تحقيقات وتقارير

في ذكرى اليوم الوطني لفرنسا خطوات تقارب بين الخرطوم وباريس


قيادات من الحكومة والمعارضة توقفت سياراتهم في مكان واحد ودخلوا معاً منزلاً واحداً ليلتقوا في مناسبة كانت هي الحدث الذي جمعهم بعد أن فرقت بينهم السياسة، فوقفوا إلى جانب بعضهم البعض يتصافحون، إنه اليوم الوطني لفرنسا الذي حدد بيوم الرابع عشر من يوليو، فعالية نظمت بمنزل السفيرة الفرنسية الجديدة ايمانويل بكفوري، كان أبرز حضورها الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وابنته د.مريم الصادق نائب رئيس الحزب، وحسن عبدالقادر هلال القيادي الاتحادي وزير البيئة، وآدم الطاهر حمدون أمين المؤتمر الشعبي بولاية الخرطوم، إلى جانب سمية أكد القيادية بالمؤتمر الوطني وزيرة الدولة بوزارة التعاون الدولي، والسفير يوسف الكردفاني مدير الدائرة الأوروبية بوزارة الخارجية، فضلاً عن أبوالقاسم برطم النائب البرلماني المستقيل والفنان عمر إحساس والتشكيلي د راشد دياب. مثل سوداني: سفيرة فرنسا حرصت مع زوجها على استقبال القادمين من ممثلي البعثات الدبلوماسية والأوساط السودانية عند مدخل المنزل، ويبدو أن وقفتها في ذلك المكان طالت لكثرة الحاضرين، الأمر الذي يعكس العلاقات القوية للدولة الفرنسية والاحترام الذي تحظى به، وبمثل تمكن السفير الفرنسي السابق برونو اوبير من تحدث العربية، كانت ايمانويل والتي حصد خطابها الإعجاب والتصفيق من الحضور سيما السودانيين خاصة عندما قالت لهم إنني أتفهم إحباطكم من موضوع العقوبات لكن كما يقول المثل السوداني (الصابر غرف الموية بالغربال)، والذي يترجم إلى الفرنسية بـ( الصبر وقوة الإرادة تحولان الرمال إلى ذهب)، حسب تعبيرها. ود السودانيين: ايمانويل قالت الرابع عشر من يوليو هو عيدنا ولكنه أيضاً عيد جميع الذين يتعرفون على أنفسهم في هذه الرسالة العالمية (الحرية، المساواة، الإخاء) شعار فرنسا، وهي القيم التي نتمنى أن نشاطركم إياها هذه الليلة، وتكمن دائماً وراء الأعمال الفرنسية، مبينة أنها وصلت إلى الخرطوم قبل بضعة أيام في مهمتها الجديدة، وقالت: استطعت أن ألاحظ كيف أن السودانيين مضيافون وودودون بالفعل، وسأضع في قلبي طيلة فترة مهمتي جني هذه الصداقة وتنمية العلاقات الفرنسية السودانية، مشيرة إلى أن السنة الماضية تميزت بتكثيف العلاقات الثنائية، الأمر الذي عزز الروابط بين البلدين في مختلف المجالات وعمق الحوار بشأن موضوعات متعددة ذات اهتمام مشترك. تطور في العلاقات: مظاهر التطور الإيجابي في العلاقة بين باريس والخرطوم أبرزتها السفيرة في تعيين السفير ستيفان غرونبرغ مبعوثاً فرنسياً خاصاً للسودان وجنوب السودان في نوفمبر الماضي، وتكثيف الحوار السياسي وعقد جلسة المشاورات السياسية رفيعة المستوى في فبراير بوزارة الخارجية الفرنسية، بالإضافة إلى قدوم وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي من مجموعة الصداقة بين فرنسا ودول القرن الأفريقي إلى السودان في مارس، لافتة إلى أن علاقة بلدها بالسودان قديمة وقوية، وتابعت السودان بلد له مكانته خاصة في أفريقيا والعالم العربي، ويتشاطر بلداننا اهتمامات مشتركة من أجل الأمن والسلام في هذا الجزء من العالم، وتحديداً في دول الجوار السوداني، حيث إن فرنسا حاضرة بقوة ولها مصالح إستراتيجية بها. مساعٍ نحو السلام: (إننا نريد بالتعاون مع شركائنا الأوروبيين والترويكا القيام بدورنا كاملاً في الجهود الدولية لتسهيل ودعم واصطحاب حل الأزمة السودانية في دارفور والمنطقتين)، بهذه العبارات بدأت ايمانويل حديثها عن مساعي بلادها للسلام في السودان، وقالت في هذا الصدد نؤيد جهود الوساطة الأفريقية ونعتبر خارطة الطريق التي وقعت في أغسطس الطريق الذي يجب السير عليه لتحقيق حل سياسي شامل، ونرحب بنتائج الحوار الوطني وهو خطوة أساسية في عملية ضرورية للمصالحة بمشاركة جميع مكونات المجتمع السوداني، وزادت نحن نستثمر هنا في الحقول الأكاديمية والعلمية واللغوية بجانب التعليمية والثقافية، وحاضرون في مجالات الحكم والتنمية وتغير المناخ والهجرة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية ودعم المجتمع المدني حول قضايا الجندر. ثقافة سودانية في باريس: سفيرة فرنسا كشفت أن باريس لديها العديد من المشاريع الكبرى التي ستنفذها في السودان، منها طرح التعاون الفرنسي لمشروع طموح في التعليم الأساسي بتمويل من بعثة الاتحاد الأوربي بالخرطوم، وسنقوم بدعم الفعاليات الثقافية الكبيرة، وبعد أن حصلنا على تمثيل سوداني في معرض (كنوز الإسلام في أفريقيا) الذي يقام في معهد العالم العربي بباريس، فإننا نجهز لإقامة سلسلة من الفعاليات الثقافية في شهر سبتمبر القادم بمبادرة من السفارة تشمل حفلات ومعارض ومناقشات وسينما وأدباً، والتي أطلق عليها اسم (سودان آخر) لنقدم للجمهور الفرنسي إبداع وحيوية واقع السودان المعاصر، موضحة أن متحف اللوفر والسفارة يستعدان لتنظيم معرض استثنائي جداً عن الآثار السودانية في العاصمة الفرنسية عام 2020م، يركز على مملكة نبتة، ثم نقله إلى لندن وأمريكا وبعض المتاحف الدولية المرموقة، مختتمة خطابها بدعوة رجال الأعمال السودانيين للالتقاء بالشركات الفرنسية خلال المرحلة الكينية من لقاءات (أفريقيا 2017) بنيروبي يومي الخامس والسادس من أكتوبر المقبل، حيث تشارك أكثر من 400 شركة فرنسية وأفريقية. استعداد للتعاون: وزيرة الدولة بالتعاون الدولي سمية أكد هنأت فرنسا بالعيد الوطني باسم رئيس الجمهورية المشير البشير وشعب وحكومة السودان، ورحبت بالسفيرة الجديدة، وأكدت لها أنها ستجد العون من جميع مؤسسات الدولة، مبينة أن العلاقات السودانية الفرنسية تاريخية ضاربة الجذور في جميع المجالات، وأضافت بالرغم من أن العلاقات قد مرت بفترة من الركود والفتور إلا أنها في الآونة الأخيرة بدأت تشهد مرحلة جديدة من التفاهم والتنسيق والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية، وأشارت إلى اتفاق تم بين الطرفين لعقد المشاورات السياسية على مستوى وكلاء وزارتي الخارجية كل 6 أشهر بالتناوب في كل عاصمة، وستنعقد الدورة المقبلة في سبتمبر بباريس.

تقرير:لؤي عبدالرحمن
اخر لحظة