آمنة الفضل

ذاكرة الوجع


وأنا أسيل دما وذاكرة أسيل
لم يترك الحراس لي بابا
لأدخل فاتكأت على الأفق
ونظرت تحت
نظرت فوق
نظرت حول
فلم أجد أفقا لأنظر
لم أجد في الضوء
سوى نظرتي ترتد نحوي.

(محمود درويش )

* لست الوحيدة التي يذرف يراعها حزنا ً عليك ياقدس ، لا أدعي البطولة ولكن بعضاً مني لم يزل يؤرق نومي ، يطرق بقوة على ماتبقى من إنسانية هوجاء ، لم تروضها أجهزة الإعلام والإدعاءات السياسية ، تلك الحالة من الإنتماء الوجداني ، حالة من الفخر القديم بما أوتينا من نعم ، حبل سري لم يزل يربطني بتلك الحقب البطولية ، كل تلك الفتوحات الإسلامية ، وماحملته الكتب السماوية منذ الأزل ، كل هذا وذاك جعلني أغرق في الحزن حد البكاء ، لك الله ياقدس ..

* القدس يرتدي ثوب الحداد ، الطريق اليه محفوفة بالغدر ، كل الأزقة تعج بالوجع ، كل المعابر مغلقة ، حتى صوت الأذان بات مخنوقاً ، وأحيانا لا يغادر حنجرة المؤذن ، بينما الجميع هنا يلهو في دهاليز المدن الغارقة في المباهج ، تلك التي تفتح نوافذها لكل مبتذل يتمايلون على انغام الهزيمة لكنهم يتظاهرون بالقوة ، الجميع أشاح بناظريه الى الجانب الآخر خوفاً أكثر من أي شي آخر …

* حينما قلت لهم ليس هنالك فروق بين بيوت الله ، محمد نبي وعيسى نبي ، الكعبة بيت الله ، المقدس بيت الله ، قالوا لا وجه للمقارنة فالذي يحدث في القدس وجهاً من علامات الساعة ، صفحات من كتاب الله، قالوا انه بعض من حقيقة قادمة لامحال ، قالوا ثم قالوا ، لكنهم لم يقولوا انهم جبناء ، متنكرين للصدق يلتفون حول الزيف كما الأفعي التي استعصى عليها خلع جلدها لكنها تظل ترهق طاقتها في المحاولة …

* قصاصة أخيرة
تباً لنا جميعاً

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )