رأي ومقالات

أحمد بلال بعد أن كان مادة للسخرية في مصر أصبح نموذجا


يبدو أن تصريحات الوزير أحمد بلال بالقاهرة لم تربك السودان وحده بل أربكت مصر هي الأخرى، فبعد أحاديث الرجل المضطربة والتي أكد أنها (رسمية) عندما كان في القاهرة بصفته نائب رئيس وزراء الحكومة السودانية والناطق الرسمي لها، وتراجع عن ذلك في الخرطوم مؤكدا أنه كان يتحدث بشكل (شخصي) وليس بلسان الحكومة!!

بعض الزملاء الإعلاميين في مصر ركزوا على حديث بلال وأن به تحذيرات كثيرة يجب أن تتنبه إليها مصر، وخصوصا في ملف سد النهضة والذي ذكر فيها بلال أن (السد جاء فى فترة حرجة كانت تعاني فيها مصر من الارتباك، وأن هناك 3 قضايا يجب أن تعالج، منها التخوف من التصميم وإنهيار السد، والمتضرر الأول السودان، لأنه سيغرق فى البداية، وقال: «لو جرى ملء الخزان فى سنة لن تصل قطرة مياه واحدة لمصر والسودان، ولو على مدار 3 سنوات، سيكون هناك ملايين العطشى، وفى تقديرى يجب ملء الخزان خلال 7 أو 8 سنوات»، وأردف بقوله: «الأمر الثانى هو التدفقات، لأن السد مبنى فى جزء صخرى، ولن تستخدم فى الزراعة، بل الكهرباء، والسودان لا يقوم بالوساطة بل نحن فى معركة واحدة مع مصر، فى أن حصة مصر لا تنقص قطرة واحدة، والمعارك المقبلة معارك مياه وليست للبترول).

وأنا أقول ما الجديد في هذا الحديث؟ من منا لم يكن يعرف أن أثيوبيا أعلنت عن بناء سدها في مارس 2011 أي بعد ثورة يناير قرابة الشهرين، وهذا شئ لا يعيب أديس أبابا فهكذا رأت مصلحتها وتوقيت إعلان سدها، واذا كان هناك عيب فهو علينا نحن في مصر لأننا لم نستطع التعامل مع الملف بذكاء وحكمة منذ البداية، بل تصرفنا بعشوائية مع جهل خطير بالإعلام والتلويح بالحرب والتقليل من أديس أبابا كدولة لها ثقل بالمنطقة، ماجعل سد النهضة في أثيوبيا مشروع قومي سارع فيه المواطن الإثيوبي البسيط بالمساهمة في بناء سد بلاده.

أما التخوف من التصميم وإنهيار السد وأن المتضرر الأول السودان لأنه سيغرق فى البداية فهذا أيضا معروف ومعلن والخرطوم تعترف به دائما مؤكدة أنها لا يمكن أن تعي هذه المعلومة وتقف مع بناء السد إلا لأنها واثقة من عوامل أمانه.

نأتي لنقطة التخزين وملء السد وهنا لي سؤال هل المفاوض المصري في سد النهضة لايعلم بهذه المعلومة؟، وهل الخبراء والفنيون في مصر يجهلونها؟، أبدا هي نقطة معلومة تماما والتفاوض يجري حولها الآن، وإذا كان زملائي لا يعلمون فهذا جهل منهم ليس إلا، لكن مصر الرسمية والمتخصصون بها يعلمون ذلك جيدا.

النقطة الأخيرة أن السد لتوليد الكهرباء وليس للزراعة أعتقد أن هذا معلوم تماما وأن هذا في صالحنا لأن توليد الكهرباء لا يستهلك مياة مثل الزراعة، وعن أن القادم هو لمعارك المياة وليس البترول فليس به جديد يذكر.

ياسادة الحديث في ملف سد النهضة الآن يجب أن يكون حول نقطتين أساسيتين وهما (عوامل أمان السد للإطمئنان والتفاوض حول سنوات التشغيل) والتي يقترح أحمد بلال أن تكون 8 سنوات لنكون في آمان، ونقول 10 سنوات تقنعنا لمزيد من الآمان، أي حديث خارج هاتين النقتطتين هو تغريد خارج السرب وجرنا بالملف إلى نقطة البداية، وهذا معلوم ومطروح في جلسات التفاوض بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا هذه الأيام، فاتركوا للمفاوضيين والعالمين بالأمور الفنية الحديث في هذا الموضوع وكفانا ربطه بالسياسة من باب المزيدات التي ستضر حتما بأمننا القومي.

الخلاصة في تقديري أن أحمد بلال جاء للقاهرة في أول زيارة له بعد تصريحه المثير بأن (فرعون موسى كان سودانيا)، والرجل أراد تطيب خاطر المصريين الذين تربطهم علاقات جيدة بحزبه الإتحادي، ولكن الأمور فلتت منه لأنه لم يحسبها جيدا لأن التوقيت التي تمر به المنطقة دقيق وحساس، وأن العلاقات بين مصر والسودان ليست على مايرام، مما أعطى إنطباعا في مصر بأن هذه رسالة سودانية جديدة بتغيير موقفها من الأزمة الخليجية وبفتح صفحة جديدة مع القاهرة، ومايؤكد أنه لم يكن يعبر عن سياسة الدولة السودانية تراجعه وإعتذاره عن حديثه بالقاهرة فور رجوعه للخرطوم مباشرة، وإصداره لبيان يوم السبت في يوم عطلة رسمية، مايعكس أنه وجد حكومته على عكس ماتحدث به.

ويبقى أنه علينا في مصر أن نسدد في الإتجاه الصحيح، بعيدا عن هذا التشتت الذي سيضر بلادنا في المقام الأول، فالقاء الإتهامات دون الدراسة والتحقق والمعرفة سيضعنا مرة أخرى في مهاترات نحن في غنى عنها، فقط دعوا الحديث لمن يعلم، وليس معنى أنكم تجهلون أن الأمر غير معروف.

بقلم: صباح موسى


‫6 تعليقات

  1. كيف يعني مادة للسخرية؟ والنهي عن السخرية ورد في القرآن الكريم

  2. محتار في اربعة – بلال – طه – معتصم جعفر – عبد الرحيم حمدي – وشكرا ( شكرا ده ما اسم زول )

  3. هل عاد احمد بلال من القاهرة وهو محمل بالهدايا ام كم مليون دولار تم تحويلها له في رصيده البنكي؟؟ اما المصيبة الكبيرة ان يكون وقع في فخ بنت جميلة بغرفة في فندق بثت فيها المخابرات المصرية كاميراتها من جميع الزوايا .. تصريحات بلال ان لم تكن بايعاز من السلطة فهي كارثية.

  4. الراقصة والطبال :- يا صباح يا موسى يا جاهلة – كفاية صياعة رقاصات مصريات – إنت في حلم يا جااااااااااااااااهلة – سيعتذر بلال عما قريب رغماً عن أنفه – لن ينجح مخطط إثارة الفتنة يا غبية – يجب أن تعلمي أن الخرطوم حتى الآن تروج لسد النهضة وموقفها منه لن يتغير – أما بالنسبة للأزمة الخليجية موقف الخرطوم مازال في الحياد – والآن البشير في جولة خليجية تشمل دول للكويت وقطر والسعودية والامارات – أما العلاقات السودانية المصرية في الحضيض وستظل طول عمرها في الحضيض – ومصرائيل أم الدناءة تدعم المتمردين فى السودان (هي حقيقة ومعلومة لدى أي طفل سوداني) وجميع الاسلحة المصرية (الفالصلو) التي عثرنا عليها طرف المتمردين بعد أن تمكنت جيوشنا البواسل من دحرهم وإبادتهم عملنا لهذه الأسلحة المصرائيلية متحف متحف تحت اسم (الاسلحة المصرية المضبوطة من المتمردين) – يعني إنت لو الله لا قدر جئت زيارة للسودان أول ما تطلع من المطار (هتلاقيها في وشك كده أهو) – يا عملاء يا خونة يا لئام يا حاقدين يا زبالة يا منافقين يا كذابين