استشارات و فتاوي

خسرت شابًا من أجل ابن عمي فتركني هو أيضًا!! تقدم لي شخص آخر ليس بجمال الأول فوافقت، لكني أتمنى الموت قبل أن يتم الأمر.. ساعدوني


السؤال

لقد استشرتكم مرات عديدة، واستفدت كثيرًا.

أنا طالبة جامعية أبلغ من العمر 20 سنة تقدم لخطبتي بنفس الوقت شخصان، الأول ابن عمي، والثاني أقارب والدي، لكني رفضت أقارب والدي حتى أوافق على ابن عمي، وحصلت مشاكل؛ فتركت ابن عمي، ومن شدة حزني تركت الثاني، وقبل أيام كان عرسه فحضرنا، والجميع يلوموني؛ لأني خسرت شابًا خلوقًا وجميلاً جدًا ومتمكنًا، وأنا أشعر بالقهر والحزن، ونفسيتي تحت الصفر، خسرته من أجل ابن عمي، فتركني هو أيضًا، مع العلم أن جميعهم تمنوني وأحبوني جدًا.

الآن تقدم لي شخص آخر ليس بجمال الأول ولا حالته المادية كحالة الأول، ومنزلهم في الريف، فوافقت، لكني أتمنى الموت قبل أن يتم الأمر.

ساعدوني.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن الأمر لله من قبل ومن بعد، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فانظري في إيجابيات خاطبك الأخير، واجتهدي في طي صفحات الماضي، ولا تقولي لو كان كذا كان كذا؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن بني الإنسان، ولكن كيده واه وضعيف، فتوكلي على الله، واستعيني به سبحانه، ورددي بلسان أهل الإيمان قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان، وانظري إلى الأمام، وأقبلي على خاطبك وحياتك الجديدة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، وثقي بأن ما يقدره الله للإنسان خير مما يختاره الإنسان لنفسه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وننصحك بعدم الالتفات إلى لوم الأهل أو كلامهم، وتذكري أن المهم في أمر الرجال ليس جمال أشكالهم ولا عقاراتهم أو أموالهم وممتلكاتهم، ولكن الأساس هو الدين، والفقر ليس عيبًا، ولكن العيب في ضعف الدين وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات أو عدم الرغبة في العمل، ولا عيب في رجل طرق الباب ورضيه محارمك الأحباب، ولا تحاولي مقارنته بغيره؛ لأن المقارنة ظلم، وأنت لا تعرفين من الآخرين إلا ما ظهر من حالهم، كما أن الله ميز كل إنسان بميزات وقدرات ومواهب تختلف عن الآخرين، فارضي بما قسم الله لك تكوني أسعد الناس.

واعلمي يا ابنتنا أن في الأرياف وفي أهلها الخير الكثير، وغالبًا ما يكون الترابط والتواصل أفضل في الأرياف، علمًا بأن مكان الإقامة وقواعد الحياة سوف تساهم مع من طلب يدك في تكوينها، وثقي بأن من اختارك وقصدك لن يقصر في إكرامك والاحتفاء بك، فكوني له أرضًا يكن لك سماءً، وكوني له أمة يكن لك عبدًا، واصرفي بصرك عن النظر في أحوال الناس وتعرفي على النعم التي خصك بها رب الناس.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن لا تظهري التسخط أو عدم الرضا، وتعوذي بالله من شيطان يريد للإنسان أن يتعلق بما لا سبيل إليه، ويحرص عدونا على أن يبغض لنا الحلال، والأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إن الحب من الرحمن وإن البعض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم” فعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

د. أحمد الفرجابي