رأي ومقالات

مامون حميدة يستقبل الهدف السادس في مرماه


(1) > في مباريات كرة القدم جرت العادة أن الفريق الذي تكون جماهيره متحمسة ومندفعة قبل انطلاق المباراة وتقوم باستفزاز الخصم في البدايات، أن يرد عليهم جمهور الفريق الآخر عندما يسجل فريقهم الهدف السادس قبيل نهاية المباراة بوقت كبير, بذلك الهتاف الذي انتقل للملاعب السودانية من الملاعب المصرية (قاعدين بتعملوا إيه؟ ما تقوموا تروحوا).

> سوف أكون مجبرا أن أقول نفس العبارة بعد المعلومات والتقارير التي أعلن عنها في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم أمس الأول من قبل وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. فرح مصطفى ، ووزير الصحة بالولاية بروفيسور مامون حميدة.
> هذه التقارير وتلك البيانات التي قدمت في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، لم تقدمها (الحركة الشعبية) ، وهي ليست (شائعات) من بنات أفكار مواقع التواصل الاجتماعي.
> وإنما هي حقائق قدمتها الحكومة بنفسها.
> لا أعرف ، هل يمكننا أن نعتبر هذا الأمر شجاعة وجرأة من الحكومة نشكرهم عليها, أم هو (عدم إحساس) نلومهم فيه؟.
> وإن كنت أثق أن هذه المعلومات أخف ما يمكن أن يعلن عنها – لأنه دائماً ما خفي كان أعظم.
(2)
> وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرح مصطفى أمس الأول في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم , قدم معلومات عن (المدارس) في ولاية الخرطوم تجعلها قريبة من (مراكز الإصلاح والتأهيل).
> إذا كان هذا حال (المدارس)، كيف هو حال (السجون)؟.
> السيد الوزير أوشك أن يجعل (الأمية) أفضل من الدراسة والتعلّم في تلك المدارس بالأوضاع التي أشار لها وزير التربية والتعليم بنفسه.
> وزير التربية والتعليم قال عن مدارس ولاية الخرطوم إن هناك (509) مدارس أساس و (22) مدرسة ثانوية لا توجد فيها شبكات مياه.
> هذا يحدث في عاصمة تصل درجة الحرارة فيها لـ (51) درجة في فصل الصيف.
> وكشف السيد الوزير عن وجود (84) دورة مياه في المدارس غير صالحة للاستخدام ، فضلاً عن نقص بعدد (131) دورة مياه في مدارس الأساس بالولاية.
> وتنخفض درجة الحرارة في الشتاء لـ (12) درجة في الخرطوم.
> أعتقد أن طلاب هذه المدارس عليهم أن يعفوا من (الخدمة الإلزامية) بعد تخرجهم من الجامعة – فليس هناك (خدمة) أكثر مشقة من الدراسة في مثل هذه المدارس.
> السيد الوزير أشار الى أن عجز المعلمين في مرحلة الأساس هو (1224) معلماً.
> يحدث هذا في ولاية الخرطوم – فكيف هو الوضع في الولايات والمناطق الطرفية؟.
(3)
> أما وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مامون حميدة، فقد أفقدنا (الثقة) في كل مطاعم الخرطوم وجردنا من (الطمأنينة) فيها.
> وزير الصحة قال 🙁 ضبطنا مطاعم في الخرطوم تبيع (الله كتلا) للمواطنين).
> في نفس اليوم الذي قدم فيه وزير التربية والتعليم تقريره للمجلس التشريعي الذي جاء الحديث عنه آنفا قدم وزير الصحة تقريره هذا.
> حميدة قال تمت إزالة (60) ألفا من المخالفات في مجال الغذاء.
> وأشار مامون حميدة لإبادتهم (15) ألف كيلو جرام من المواد السائلة التالفة.
> وأنهم أوقفوا (8930) من الباعة الجائلين.
> هذه الوضعية، تجعلك تدخل لمطاعم الخرطوم وأنت في حالة من الرعب والهلع.
> ولا أظن أن هناك شخصاً بعد هذه الأرقام يمكنه أن يتناول (وجبة) في أحد مطاعم الخرطوم إلّا بعد (تخديره).
(4)
> في كل يوم نكتشف أن الأوضاع أصبحت خطيرة جدا وأن الثقة مفقودة في كل الأشياء.
> هذه التجاوزات والإشكاليات الكبيرة تحدث في (الصحة والتعليم) أهم المرافق الإنسانية والحكومية، كيف تكون الأوضاع في المرافق الأخرى؟.
> وإن كان التلاعب هذا يحدث في (الصحة والتعليم) ،كيف لنا أن نحلم بجيل واعٍ ومدرك وناهض ووثاب؟.
> لا داعي أن يكون هناك وزير للصحة ووزير للتعليم إذا كانت كل هذه (المشاكل) تعاني منها الصحة والتعليم في ولاية الخرطوم.
> وزير التربية والتعليم عليه ألا يكتفي بقراءة هذه الأرقام الكارثية والسلام.
> كما أن مهمة وزير الصحة ليس هي في إبادة مواد سائلة تالفة…(هذه مسؤولية ضابط صحة وليس وزير).
> ننتظر دوراً أكبر من هذا الدور الذي يظهر فيه السيد الوزير وهو (متحسرا ومتألما) في المجلس التشريعي للولاية وكأنه يتحدث عن (وزارة) هو ليس وزيرها.
> ليس عندنا شيء نقوله لكم غير (قاعدين بتعملوا إيه؟ ما تقوموا تروحوا).
> أعدكم سوف يتم تكريمكم على هذا الجميل الذي سوف تقدمونه للسودان، ولن ينسى التاريخ صنيعكم هذا ، إن كنتم بروح رياضية ، تجعلكم تفعلون كما يفعل جمهور الفريق الذي تستقبل شباكه الهدف السادس.

محمد عبدالماجد
الانتباهة


تعليق واحد

  1. ان الحياة في السودان ليست سوى جحيم لا يطاق ولا يتوقف منذ اول خيط ضوء للشمس حتى حلول الظلام. حميدة و ابو قردة وزملاؤهم الفاشلون لا ينفع معهم سوى حلول كوريا الشمالية. لك الله يا وطني.