حوارات ولقاءات

الأمين عبد الرازق : أحمد بلال قام بكبيرة من الكبائر


الاتهامات التي دمغ بها وزير الإعلام أحمد بلال المؤتمر الشعبي بأنه اصطنع الضجة الإعلامية التي صاحبت تصريحاته الأخيرة المتعلقة بالأزمة الخليجية، دفعت الأمين السياسي للحزب الأمين عبد الرازق إلى كسر الطوق عن عزلته الاختيارية بعد تكليفه بالمنصب في مارس المنصرم، ليعلن أن بلال قام بكبيرة من الكبائر تستوجب إقالته من منصبه، ثم مضى الى نفي اتهام حزبه بالضلوع في قضية وزير العدل المبعد من المنصب أبو بكر حمد.. مبيناً أنهم لم يتعود وا على متابعة الأشخاص أو ترصدهم، مشدداً في ذات الوقت بعدم صمتهم عن قول الحق، جازماً بأن الشعبي أصبح بعبعاً يخيف الآخرين، (آخر لحظة) جلست إليه وقلبت معه قضايا الراهن السياسي المتعلقة بالشأن الداخلي لحزبه ..فإلى المضابط : حوار: أيمن المدو -تصوير: سفيان البشرى في أول مؤتمر لك تحدثت عن أن 75%من أوراق الشعبي طرحت في الحوار، أين هي نسبة الـ25 المتبقية؟ – صحيح أنني تحدثت أن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي في اجتماع لها مضت إلى تقييم الحوار الوطني، وقدرت أن 75% من الأوراق التي يتبناها الحزب قد تم تضمينها بالحوار، أما الإشارة إلى نسبة 25% المتبقية، دعني أقول إن أي حوار لايكتمل في النهاية بنسبة 100% ولكن الـ75% من القضايا الأساسية التي كنا نصر عليها اشتملها الحوار . * صراع الشعبي في مضمار الحريات هل كان هو ستار لتمرير الأجندة الخاصة به للاستحواذ على اكبر تنازلات من قبل الحكومة ؟ – قضية الحريات بالنسبة لنا هي أصل من أصول الدين، لذلك هي قضية بعيدة عن التكتيك أو الصراع السياسي، الحرية هي قضية دين لامساومة فيها، وهي أساس التكليف والإنسان إن لم يكن حراً بموجب ضغوط تمارس ضده، فلا يمكن تكليفه بأي أمر، ويجب أن يكون الإنسان حراً كما قال سيدنا عمر: «متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحراراً» * المتاح من حريات حاليا هل هو مرضي بالنسبة لكم ؟ – لا ليس مرضي بالنسبة لنا، لكنه كافٍ لأن نشارك في الحكومة، وبعد تقييمنا للتجربة تحدثنا بأننا نريد سقفاً أعلى لهذه الحريات، وسنسعي إلى تحقيق ذلك، والآن خطتنا المقبلة هي استكمال الحريات رغم أن هنالك جزءًا من قضايا الحريات قد تم وضعها في الدستور، بجانب أخرى لم تجز بمافيها سلطات جهاز الأمن، لكننا عن طريق الحوار مع الآخرين سنحاول استكمال ماتبقى من الحريات.. *مشاركتم في حكومة الوفاق كانت مشاركة هزيلة لم تكن بحجم الضجيج الذي خلفتموه بالحوار؟ – نحن قلنا وأكدنا أن مشاركتنا هي رمزية، لكن مسؤوليتنا تضامنية أخلاقية، لا نستطيع أن نقول نحن غير مسؤولين، وهذه المشاركة الرمزية تتيح لنا قدراً من الحرية بأن ننصح الحكومة، وإذا كانت مشاركتنا بصورة مضخمة يمكن كان «شوية كدة يصبح موقفنا حرج»، ونحن بهذا الوضع أصبحنا حزب مشارك ناصح «ما بنسكت»عن أي خطأ يصدر من الحكومة، حتى لو كان من وزرائنا. * مقاطعة ..قلت إن مشاركتكم في الحكومة رمزية، وفي ذات الوقت أنتم ناصحون لها، هل هذا تكتيك من قبلكم حتى لا تتحملون أوزارها؟ – لا ..هذه هي الحقيقة فقط، نحن تحدثنا عن تحملنا المسؤولية، لكن مشاركتنا رمزية ورضينا بها رغم أن الراي منذ البداية كان بعدم المشاركة، لكن من أجل مصلحة البلد واستقرارها قبلنا المشاركة. *ماهي القضايا الاستراتجية التي سعيتم إلى تحقيقها من خلال بوابة الحوار الوطني ؟ – لدينا قضيتين استراتيجيتن دخلنا بهما الحوار، وهما: وحدة السودان والحفاظ على الإسلام، ومشاركتنا إذا حققت لنا هذا الهدف «أوكي « وإذا لم تحقق فهنالك طرق اخرى. *في تقديرك الحوار هل كان خطوة تكتيكية أم استراتجية ؟ هو خطوة استراتجية لأنه حوار قضايا وليس محاصصة، ونحن بالنسبة لنا ما حققناه من قضايا كان مرضياً، و الحوار بالنسبة لنا هو قضية استراتجية ليس لأننا نشارك في الحكومة، ولكن هذه قناعتنا في الحزب. *ماهي أبرز المقترحات التي دفع بها الشعبي إلى منضدة الحوار الوطني؟ منصب رئيس الوزارء كان من اقتراحنا نحن، وليس من اقتراح أي جهة أخرى، بجانب القدر المتاح من الحريات، وهناك مواضيع كثيرة تحققت من خلال الحوار ومخرجاته التي أصبحت فيما بعد برنامجاً للمؤتمر الشعبي *هل تتوقع أن يوافق الراحل الترابي في حياته على حجم مشاركتكم الوضيعة هذه ؟ – الترابي كان يتحدث عن عدم المشاركة أصلاً، وكان يرى أننا يمكننا أن نصل إلى المخرجات، ولا نشارك في الحكومة، لكن مشاركتنا لم تكن لأجل المحاصصة بقدر ماهي لأجل وحدة السودان والمحافظة على الإسلام كما أسلفت. *بعض القوي السياسية ترى في مشاركتكم بالحكومة ردة كبيرة عن مواقفكم السابقة ؟ – طبعاً العمل السياسي لا تطلق فيه مثل هذه العبارات، لأنه فن الممكن «وقع ليك» ونحن حزب واقعي جداً، لذلك الأمانة العامة جلست والقيادة جلست والمؤتمر أجاز المشاركة، ونحن عبر أجهزتنا المختلفة أجزنا هذه المشاركة، وهي لاردة ولا «حاجة» رأينا أن المشاركة فيها مصلحة البلد و الحزب. * الشعبي في الحوار الوطني كان يشعل الساحة حراكاً، لكنه بعد وضع قدميه في الحكومة خمد حراكه ما هي أسباب ذلك ؟ – لا افتكر أن الحزب فقد بريقه السابق، فقط اختلفت المنابر، ونحن أصبحت لدينا منابر متعددة في المجلس الوطني ومجلس الولايات «ناسنا قاعدين يتحدثوا فيها» بجانب منبرنا في الحكومة عبر وزارئنا، بالإضافة إلى منابرنا الحزبية، وهذه المنابر تمضي بذات الوتيرة والنفس الواحد * صرحتم بأنكم راضون عن أداء وزارئكم في الحكومة، كيف قيمتم أداءهم في تلكم الفترة البسيطة التي قضوها في الاستزوار؟ – لأننا شاركنا بوزارء تكنوقراط بعيدين عن دهاليز السياسة، نحسبهم مؤهلين اكاديمياً وعملياً أمثال وزير الصناعة موسى كرامة فهو يحمل دكتوراة في الاقتصاد من اليابان، وكان أول دفعته في كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، وكذلك السفير سليمان وزير التعاون الدولي «زول مؤهل» وكان سفيراً بوزارة الخارجية، وكذلك وزير الدولة بالنفط سعد الدين كان مديراً لمؤسسة دانفوديو العملاقة، وهم في وقت وجيز استطاعوا أن يستوعبوا اعباءهم، ويتخذوا من القرارات والإصلاحات في وزاراتهم ما لم يفعله الآخرون، ونتيجة لذلك رأت الأمانة العامة للحزب أن اداءهم كان مميزاً، يستحقون بسببه الإشادة والثناء. * هنالك ضبابية تصاحب مهام الشيخ السنوسي بالقصر كمساعد لرئيس الجمهورية، هل هو مساعد بلا أعباء كالآخرين ؟ أنا «داير أقوليك شيخ السنوسي ما تقارنو بالآخرين « وهو الآن لديه مهام في القصر، ومسؤول من المجال الاقتصادي والمجال الأمني و»النيباد « وهو يعمل بكفاء عالية جداً، ويتحرك حركة واسعة، ونحن متأكدين من أنه سينجز مع الرئيس والنواب ومجموعة المساعدين والمستشارين الآخرين إنجازات مقدرة *كيف ترى اتهامات بعض الوزارء بأن الشعبي يقف خلف كل نكبة يتعرضون لها، كحادثة وزير الإعلام أحمد بلال وأبو بكر حمد ؟ – في كل موقف من المواقف هذه»أنا نفيت الحكاية» وأجريت الاتصالات وأبوبكر حمد قال إن أحد كوادرنا في قطر هو الذي وراء هذا الموضوع، وسارعت حينها بالاتصال بكوادرنا بقطر، ونفوا ذلك نفياً باتاً، وكذلك حادثة وزير الإعلام أحمد بلال لم أجد في المؤتمر الشعبي من أثار هذا الموضوع «ماعارف الحكاية دي جات من وين» لكن يبدو أن المؤتمر الشعبي أصبح بعبعاً يخيف الآخرين لأنه حضور في كل مجالات العمل السياسي، ونحن لم نتعود أن نتابع الأشخاص ونترصدهم، لأننا لا نتجسس ولا نتحسس، ولكننا لن نسكت عن الحق أبداً. *إن لم تكونوا قد ترصدتهم بالفعل لماذا يلقون بالاتهام عليكم ؟ – هذا شأن يعنيهم، لكن في «التو كيسس» هذه، لم يحدث أننا ترصدناهم أصلاً، لأننا لم نكن نعرف أبو بكر حمد، ولا نرى في أحمد بلال أمراً مهماً نترصده، لكننا نقول إنه قام بكبيرة من الكبائر فجرت الساحة الإعلامية والسياسية، وكان الأجدر به أن يستقيل وألا يتهم الآخرين على قول المثل: «رمتني بدائها وانسلت» لو كنت مكانه لاستقلت من المنصب * موقفكم المبكر من الأزمة الخليجية ووقوفكم إلى جانب قطر يرى البعض أنه أربك الحكومة ؟ – عندما وقفنا مع قطر وقفنا مع الحق، وليس مع قطر كدولة، رأينا أن اتهامها بالإرهاب لم يكن في موضعه، خصوصاً وأن العلامة القطري الشيخ يوسف القرضاوي قد نال من المملكة أكبر جائزة تمنحها وهي جائزة الملك فيصل، بجانب أن قناة الجزيرة هي قناة الحرية والتنوير للعالم العربي، وهي القناة التي نافست كل القنوات الغربية وتفوقت عليها، وهي متنفس للحرية وقطر قدمت للسودان الكثير في مفاوضات دارفور للاقتصاد السوداني بعد انفصال الجنوب وأودعت وديعة ضخمة في البنك المركزي السوداني، وأعتقد هي لا تستحق من الدول الخليجية الاخرى كل الذي حدث، نحن ضد الحصار لأنه ضد القانون الدولي، وموقفنا هذا لا افتكر أنه أربك الحكومة، نحن في النهاية حزب وبنقول الحق، لو شاركنا في الحكومة أو بقينا خارجها * إذا كيف تنظرون إلى الوساطة الكويتية ؟ – نحن مع المبادرة الكويتية لإصلاح ذات البين، وبنفتكر أن من مصلحة دول الخليج أن تضمد جراحها، وأن تعمل تسوية فيما بينها وينتهي الموضوع بالصلح، لأن الذي يحدث في مصلحة إسرائيل *الشريعة الإسلامية واحدة من مرتكزات الشعبي التي ظل يلوح بها منذ فترة هل ستسعون في المرحلة المقبلة إلى تحقيقها ؟ – شوف.. نحن حركة مأصلة على الدين، ومشروعنا مشروع إسلامي سمه شريعة إسلامية، هذه ليست القضية، لكن برنامجنا في الفترة القادمة هو مخرجات الحوا ر الوطني التي لبت غالبية القضايا الخاصة بنا * فترة غياب الأمين العام للشعبي د.علي الحاج خارج البلاد قد طالت هل الغياب لمهام خاصة به أم تنظيمية؟ – علي الحاج ذهب للمراجعة الطبية والعلاج وسيعود في نهاية الشهر بإذن الله *هل صحيح أنك تدير الأمانة السياسية بعقلية أمنية لخلفيتك كضابط أمن سابق، على عكس الأمين السابق كمال الذي يديرها بعقلية سياسية مفتوحة؟ – أطلق ضحكة مجلجة: ثم قال: بطبعي لا أقارن بيني وبين الأخ كمال، وهو أمين سياسي ناجح هذا مؤكد، لكني لهذا الموقع لم اختر نفسي، فقد اختارتني شورى الشعبي، وقد تكون قد رأت فيَّ بعض الآراء التي لم أرها في نفسي ولا أرى أن هنالك خلاف شديد بين الأمن والسياسية، بمثل ما أن هنالك تكامل فيما بينهما، ولا أدير الامانة بعقلية أمنية، وإذا كنت ترى ذلك ممكن تكتبها وأنا منفتح على الإعلام والقوى السياسية *تأجيل العقوبات الأمريكية لفترة أخرى هل يرجع ذلك لاخفاقات لازمت الحكومة في سياق المسارات المطلوبة؟ – الحكومة السودانية لم تكن مقصرة في ذلك، افتكر أن الجانب الأمريكي ولوبيات الكونغرس هم من أسباب هذا، ونحن في الشعبي نقول إن الحكومة الأمريكية لم تكن موفقة في التأجيل وأن هذه العقوبات لا تقع على الحكومة السودانية، وأنها تقع على الشعب السوداني، لهذا نطالب برفعها عن كاهل الشعب السوداني *هل نفضتم عن كاهلكم غبار الحزن الذي خلفه رحيل الزعيم الترابي أم مازال شبحه يخيم عليكم؟ – رحيل شيخ حسن حدث كبير وكذلك رحيل رفيقه عبد الله حسن أحمد كانا حدثين كبيرين لنا وللساحة السياسية السودانية كلها، وبالطبع للشعبي، ولكن واجب علينا ووفاءً لأفكار الشيخ حسن الترابي أن نظل نعمل بفكره وبناء الحزب الذي يرغبه، وأن نحاول تجاوز هذا الحزن بعد عامين من رحيله، وفقده سيظل باقياً في ذاكرة كل الشعبيين.

اخر لحظة