الفاتح جبرا

أعوذ بالله


بعد سنوات عدة قضاها برنامج (بنك الثواب) الذي كان يبث على قناة (قوون) قبل أن ينتقل إلى قناة الخرطوم تسلم مقدمه الأستاذ عبدالله محمد الحسن مؤخراً خطاباً بإيقاف بثه حسب توجيهات السيد وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم ، البرنامج هو برنامج كما يعلم الجميع يقوم بواحدة من أعباء (الحكومة) التي تخلت عنها رغم أهميتها وهي توفيرالعلاج للمواطنين على الرغم من أن مسؤلي الحكومة يضربون (أكباد) الطائرات متجهين نحو مشافي لندن وألمانيا ما أن تلم بهم أو بأسرهم (كحة ساكت) !

طيب البرنامج وقفوهو ليييه:
يقول أهلنا (إذا عرف السبب بطل العجب) والسبب يا سادتي الأفاضل عجيب وغريب فقد قام مقدم البرنامج بعرض فاتورتين صادرتين من مستشفى حكومي (أحمد قاسم) تخصان علاج لطفلة (فقيرة) هي (آية محمدأحمد) – 7 أشهر- تعاني من ثقب بين البطينين وتحتاج إلى عملية جراحية عاجلة ، الفاتورة الأولى بمبلغ 36,000 جنيه؛ وعلى المريضة انتظار دورها (وهي وحظها) يجي بكرة؟ يجي السنة الجاية؟ ما يجي كولو كولو !
أما الفاتورة الثانية فهي بمبلغ 71,000 جنيه؛ (يعني مضاعفة) وتُجرى العملية خلال أسبوعين (بس) ، ولم يملك مقدم البرنامج إلا أن يرفع يديه للسماء وهو يقوم بعرض هذه المهزلة الأخلاقية التي توضح بجلاء ما صار إليه الأمر من بشاعة تفوق حد الخيال .

تأملوا يا سادتي عدم الرحمة والإنسانية التي تدار بها المشافي الحكومية بالبلاد؟ والنظرة المادية التي غلبت على هؤلاء القوم حتى عندما يتعلق الأمر بحياة أو موت فلذات الأكباد؟ ولاحظوا أن الدولة لم تتخل وترفع يدها عن صحة المواطن فحسب إنما أضحت (تتاجر) فيها (قدر ظروفك)
العبدلله يمكنه أن يتفهم أن يقف المريض في صف (المنتظرين) حتى إذا جاء دوره تم إجراء العملية له (لو كان حي) ولكن أن يطلب من المريض القيام بدفع قيمة مضاعفة لمنحه أولوية فهذا ما لا يستند إلى منطق أو ضمير سوى منطق الجشع وإنعدام الإنسانية .

لا وأيه .. حتى إذا قام أحدهم بفضح هذه الممارسات اللا إنسانية تم إيقاف برنامجه وربما وجد التوبيخ والتعنيف من منطلق (إنتا الوداك تتشالق وتفضحنا شنوووو) .

أي نوع من القذارة والتلوث وإنعدام الضمير هذا الذي يمارسه هؤلاء القوم (المهاجرين إلى الله) تجاه هذا الشعب الطيب الحزين؟
إن إيقاف (برنامج بنك الثواب) الذي يساهم في علاج الفقراء والمساكين المحتاجين في وقت تخلت فيه الدولة (الرسالية) عن واجباتها بسبب فضحه لهذه السياسات اللا إنسانية التي يمارسها (ولاة الأمر) إنما هو مؤشر خطير يوضح بجلاء مدي حالة (الإتساخ) و(موت القلب) وإنعدام (الضمير) التى وصل إليها مسؤولي هذا العهد الزاهي النضير الذين ما فتئت (حلاقيمهم) المغزاة بمال السحت (تنبح) أن هي لله لا للسلطة ولا للجاه .
لو حدثت (قصة الفاتورتين) دي في أي بلاد تعبد (الأشجار) لقامت الدنيا ولم تقعد ولقام وزير الصحة ومدير المستشفي بالإستقالة فكيف ببلاد يدعى حاكموها بأن الله قد بعثهم ليمكنهم في الأرض حتى يقيموا العدل بين الناس فما أقاموا عدلاً بل أقاموا شاهقات العمائر وعوالي القصور !

كسرة :
الآن فقط عرفت لماذا يختم زميلنا عثمان شبونة مقالاته بعبارة (أعوذ بالله) !

• كسرة ثابتة (جديدة لنج) :
أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الإستئناف أبو يوم) شنو (و) !

• كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟88 واو – (ليها سبعة سنوات و4 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 47واو (ليها ثلاث سنوات و حداشر شهر)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫3 تعليقات

  1. وزير الثقافة دا هسي مالو؟.. اليوم كلو في الحفلات زي الساوند زووووول جايب خبرو مافي..طالما اتحرك علي وجه السرعة ووقف البرنامج معناها حاجتين: الأولى انهم بتابعوا البرنامج وعااااارفين محن ومصائب الغلابة البتحصل بسببهم, الحاجة التانية: تلقى أوامر من (جهة عليا) اللي هي مسترزقة من الشغلانية دي وطبعا واكيد الجهة دي حتكون وزارة الصحة لانو بسترزقو وبياكلو لحم المساكين وبشربوا دمهم قبل التحلية…
    نسأل الله وهو خير مسئول أن يشق عليهم في حياتهم وفي مماتهم وفي قبرهم وفي بعثهم وفي حسابهم و أن يدخلهم النار جزاء كل نفس أزهقت بسببهم و كل عائلة تيتمت وكل طفل تبعثر شمله مع والديه… اللهم إنهم قد أفسدوا وأكثروا الفساد فاللهم سلط عليهم جسدهم يأكلهم وسلط عليهم الامراض والجزام وسيئ الأورام من السرطانات وأقتلهم وشردهم وأعميهم في الدارين يا عزيز يا حكيم يا منتقم يا جبار, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الاخيار وعلى من تبعهم الى يوم الدين

  2. اللهم أكفنا هؤلاء بما شئت كيف شئت وأبدلنا خيراً منهم عاجلاً غير آجل ياكريم العطاء والجود يالله….