تحقيقات وتقارير

“في البيت الكبير” يرى الكثيرون أن تربية الأبناء وسط الأسر الممتدة تؤدي إلى غياب خصوصية التنشئة السليمة لاختلاف الرؤى


من السلبيات الشائعة في حياتنا التي تؤثر في المجتمع هي تربية الأبناء بين أسرتين أو أكثر، حيث يجدون الكثير من الدلال غير المطلوب خاصة من (الجد والجدة) ما يؤثر في سلوكهم مباشرة، فعندما يخطئ أحد الأبناء يذهب ليحتمي بأحد الطرفين، لذلك كثيراً ما تطرأ مشاكل بسبب تباين الرؤى في التربية بين أفراد الأسرة الممتدة، فتكون النتيجة فشل الأبناء وتشتيت شملهم.

أبناء يقطنون بين أسرتي الأم والأب، فعندما يرتكب الصغير خطأ ما فإنه يجد من يهرب إليه، فيحتمي تارة بأسرة الأم وأخرى بأسرة الأب، ويكون فرحاً بهذا الهروب ويتلذذ به، وهكذا ينشأ الأبناء عنيدين وربما فاشلين، ولربما يلازمهم الفشل طوال حياتهم في التعليم وسلوكهم الاجتماعي العام والشخصي، ويصبحون لاحقا وكأنهم منبوذون من قبل المجتمع.

سلوكيات غريبة وفشل
في السياق، تقول الاختصاصية النفسية ندى الطاهر لـ (اليوم التالي): كثير من ينشأون ضمن الأسر الممتدة بهذا الصيغة آنفة الإشارة، يلجأون في صباهم الباكر إلى ارتكاب أنواع من السرقة، بجانب الفشل الأكاديمي، وكل ذلك يعود لتلك التجاذبات والتباينات في التربية الناجمة عن اختلاف الرؤى التربوية بين أفراد الأسرة الممتدة الذين يعد أي واحد منهم نفسه أبا أو أما للطفل، بينما يضيع هو بينهم. وأضافت: أصبحت الأسر الممتده تساعد الأطفال على ارتكاب الكثير من السلبيات، فبدل من أن تربى الأبناء على القيم الفاضلة والأخلاق والصدق وتواجههم بأخطائهم وتقومها وترشدهم إلى سواء السبيل، فإنها تداري و(تغطي) على أخطائهم وتوفر لهم الحماية من العقوبة. وأضافت: الطفل في هذه المرحلة ينزع نحو تقليد كل ما يراه، فلابد لأسرتي الأب والأم أن تتجاوزا تعارض الرؤى التربوية بينهما وأن تتوافقا على خطوط عريضة يتم بموجبها حل الخلافات والمشاكل وتقريب وجهات النظر والابتعاد عن الانفعالات التي تترك انطباعا سلبيا وأثرا نفسيا عميقا في نفوس الأطفال مستقبلا.

اختلاف الآراء
من جهتها، قالت حنان عمر – ربة منزل – لـ (اليوم التالي): يتحتم علينا ضبط تصرفاتنا أمامهم لأن هذه المرحلة العمريه تمثل اللبنة الأولى لتكوين شخصية الطفل ولأن الأسرة الممتدة تختلف فيها الآراء. فإنها تمثل محيطا للتعارضات والتباينات ما يتطلب الكثير من الشفافية في مسألة التربية. وأضافت: زمان الحبوبة كانت تؤدي بدور المربية، ولكن الوضع تغير الآن وصار مختلفا، حيث صار الأب والأم منشغلين بالحياة في عالم مفتوح على مصراعيه على الثقافات الأخرى، ولم تعد الحبوبة مشغولة بالأبناء مثل ما كانت عليه سابقا، الأمر الذي يتطلب منا جميعا مراعاة أطفالنا منذ الصغر حتى لا نتحسر عليهم في الكبر.

الحبوبة تسد الفراغ
يقول التاج حسين – موظف – لـ (اليوم التالي): الأسرة الممتدة لها أثر كبير وعظيم في تربية الأبناء، فالحبوبة والجد بما يتوفرا عليه من خبرات كبيرة وقيم عظيمة يغرسانها في الأبناء وتضمن نشأتهم معافين من كل العيوب، فيما يعد عادل الشريف أهمية الأسرة الممتدة في تربية الأطفال تفوق أهمية الآباء والأمهات، خاصة في هذا الزمان الذي لم تعد الأم موجودة في المنزل. وأضافت: هنا يأتي دور الأسرة وخاصة (الحبوبة) في سد هذا الفراغ، ولقد تراجع دور الأبوين في التربية بسبب عوامل كثيرة منها انحسار دور الأسرة الممتدة وتعقيدات الحياة التي أدت إلى خروجهما معا إلى العمل.

الخرطوم– سارة المنا
صحيفة اليوم التالي