زاهر بخيت الفكي

النفّاخ والضل الباارد ..!!


لم يترُك الشباب موضوعاً في جلستهم تلك إلا وتناولوه..
ذهبوا للخليج، مشكلته ولم يخفِ من تحدث منهم إعجابه بقطر وبأميرها الشاب..
فلسطين والقُدس وتجاوزوا محطتها سريعاً..
أمريكا وصدق نواياها بعد تعاون السودان الكبير معها ولن تُخلِف وعدها هذه المرة والسعودية القريبة جداً منها تطلُب من السودان تهدئة اللعب وخت الكورة واطة..
أبداً لا تُصدقوا الأمريكان وبعضاً منهم داخل البيت الأبيض والكونغرس يرفُضون تماماً إقامة أي نوع من أنواع العلاقة وقد صنفونا من قبل برعاة ومُصدري الإرهاب إلى العالم..
يا اخوانا الموية بتكضب الغطاس والتلاتة شهور أبداً ما كتييرة ونحن صابرين على عقوباتهم الاقتصادية دي لينا أكثر من عشرين سنة خلاص بقت على الثلاثة شهور دي..
أحدهُم معروف بالنفِخ وكُنيته (النفّاخ) يُحدثُهم وبثقة عن اتصالاته مع أصدقاء مُقربون له في أمريكا حدثوه عن انفراج وشيك في العلاقة ورُبما أرسلوا له قريباً فيزا للسفر إلى واشنطون للتفاهُم مع إحدى أكبر الشركات الأمريكية لاتخاذه وكيلاً لها في الخرطوم وقد رفض العرض في البداية لكنهم استطاعوا إقناعه بأنهم قادمون وما من شخص غيره يستطيع القيام بهذه المُهمة سيما ولغته الإنجليزية القوية وإجادته لغيرها من اللغات أحد أهم الأسباب في اختياره..
عمك حاج الضو يتململ في رقدته من الغيظ وهو يستمع إلى حديث الشباب (العطالى) حوله بلا مُشاركة لكنه انتفض فجأة عندما تحدث النفّاخ والتفت ناحيته قائلاً: يا ولدي ما ترمي فينا الحيطة دي أبوك قبيل لاقاني قال لي محل ما ودوك ما جبت ليك شئ مالك ومال أمريكا..
دحين فيكم واحد عارف كيلو الطماطم وسعر رطًل الزيت الليلة بكم..؟
تخشوا البيوت تلقوا الأكل والشاي جاهز وهدومكم مغسلات ومكويات تاكلوا وتلبسوا وتمرقوا وكمان تتنهّروا تجوا تلقوا الضُل السمِح ده وهاك يا نضِم ونفِخ في الفاضي..
لم يرتاح الشباب لحديث عمك الضو خُصوصاً النفّاخ الذي سأل من معه بعد ابتعادهم قليلاً قائلاً إنتو عمكم الضو ده ذاتو شغال شنو..؟
مسؤولونا الكرام الضُل بااارد والعربات أبرد والمُخصصات مااااشة والكلام والنفخ يزداد يوماً بعد يوم وبالطبع هُم ما خسرانين حاجة وما فيهم واحد عارف الحاصل حقيقة في الحياة برة شنو وما عارفين جمرة السوق الواطيها المواطن قدُر شنو وعاملة فيهو كيف، أن يتجادل بعض نوابنا مع مسؤول حول الصحة أو معاش المواطن أو غيرها من الخدمات المُتردية جداً هل يُعتبر حديثهم هذا عملاً يستحقون به هذه المُخصصات الكبيرة التي يرونها صغيرة وهل يعتقد هؤلاء أنّ المواطن المغلوب على أمره والذي أنهكته الحياة بُمتطلباتها الكثيرة يُصدِق مثل هذا الجدل الفاضي عديم الجدوى فقط يُحللون به مُخصصاتهم التي يأخذونها مُقابل جلوسهم في كراسيهم الوثيرة داخل هذه القاعات البااردة..
والله المُستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة