكومي تحت برنامج حماية الأطفال حول كيفية دمج الأطفال المجندين مع أسرهم. وأشار هول، إلى ضرورة أن تضطلع شعبة حماية الطفل بالجيش الحكومي مع مفوضية (إعادة الدمج والتسريح) ومنظمة اليونسيف بمهمة تسجيل هؤلاء الأطفال لتسليمهم إلى أسرهم، ومن ثم النظر في الأطفال الأيتام أو الذين لا تستطيع أسرهم تولي مسؤوليتهم بسبب الفقر. ولفت إلى أن هناك تحديات أخرى كبيرة تواجه عملية التسريح وإعادة الدمج التي تتمثل في عودة معظم الأطفال إلى صفوف الجيش مرة أخرى، جرّاء الفقر الذي تعيشه أسرهم، فهم على الأقل يجدون الطعام في معسكرات الجيش.
قاعدة أممية جديدة
تدرس الأمم إقامة قاعدة لحفظ السلام في منطقة ياي بولاية وسط الاستوائية بجنوب السودان، في أول توسع من نوعه منذ بداية الحرب الأهلية في 2013م، وقال رئيس بعثة حفظ السلام ديفيد شيرر إن ياي شهدت كابوساً في الأشهر الأخيرة. وزار ديفيد المدينة حيث استمع للعديد من قصص الاغتصاب والقتل والاختطاف هناك، فيما فرضت القوات الحكومية قيوداً على وصول الغذاء والمساعدات، ومنذ أن وصل القتال إلى المدينة قبل عام فر 70% من السكان، ويقول الباقون إن حياتهم تشبه الحياة في السجون، وتخضع ياي لسيطرة الحكومة لكنها محاصرة من المعارضة، وتقول الأمم المتحدة إن القاعدة سوف تؤسس في ياي فقط إذا لم تقيد التحركات المحلية، وللأمم المتحدة العديد من القواعد في جنوب السودان.
تراجع من أجل الأيتام
كشف نائب المتحدث العسكرى باسم المعارضة المسلحة لام فول قبريال عن اتجاه لسحب قواتهم من منطقة قونق هيل، تفادياً لتعريض حياة الأطفال الأيتام الموجودين فى دار للأيتام بمنطقة موتى على الطريق بين ماقوى وتوريت للخطر، فى حال وقوع أية اشتباكات بينهم وبين الحكومة فى المنطقة، وقال شول إنهم ابلغوا قواتهم فى منطقة قونق هيل بدراسة الانسحاب من المنطقة، خوفاً على حياة الأطفال الأيتام فى منطقة موتى. فيما تحدث المتحدث باسم الجيش الشعبى الحكومى العميد لول روى عن امكانية سحب قواتهم، لكن روى قال انهم لم يتمكنوا من الاتصال بقواتهم فى تلك المناطق بعد.
دودة تدمر المحاصيل
أعلنت حكومة دولة جنوب السودان أن دودة دمرت 25% من المحاصيل الزراعية في مناطق متفرقة من البلاد، وفق تقديرات أولية. والدودة خضراء داكنة مع خطوط بيضاء بطول الجسم، وهي تأكل المحاصيل الزراعية عبر مهاجمتها بطريقة منظمة وشرسة، وتنتشر على نطاق واسع في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي من أشد الآفات فتكاً بالمحاصيل.
وخلال مؤتمر صحفي بمكتبه، في العاصمة جوبا، حول الخطة الحكومية الطارئة لمكافحة هذه الدودة، قال وزير الزراعة اونوتي اديقو نيكواج إن الحكومة وبمساعدة الشركاء الدوليين تأكدت عبر التقصي الميداني في مايو الماضي من وجود هذه الآفة (الدودة) في مناطق عديدة بينها مقوي وياي وجوبا ويامبيو وانزارا ومندري وفي أويل. وأوضح أن المحاصيل التي تعرضت للدمار هي الذرة الشامية والذرة الرفيعة والطماطم.. ولم تفرغ الوزارة بعد من تقييم حجم الدمار، لكن التقييم المبدئي يفيد بأن الدودة دمرت 25% من هذه المناطق الزراعية. ومضى قائلاً إن وزارة الزراعة وبالتعاون مع الشركاء الدوليين ستتبع معايير عديدة للحد من انتشار الآفة على نطاق أوسع، مما قد يلقي بتأثيرات كبيرة على الوضع الغذائي في البلاد، وذلك من خلال تدشين حملة عبر وسائل الإعلام، خلال الأيام القليلة المقبلة لرفع الوعي بمخاطر الآفة، بجانب تدريب فريق فني للضبط والمراقبة. وتابع وزير الزراعة بجنوب السودان قائلاً: لدينا عدد من الفنيين الزراعيين سيغادرون إلى إثيوبيا (لم يعلن تاريخاً) لحضور برنامج تدريبي مكثف لمحاربة الدودة.
وناشد المنظمات الدولية العاملة في مجال الزراعة والغذاء مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الغذاء العالمي، توفير الدعم الفني والمالي اللازم لإنجاح تلك الخطة الحكومية لمكافحة الدودة. وأعلنت حكومة جنوب السودان في آخر تقرير لها، منتصف الشهر الماضي، أن عدد المتأثرين بأزمة نقص الغذاء في البلاد بلغ (6) ملايين شخص، وهو ما يعادل حوالى نصف عدد السكان، وذلك بسبب العنف المسلح المستمر وما خلفه من أزمة اقتصادية، فضلًا عن ضعف معدل الإنتاج الغذائي.

المثنى عبدالقادر
الانتباهة