زيادة فلكية في أسعار السلع

أي نتيجة من منطلق علمي تأتي بعد مقدمة حقيقية فلا نتائج بلا مقدمات.. إلأ أسعار السلع في السودان تتم بنوع من الجشع وإنعدام الضمير.

إندهشت حقاً من إرتفاع أسعار السلع هذه الأيام، ليصل سعر طبق البيض إلى 55 جنيهاً مع بداية العام الدراسي، ومعروف أنه مهم في سندوتشات الطلاب هذه الأيام بعد تحذيرات الصحة بالإبتعاد عن الأكل الملوث، فأصبح سلعة ضرورية للأسر، بل حتى مرقة الدجاج زاد سعرها.

وطالت الزيادات كل السلع بعد أن تركت الدولة تحديد السعر للتجار ليفعلوا به ما يشاؤون وهم طبعاً يشاؤون زيادة دخلهم في سلوك يصور الجشع في أسوأ حالاته والطمع في أقصى مراحله.

الغريب فعلاً أن زيادة أسعار السلع جاءت مباشرة بعد تمديد مهلة رفع الحظر الإقتصادي، مع أن ذات السلع موضوعة في الأرفف ولم تبارح مكانها شهوراً.

والعجيب أن ذات السلع تظل أسعارها ثابتة وإن إرتفع سعر الجنيه مقابل الدولار، والمدهش أن يصل سعر بيضة دجاجة واحدة إلى أكثر من جنيهين ونصف في بلد زراعي مثل السودان ومعظم إستثماراته في الدجاج والبيض.

أنا أستغرب من تصاعد أسعار السلع بإستمرار وبلا مبرر واستغرب أكثر من صمت الدولة العجيب، أليس فيهم من يتصدى لهؤلاء الجشعين ويلقمهم حجراً؟ أليس فيهم من يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح؟ أليس فيهم من ينحاز إلى جانب الشعب المغلوب على أمره؟

أم أن الدولة كما ذكر صديقي (أحمد اليائس) كما يسمونه، غير مسؤولة عن الخدمات أو إعاشة الناس لأنها مهتمة بقضايا أكبر وحساسة.

من الواضح أنها فعلاً مشغولة بقضايا مصيرية ويجب أن لا نشغلها بسفاسف الأمور مثل قضايا المعيشة والصحة والتعليم والمواصلات.

أو كما قال المبدع عادل إمام في مسرحية الزعيم (هي الحكومة فاضية للناس دي) (… نعم إن المطلوب تحرك جدي لكبح جماح الأسعار حتى لا نستيقظ ذات يوم ونجد أن سعر بيضة الدجاج عشرة جنيهات (فقط) (لا غير).

عمود (في الهواء الطلق) لــ (محي الدين شجر ) _ صحيفة السوداني