رأي ومقالات

بِئسَ المُستَقِلّون


عادةً يروج محمد علي الجزولي لخطبته التي يعتقد أنها ستحظى بمتابعة المصلين مساء الخميس أو صباح الجمعة من كل أسبوع، يرسل بنفسه رسائل على عدد من مجموعات (واتساب) للتعريف بموضوعه المرتقب، وحينما لا تُحدث خطبته ردود أفعال سالبة كانت أو إيجابية يلجأ إلى طرق الإثارة ولفت الأنظار التي لا تليق برجل يُلقب بـــ(إمام جامع).

من منكم سمع بإمام يخصص خطبته لمهاجمة الذين يخالفونه الرأي؟ هو واحد لا يتشارك معه أحد.

هل تصدقون، كتب الرجل في معرض ترويجه لخطبة أمس الجمعة: ((كتب المدعو فتحي الضو مقالة ركيكة سآتي عليها بالتقويض والهدم، فهو لم تستوقفه خطبتي (لا صلاح للاقتصاد إلا بمحاربة الفساد) ولم تستوقفه خطبتي (رسالة إلى البشير هذا أو الحريق) الخطبة الأشهر في نقد الإنقاذ، لكن فتحي الضو الذي لم يفتح الله عليه بضوء في نفق فكره العلماني المظلم؛ كتب مقالة عن خطبتي التي تحدثت فيها عن فرعونية أمريكا.. هكذا هي الإنتهازية العلمانية واللعب على الذقون والاستخفاف بالعقول الذي يمارسه بنو علمان عندما يزعمون مقاومة الاستبداد الداخلي ويناصرون الاستبداد الدولي… إلخ))..!

من أنت حتى تحدد للناس متى يستوقفهم حديثك؟ ومتى يتجاوزوه؟ وكيف لك أن تعرف أن خطبتك (رسالة إلى البشير) كانت الأشهر في نقد الإنقاذ؟!

هل هو غرور ياترى أن أنه مرض آخر؟!

يكتب الجزولي في الصحف وتنشر الصيحة مقالاته، فلمَ لا يرد في الورق على من يخالفونه الرأي؟

إلى متى تسمح وزارة الشؤون الدينية أو مجمع الفقه الإسلامي او هيئة علماء السودان، أن يستقل الأئمة المنابر العامة كالمساجد لأغراضهم الخاصة والترويج لأفكارهم والتبشيع بمن يخالفونهم الرأي ليحرضوا الرأي العام ضدهم؟

قبل أشهر، أعلن الجزولي أن موضوع خطبته ستكون الكاتبة الصحفية شمائل النور، ووضع عنواناً للخطبة (صحافة وسخافة شمائل)، بل وكتب في صحيفة الصيحة أنه سيشوي الكاتبة على طريقته الخاصة!

آراء الرجل المتطرفة إن كانت في كتب او تسجيلات أو منشورة على صفحته بـــ(الفيسبوك) أو أنه يروج لها في منزله أو حديقته، فلا يحق لأحد الإعتراض، إنما أحاديثه “الحمقاء” التي لا قيمة لها، تقال في أكثر الأماكن تقديساً وهي المساجد، ولا توجد جهة مسؤولة تعترض على ذلك.

إحترام الأديان لا يعني فقط إحترام الإسلام للديانات الأخرى، بأن تسمح الدولة ببناء المعابد والكنائس وممارسة الشعائر الدينية الأخرى، إحترام الأديان يعني أيضاً أن يحترم المسلمون إسلامهم، بأن لا تسمح الدولة للمتطرفين بتشويهه وتمنحهم الفرصة بأن يخطبوا بالناس صباح مساء في الجوامع وليس في بيوتهم أو خلاويهم، فيحرضوا الناس على الثأر لدينهم، لأن ذلك ينطلق من أفكارهم ورؤاهم وأمزجتهم.

أرجوكم أوقفوا هذا العبث!

عمود (لأجل الكلمة) لــ(لينا يعقوب) _ صحيفة السوداني