اديس والمطر والصباح

ان مشاهدة اديس اببا من دون المطر تعتبر غريبة وتكون في اجمل حلتها وسمائها تمطر وخاصة امطارها الغزيرة التي تاتي دون اي مقدمات او برق او اي علامات فتجدها تصب على مدار طول اليوم فالارض تكون رطبة والشوارع تغتسل بهذه الامطار والجو يعتدل مع نسمات الصباح الجميل والزاز المتواصل طول اليوم واحيانا قد يقف المطر عائقا للتحرك امام الضيوف الذين لم يعتادوا على مطر اديس اببا .
فوصفها صديقي الكاتب السوداني خالد عبد النبي في موضوعاته المتعددة عن اديس اببا بعناوين مختلفة منها موضوع بعنوان (مطر الاديس )وصدق خالد عندما قال اديس ارض الفصول الاربعة لان هذه الفصول احيانا تكون في اليوم الواحد خلال تغير الطقس مابين مشمس وممطر وتجد كل الفصول خلال يوما واحد وهذا مالا تراه في اي مكان اخر فهذه هي الزهرة الجديدة التي تكون في ابهي حلتها والضباب ينتشر فيها والمطر والضباب يتصارعان الكل يحاول فرض سطوته على اجوائها مطر اديس اببا والخروج في الصباح والعمال تجدهم يقاومون المطر من اجل الخروج للعمل والكل يحمل مظلته لتفادي مياه الامطار اذ تعتبر هذه من اجمل الصورة التي قد يراها زائر داخل مدينة اديس اببا .
ومع هذا الدعاش تجد ان هناك صراع مابين رائحة نسيم الامطار وعبق رائحة القهوة الاثيوبية التي تنتشر في الطراقات قادمة من المقاهي التي تحمص البن في الصباح من اجل اعداد قهوة الصباح للزبائن الذين يصطفون في المقاهي العامة لتناول فنجان من القهوة الاثيوبية وللشخص الذي يدمن القهوة فاعتقد ان شم رائحة البن المحمص يكفي.
فانصح كل زوار الزهرة هذه الايام ان لاينام الشخص في الصباح بل عليك ان تقوم بجولة صباحية عقب هطول الامطار في الليل لتري الطرقات العامة وحركة الناس وان تستنشق عبق رائحة القهوة الصباحية وتتمشي في طرقات الزهرة الجديدة.
فاحيانا قد تشتاق للشمس نسبة لكثرة غيابها في مثل هذه الايام والرياضة هي من الاشياء المفضلة في مثل هذه الاوقات مع الضباب الذي يعم كل المكان والرطوبة المنتشرة وفي السماء تجد رائحة الاشجار والزهور تتصارع مع النسيم العليل .
هذه هي الزهرة واجوائها في اول ايام الخريف وهطول الامطار صورة من واقع الصباح .

انور ابراهيم
اديس اببا -اثيوبيا