مقالات متنوعة

نحن ومجموعة الـ28


* 40 مليون شخصاً يحكمهم 28 شخصاً لأكثر من 28 عاماً دون أن يجتهدوا في تغيير هؤلاء الأشخاص أو حتى طريقة حكمهم.
* أكثر من 180 حزباً تدعي أنها جاءت للتغيير، وفي الحقيقة أن الساعي منها للتغيير 4 أحزاب فقط، بينما البقية صنيعة الـ28 شخصاً أو ما يسمون بأفراد النظام، ودورها ينحصر في البصمة والصفقة والتكبير والتهليل.
* 40 مليون شخص، يقفون عاجزين أمام سيطرة 28 فرد.

* 28 فرد، بأصبع واحد لكل فرد منهم يُفرض على شعب الـ40 الجوع والقهر والأمية والمرض.
* معركة الشعب مع النظام معركة غير متكافئة تماماً، فالكفة الأرجح حسب المنطق وكل النظريات هي كفة الـ40 مليوناً وليس الـ28.
* ولكن لأن الإيمان بالله ضعف، وحلَّ محله الإحساس بالخوف، سيطرت مجموعة الـ28 بالكامل على شعب الـ40 مليون، فخوف الأخير من الرصاص الطائش وقطع الأرزاق بات هو المسيطر ولا شئ غيره.

* من السهل أن يأتي أحدهم ليقول إن الخوف ليس من الرصاص أو قطع الأرزاق، بل من تحول السودان لبركة دماء أو أن يكون مصيره مصير العراق وسوريا واليمن، وكله وارد بطبيعة الحال، ولكن من وكل أمره لله كان الله حسبه، وليتذكر أن التغيير في تونس ومصر جاء بإيمان الشعب بالحرية والكرامة وأن الخوف لم تعد له مساحة في أوطانهم، لذا كانت الثورة بيضاء ناصعة، ونجحت في حقن دماء مواطنيها، مقدمة درساً محترماً لكافة الشعوب الواجلة المتهيبة للتجربة.

* السودان بلد ودود ولود، قائد ومعلم الشعوب العربية في أدب الثورات والانتفاضة على الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، ورغم أن الأجيال الجديدة في معظمها غابت عن الوعي السياسي بفعل فاعل وبخطط مدروسة من قبل جماعة الـ28، إلا أن (جينات السلف) حاضرة وبقوة، وليس أبلغ دليل على ذلك من قيادة جيل الشباب لثورة سبتمبر 2013، وشهدائها جميعاً من جيل الشباب، ثم عصيان 19 نوفمبر والعصيان الذي قبله.
* هذه جميعها إرهاصات إيجابية تؤكد أن هذا الجيل قادر على التغيير متى ما وجد القيادة الحكيمة، والمرشد الجاد والسياسي الحقيقي.
* إيقاف عبث القيادة السياسية بالسودان ليس بالأمر الصعب مهما تدجنت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ولنسأل أنفسنا من هم حاملوا هذه الأسلحة؟
* الإجابة بالتأكيد هي أخي وأخوك وابن عمي وابن عمك وصديقي وصديقك وجاري وجارك وهكذا.

* كافة البيوت السودانية لديها ارتباط وثيق جداً بحماة الثغور ومن يقف وراءهم من قادة، وجميع البيوت تعاني من سطوة مجموعة الـ28 الا من استفاد منهم وهم قلة، بالتالي فالمعاناة تشمل حتى هؤلاء، ما يعني انهم ايضا باحثون عن التغيير للأفضل، ولكن تنقصهم الجرأة لاتخاذ مواقف مبادرة يمكن أن تعيد الأمور الى نصابها.
* السودان بوضعه الحالي، لا يشرف كل من يحمل لقب إنسان أو صفاته، والمتغطي بمجموعة الـ28 عريان، وما لم نتحلَّ بالشجاعة والجرأة والرغبة الحقيقية في التغيير فحتماً لن نتقدم خطوة للأمام.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة