تحقيقات وتقارير

حزب الترابي وراء الكواليس “الشعبي” .. الحقائق والأماني في صناعة السياسات العامة


لم ينقطع سيل الاتهامات المنحدر تجاه المنشية حيث مقر حزب المؤتمر الشعبي، ونال الحزب كفلاً كبيراً من التهم التي كان آخرها ما قاله وزير الإعلام د. أحمد بلال عن كون الشعبي متورط حتى أخمص قدميه في تأليب الرأيين الحكومي والعام للعمل على إقالة الناطق باسم الحكومة في أعقاب تصريحاته المخالفة لتوجهات الدولة وهاجم فيها قناة الجزيرة القطرية، وسد النهضة الأثيوبي.
شواهد
الحديث عن عودة الشعبي إلى مفاصل رسم السياسات داخل الحكومة بات محل يقين لدى كثيرين يرون أن إبعاد الفريق طه عثمان من مكتب الرئيس عمر البشير تم بإيعاز من قادة الشعبي.
وليس بعيداً عن الأذهان قضية شهادات وزير العدل الذي لم يؤد القسم أبوبكر حمد الذي سمى منتسبين للشعبي بأنهم وراء إثارة قضية شهاداته الجامعية ما حال بينه وبين المنصب التنفيذي.
وصرح حمد باسم النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر المحامي بأنه وراء كبر أحاديث التزوير في الشهادات الجامعية، وملأت الأسافير وذلك طمعاً في المنصب التنفيذي الرفيع.
ومرة أخرى يطل الشعبي في ثنايا شكوى الأحزاب المحاورة، بتهمة تتصل هذه المرة بمحاولة اختطاف الحوار لصالحه عبر ورقة الحريات.
أضف إلى ذلك أن كثيراً من الأخبار المتداولة عديمة السند يسارع كثيرون لنسبتها إلى منسوبي الشعبي، وهي أقوال لا يمكن التثبت منها، وبالتالي فإن شهادات رجال الشعبي النافية، تكفي لحين الإتيان بدلائل تفيد بخلاف ذلك.
تخفي
يعترض القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق على التهم التي تسال لحزبه بأنه يحرك كثيراً من خيوط اللعبة من وراء ستار، مرات بنثر الحقائق، ومرات بترويج الشائعات.
قائلاً في حديثه لـ (الصيحة): إن صنع الشائعات كحركة يعتمد عليها في المعترك السياسي للتأثير في القرار وصانعيه، حتى يصبح قوة ضاغطة تكاد تتجاوز ما يمكن أن تقوم به الأحزاب في التأثير على الحكومة والمؤسسات التشريعية، لكنه أنكر بشدة أن يكون الشعبي قد أصدر مكتوباً رسمياً يتهم فيه هذا أو ذاك ، منبهاً إلى أن من أسماهم أصحاب الأخطاء والباحثين عن “المعايش” دوماً ما يبحثون عن مشجب لتعليق فشلهم وعيوبهم فيه، بدلاً عن مواجهة الأضواء والرأي العام.
قياس تأثير
قطع النائب البرلماني مبارك النور أن المؤتمر الشعبي لا يمكن أن يصبح فاعلاً لهذه الدرجة في ظل وجود المؤتمر الوطني الذي يمسك بــ (الريموت كنترول)، ويدير الأمور بالأغلبية الميكانيكية التي يمتلكها في الجهازين التشريعي والتنفيذي، وقال لــ (الصيحة): إن الوطني قد فصل الحوار على مقاييسه الخاصة، ولذلك لا الشعبي ولا غيره يمكنهم أن يحدثوا تغييراً وحراكاً بخلاف رؤية الحزب الحاكم المالك للأغلبية المريحة التي تتيح له تمرير كل التشريعات والقوانين.
غير أن النور أقر أن أقوى الشخصيات وأفضل من يعبر عن قضايا الشعب من بين الذين دخلوا المجلس الوطني من بوابة الحوار هم ممثلو المؤتمر الشعبي وحزب حركة الإصلاح الآن وبعض أعضاء قوى المستقبل.
وافق الأمين السياسي لمنبر السلام العادل العميد (م) ساتي محمد سوركتي في حديثه مع الـ (الصيحة) على الرأي القائل بأن الشخص المتهم دوماً ما يفزع لطرف يحمله مسؤولية اتهامه بالحق أو الباطل.
مضيفاً بأن إثارة قضيتي وزير العدل وأحمد بلال من المؤتمر الشعبي لا تعني أن ذلك بترتيب حزبي، أما قضية طه فهي أكبر من المؤتمر الشعبي، وإنما هو موضوع دولة بكاملها، وختم سوركتي بأن كل هذا شرف لا ينبغي أن ندعيه للشعبي، منبها إلى أن الحديث عن أن هذه القضية أثير لأن هناك طرفاً يعمل على تراجع وانهزام مصداقية القضية.
وعما إن كان الشعبي بهذا النهج تحول لمسار جديد في الساحة السياسية وأصبح فاعلاً جديداً يمارس الضغط من خلال تكسير حواجز الخوف والتعتيم، وامتلاك حرية التعبير، واختلاف الرأي داخل مساحة الديمقراطية المتوفرة الآن في حكومة الوفاق قال أبوبكر عبد الرازق: إنه ليس هناك من جديد في أجندة الشعبي، لأن كل من شارك الحكومة غيّر جلده، وأصبح حكومياً أكثر منها، بينما يحمد للمؤتمر الشعبي أنه لا زال محتفظاً على خطه وهذا يحسب لصالحه، لأن ذات الدواعي التي جعلته في صف المعارضة هي ذاتها التي جعلته مشاركاً يسير على ذات خطاه في كشف مواطن الفساد، ومنتقداً من يعمل ضد المصلحة الوطنية، ومضيفاً: إن خط الحزب لا يبنى في مقابل الأشخاص، وإنما في مقابل السياسات والبرامج.
يقول عبد الرازق –كذلك- بأنه يحمد للشعبي لو افترضنا جدلاً أنه أثار هذه القضايا بوقوفه مع ضمير الشعب السوداني.
ادعاءات
رفض النائب البرلماني المستقل أبو القاسم برطم الأحاديث القائلة بفاعلية الشعبي وقدراته الكبيرة على إثارة القضايا وقال في إفادته لـ (الصيحة): إن تلك بطولات يدعيها الشعبي أمام الجماهير، ومبعثها اعتقاد خاطئ، دون الوضع في الاعتبار أن الشعبي جزء أصيل في السلطة الحاكمة، وله تمثيل في البرلمان والجهاز التنفيذي، لذلك هو ليس ضد الحكومة ليثير قضايا ضدها، وهو جزء لا يتجزأ منها.
يواصل برطم بأنه طبقاً لذلك يبقى هذا صراع داخل أحزاب الحكومة، ويكشف أن الدولة لا تلتزم بالمؤسسية، وكل شخص أصبح (شايت) لوحده، مشدداً على أن قضية أحمد بلال أثارها المصريون لا الشعبي.
ويبقى السؤال: هل انتهج الشعبي المذهب الــ (مكارثي) باعتماده نهج التصعيد في مواجهة الآخرين، وهو يعيد صورة السيناتور الأمريكي جوزيف مكارثي الذي أرسى منهج الهجوم على الخصوم بلا هوادة لتدميرهم وقتلهم سياسياً؟

الخرطوم : الطيب محمد خير
الصيحة


تعليق واحد

  1. شكرا للشعبي وإلى الأمام.
    لا يخاف الفاسدون غير المؤتمر الشعبي.
    لذلك عاش نضال المؤتمر الشعبي.
    وبرطم وسوركتي ليس وراءهم رجال بل وراءهم مال والشعبي وراءه رجال.
    تذكر يا برطم يوم كنت فقيرا معدما وتذكر كيف اغتنيت بالعطاء إياه الذي أرسي عليكم ولا تجعل الشعبي يأتي بالقصة الكاملة فهو حزب نمس اتجاه واحد يكره اللف والدوران.. طرابلس..
    Shut up