زهير السراج

هذا هو ياقوت (و) دِين السودان !!


* لو بقيت دارفور جزءا من السودان فى المستقبل، فهو فضل يشكر ويحمد عليه الشيخ الجليل (الياقوت) وأبناؤه البررة وأسرته واهل المنطقة الكرام الذين هبوا لنجدة طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا، وفتحوا لهم قلوبهم ودورهم وخلاويهم ومسيدهم العظيم، وأجاروهم وأمنوهم من وحش السلطة الجامح، والظلم الفادح، وأعادوا الثقة الى نفوسهم بأن السودان ليس ملكا لسلطان جائر يفعل فيه ما يريد، وإنما لكل أهل السودان الذى أكرمه الله بـ (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) ..

* رجال لا يهابون سلطة، ولا يركعون الا لله وحده، ولا يخشون فى الحق لومة لائم، جُبلوا على الشجاعة والكرم وإغاثة المحتاج بلا منٍ ولا أذى، وإجارة المستجير ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ) ..

* رجال وقفوا أنفسهم على تعليم كتاب الله، وتعريف الإنسان مهمته في الحياة، وسر وجوده، وغاية وجوده، والتعرف إلى الله وإلى رسوله، وإلى منهج ربه، وإلى القرآن الكريم، بلا غلو ولا غرور ولا تكبر ولا تعالٍ على الآخرين، ولا تزلف ولا نفاق ولا تظاهر .. شيمتهم التواضع والبساطة وإنكار الذات ..

* هذه هى أخلاق التصوف والصوفية وأهل السودان الأصيلين الذين تشربوا الدين الحنيف من نبع الصوفية الذى لا ينضب، لا من جماعة أو حركة سياسية تتسربل بالدين وتتعالى به على الآخرين، وتخدعهم، وتفترى عليهم وتغتصب حقوقهم، وتقهرهم، وتشردهم من أعمالهم ومدارسهم، ومن بيوتهم، وتحرق قراهم، وتعتدى على حرماتهم، وتقتلهم !!

* لذا لم يكن غريبا ولا مستغربا ان يفعل الشيخ (الياقوت) ما فعل، ويجير طلاب وطالبات بخت الرضا، ويدفع عنهم الأذى، ويحميهم ويؤمنَّهم، ويزرع الطمأنينة فى قلوبهم، ويعيد الصفاء الى نفوسهم، ويتبنى قضيتهم العادلة بعودتهم لجامعتهم التى أرغموا على الاستقالة منها بسبب التعنت والصلف والتكبر والفشل والعجز !!

* فى لقاء لصحيفتنا مع الشيخ (محمد الياقوت) إبن الشيخ الجليل (الياقوت)، سأله الزميلان (اشرف عبدالعزيز وعلى الدالى): “سمعنا أن (الشيخ الياقوت) زار الطلاب رغم مرضه”، فأجاب: ” نعم مريض ولم يخرج من بيته لأيام، لكن رغم ذلك استفزته المسألة وخرج لمقابلة الطلاب الذين حاولوا أن يسردوا إليه قضيتهم لكنه أبلغهم بأنهم الآن ضيوف مكرمين وأنه بمثابة (أبوكم) وقال لهم: (لو دخلتم المسيد ستجدون إخوانكم وأبناء عمومتكم من دارفور داخل الخلوة”.

* وقال (الشيخ محمد): ” بعد أن قدمنا واجب الضيافة استمعنا إليهم، وعرفنا أن لديهم إشكالات في جامعة بخت الرضا وتم فصلهم وعندهم طلاب معتقلين وهكذا، أبونا الشيخ طمنهم وقال لهم إن شاء الله اذا كان لديكم أي مظلمة مع المسؤولين نحن بحكم علاقاتنا سنتواصل معهم ليردوا لكم حقوقكم وقد التزم بذلك وحدث تواصل بيينا وبين الولاية .”

* هذه هو السودان، وأهل السودان، واخلاق السودان، ودين السودان، يا من زعمتم أنكم أتيتم لإقامة الدين، وإنقاذ السودان، فأضعتم الدين، وضيعتم السودان .. ولكن، لكل ليلٍ قمر، ولكل ظلم نهاية!!

صحيفة الجريدة