تحقيقات وتقارير

الشائعات .. حرب الكيبورد


بظهور الفتاة السودانية سوزان عبد الرحيم, والتي راجت صورتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي, بشائعة اختفائها من منزل ذويها بامتداد ناصر اثناء اللحاق باسرتها بحري،

تتكشف واحدة من حلقات الشائعات المضللة والتي راجت عبر وسائط التواصل الاجتماعي. (الإنتباهة) التقت سوزان والتي لاحقتها شائعة الاختفاء باسم منار صديق، والتي روت تفاصيل ما حدث لها وما ترتب عليها.
في مطار الخرطوم
سوزان عبد الرحيم موظفة بإحدى الشركات العاملة بمطار الخرطوم، تضع صورتها الشخصية على حسابها بالفيس بوك، تقول بينما كانت تتصفح ما يدور في أسافير العالم فإذا هي تتفاجأ بصورتها من حساب مجهول وعليه مناشدة، بان منار صديق (20) عاما تدرس محاسبة جامعة السودان، خرجت اليوم من منزل ذويها بامتداد ناصر حوالي الساعة (12:30) ظهراً، للحاق بأسرتها ببحري بدعوة مراسم زواج, ولم تعد حتى الآن، ترتدي فستانا أزرق وطرحة بيضاء, لمن يتعرف عليها الاتصال برقم الهاتف (0124527659)، طارق الأمين، ما زلنا نبحث عنها شير في الخير، وأضافت الرسالة أن الظاهرة انتشرت وحذرت من عدم الإهمال ..الخ.
التعامل السريع
تقول سوزان إنها لا تتهم شخصاً بعينه لانها تعيش بسلام مع الجميع سواء على مستوى اسرتها أو محيط عملها, وهو ما جعل صورتها المصحوبة بالشائعة تنتشر في الأوساط الالكترونية كالنار في الهشيم، وقالت اولاً بدأت بالتركيز على أهلي واتصلت على الوالدة فورا وطمأنتها ومن ثم انتقلت الى قروبات العائلة والمجموعات الكبيرة على الفيس, وأوضحت ان الأمر لم يحدث، وتواصلت مع مديري المجموعات والقروبات للسيطرة على الشائعة، وقالت تسببت لي هذه الشائعة في أضرار نفسية واجتماعية بالغة. وأناشد عبركم مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي بعدم الزج بنا كفتيات في مثل هذه الأمور الوضيعة، فالأمر ان لم تحتمله لأختك وأمك وزوجتك, ينبغي ألا تحتمله على الآخرين، وأعربت عن أملها في ان تكون وسائط التواصل الاجتماعي, للتواصل الاجتماعي ولما يفيد الناس ويشعرهم بالأمان وليس العكس.
حرب الشائعات
تجابه ولاية الخرطوم سيلاً من الشائعات التي اعتبرتها الشرطة مهدداً أمنياً ينبغي التصدي له بالوعي وعدم الالتفات اليه، وكشف اللواء إبراهيم عثمان مدير شرطة الولاية في حديث لـ(الإنتباهة) أن هناك جهات تعمل على ترويع المواطنين ببث الرسائل المضللة والكاذبة، نافياً وجود أية ظاهرة تتعلق بالاختطاف والاتجار بالأعضاء البشرية، وأكد أن سجلاتهم دونت بلاغا واحداً فقط، وهو بلاغ فقدان سيدة أبو آدم، والذي تكثف فيه الشرطة جهودها لفك طلاسمه، وأوضح مدير الشرطة بولاية الخرطوم, أنه تم تكليف الإدارة المختصة بجرائم المعلوماتية لتولي التحقيق التقني والتتبع الالكتروني بغرض الوصول لمروج الشائعة وتقديمه للعدالة، حاثاً المواطنين بعدم الالتفات الى الشائعات التي تروجها بعض الجهات لزعزعة الأمن والطمأنينة وترويع المواطنين الآمنين، ومؤكدا قدرة الشرطة على التعامل مع الجرائم الالكترونية والأسفيرية التي تعمل على بث الهلع وسط المواطنين.
الأعضاء البشرية والإسبيرات
مدير شرطة ولاية الخرطوم, سخر من شائعة تروج لتجارة الأعضاء البشرية بولاية الخرطوم, وقال ان هذه المسألة مستحيلة، لأنها تعتمد في الأصل على جراحات دقيقة للأنسجة التي تحتاج بالطبع الى معامل وفحوصات وغرف عمليات مجهزة بأحدث الوسائل، وينفذها جراحون على درجات علمية ومهارات طبية فائقة، ولا يمكن ان تجرى في المنازل أو الرواكيب العشوائية، وقال: الأعضاء البشرية ليست كالإسبيرات أو قطع الغيار أو الخردة، وحول من يروجون لهذه الشائعات قال إن الشرطة اتخذت إجراءاتها القانونية والفنية لملاحقة مروجي الشائعات عبر الإدارة المختصة بجرائم المعلوماتية والتنسيق مع الجهات ذات الصلة والهيئة القومية للاتصالات.
مرضى الشائعات
الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة, وصف الشائعات بأنها عارية من الصحة وبعيدة عن الواقع، وقال في حواره مع برنامج (في الواجهة) بالتلفزيون القومي, إن الذين يروجون لذلك مرضى يسعون لترويع الناس ولن يحدث على الإطلاق سرقة أعضاء بالسودان، ويسعون الى زعزعة العملية الأمنية, وقطع بأن بلاغات الاختطاف محدودة للغاية وهي في مناطق التفلتات بولايات دارفور, حيث بدأت تنحسر مع انحسار التمرد وحركاته السالبة، واستشهد مدير عام الشرطة, بنماذج عن بلاغات فقدان حدثت من بينها امرأة جنوبية غادرت الخرطوم إلى سنار بمحض إرادتها، فضلاً عن بلاغ آخر عن اختفاء شاب بضاحية شمبات، ذهب مع أصدقائه للنيل وغرق وتكتم عليه أصحابه ووجد جثمانه بعد فترة.
بيان رسمي
أصدر المكتب الصحفي للشرطة بياناً أوضح خلاله ان هناك أخباراً وبيانات كاذبة ومضللة رشحت في الآونة الأخيرة على بعض مواقع التواصل الاجتماعى آخرها ذلك البيان الذي نسب للشرطة، ورغماً عن أنه لا تغيب عن فطنة المتلقي أن هذه ليست لغتنا ولا طريقتنا في طرح الأخبار المتعلقة بالجريمة, والأخرى المتعلقة بتوعية المواطنين من الجريمة والإجرام إلا أننا نؤكد أن أخبارنا تصدر عن المكتب الصحفى للشرطة، ولا تصل لاي موقع الكتروني، إلا عبر الماعون الإعلامي الرسمي الذى نشرت فيه، وهو بالتأكيد الصحف والدوريات والإذاعات المرئية والمسموعة، وكما ذكرنا من قبل في بيان الوسائط الكاذب الذي حذر باسم شرطة الحياة البرية من تمساح يجوب شوارع أم درمان وغيره , فإن هذه البيانات تصدر من جهات لها أجندتها الخاصة وأهدافها الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، ولعل ما ورد في إحدى الصفحات بالفيس بوك أكبر شاهد على ذلك. ففي الوقت الذي ذكرت كاتبته أن الأطفال وكبار السن يتعرضون للذبح والتقطيع بغرض الاتجار بالأعضاء البشرية في الحصاحيصا, أكدت شرطة محلية الحصاحيصا أن شيئاً من هذا لم يحدث ولم يسجل بلاغ خطف واحد في أقسام المحلية السبع. وتابع البيان: إن الشرطة التي تتابع بلاغات الاختفاء باهتمام بالغ, تؤكد أن كل البلاغات المسجلة في أقسام الشرطة تم فك طلاسمها وجميعها لم يكن بينها بلاغ خطف أو اتجار بالأعضاء البشرية ومنها حادثة المهندس ببورتسودان، وحادثة الطالبة المزعوم خطفها بالكلاكلة، وغيرها وحتى حادثة السيدة الأخيرة بابو آدم تجتهد الشرطة الآن فيها، الشرطة تؤكد حرصها وسهرها على أمن وأمان الوطن والمواطن، وتهيب بالمواطنين الكرام عدم الالتفات لمثل هذه الشائعات والأكاذيب التي تهدف إلى زعزعة الأمن وبث الرعب في النفوس.

الخرطوم: علي الصادق البصير
الانتباهة