مقالات متنوعة

مجانين


*لقد سبق لي وأن وصفت أن كل من يتطوع للعمل في منشط كرة القدم في السودان وخاصة في الإتحاد العام بأنه « مجنون ويستحق القيد » وذكرت أن الجلوس علي « منقد ملتهب » ربما يكون أخف وطأة ووضعا وأقل سخونة من الجلوس علي مقعد منصب قيادي بالإتحاد – حيث يتعرض كل من يتبوأ منصبا في هذه المؤسسة القومية لكافة أشكال وأنواع الإتهامات تصل درجة الطعن في ذمته وفي أمانته وفي أخلاقه بل حتي أسرته قد يلحق بها الأذي – فمن يقدم نفسه للعمل بالإتحاد العام هو أشبه بالذي يود الإنتحار أو يضع رقبته تحت المقصلة أو كالذي يربط حبل المشنقة علي عنقه فالأجواء في هذه المؤسسات أصبحت في غاية السوء وينتشر فيها الظلم ولا حرمة فيها ولا قدسية لأي شخص مهما كان اسمه أو منصبه أو تأهيله الأكاديمي والإجتماعي، ومهما يكن قدره وعلمه، فقد بلغ الوضع في الإتحاد درجة من الخطورة والحساسية جعلت كل العقلاء « وأولاد الناس » يهربون ويفرون بجلودهم ولا أري أنني في حاجة لأن أدلل أو أؤكد علي حديثي هذا ويكفي فقط الإشارة لما كان يتعرض له الخبير والعالم البروف كمال حامد شداد وحاليا لما يتعرض له الإخوة الدكتور معتصم جعفر سرالختم و المحامي مجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان – وحتي لا يكون حديثي عائما أو مبهما وصريحا فأولا لابد أن أبرئ الجمهور و إن جاز لي أن أحدد و أسمي فأقول ان المذنب الحقيقي والسبب الرئيسي والمتهم الأول هم حملة الأقلام المتعصبة والمتحزبة والتي تفضل الإنتماء للأشخاص علي حساب المصلحة العامة .
*فهناك نوعية من البشر إبتلاهم الخالق بكراهية الأخرين وهؤلاء لا يخشون يوما يرجعون فيه إلي المولى عز وجل ويظنون أنهم خالدون في هذه الزايلة ويرون في أنفسهم أنهم الأكثر شجاعة من كل الناس برغم أنهم أضعف من الباعوض ولا يملكون لا القوة ولا القدرة التي تجعل الواحد منهم يحمي نفسه وبرغم ذلك فهم يعتقدون أنهم الأقوي لمجرد أن الفرد منهم يملك « حلقوما ضخما أو لسانا متبرئا ينطق ساقط وبذئ القول أو قلما غير مؤدب أو مساحة بور يقضي الواحد منهم حاجته فيها » علما به أنهم الأكثر جبنا ولا يستطيعون المواجهة وليس من بينهم من لديه القدرة علي الدخول في تحدي وتجدهم يتدارون خلف الأبواب ويتخفون تحت حماية شعارات « حريات التعبير» ويستغلون سماحة خلق أولاد الناس وضعف القوانين التي تحكم المسار الرياضي واللوائح الهشة المنظمة للمهنة وغياب الرقابة والعقاب.
*حرية التعبير لا تعني بأي حال الإساءة للناس والتعرض لهم وتجريحهم وشتمهم كما أن النقد ليس معناه أن تتحرش بالأبرياء وتتطاول علي القامات وتستهدفهم بطريقة قميئة وتتهمهم بما ليس فيهم ولأن سقف الحرية مفتوح فمن الطبيعي أن تسيطر الفوضي والتي من ضمن مسبباتها الحرية المطلقة ولأننا نعيش في عهد أقل ما يوصف به أنه معكوس ومقلوب وإستثنائي و تغيب فيه الحاكمية والمعايير وخالي من القيود وأشبه بعهود حكم الهمج التي يحكيها التاريخ والتي كان فيها إرتكاب الخطأ حق مكفول للجميع فمن الطبيعي أن يجد المصابون بأمراض مركب النقص والخلل النفسي ضالتهم ويوجهون وسمومهم تجاه الأبرياء و يتعرضوت لحملات الإفك والشائعات والغريب أن يأتي مثل هذا اللغو من أناس كالفقاقيع لا قيمة لهم ولا موقع ولا أثر.

مجذوب حميدة – الصحافة