تحقيقات وتقارير

مزارعو الجزيرة يشكون من ارتفاع تكلفة الأنتاج وانحسار المساحات المخططة للزراعة


عثرات كثيرة تواجه الموسم الزراعي الصيفي الحالي للعام 2016_2017 بمشروع الجزيرة ما أثر على الخطة التأشيرية التي عرضها المشروع لزراعة مساحات واسعة مقدَّرة من المحاصيل بمختلف أنواعها تمثلت هذه المشاكل في ضعف التمويل وإعلان الحكومة لأسعار تشجيعية وتركيزية ضعيفة للمحاصيل جاءت على غير ما يتوقع المزارع خصوصاً مع ارتفاع أسعار المدخلات وارتفاع تكاليف الإنتاج والعمليات الزراعية، كذلك ظهرت الآن مشكلة تأخر وصول السماد من ميناء بورتسودان بسبب تأخر التعبئة والشحن والتفريغ، ما انعكس سلباً على العمليات الزراعية، كل ذلك وغيره نعرض له في حينه.
الخطة التأشيرية
استعرضت إدارة مشروع الجزيرة في التقرير المقدم للمجلس التشريعي الولائي الخطة التأشيرية للموسم 2016_2017 للعروتين الصيفية والشتوية والمساحات والإنتاجية المستهدفة للعروتين، وأن جملة المساحة المستهدفة للعروة الصيفية (900) ألف فدان، جاء تفصيلها من محصولات القطن (100) فدان، والذرة (450) فداناً، والفول السوداني (230) فداناً، وجنائن (80) فداناً، وأعلاف (10) فدان، ومحاصيل واعدة (30) فداناً، أما الإنتاجية المستهدفة (12) قنطاراً، للقطن و(1.2) طناً، للذرة و(1.3) طن للفول السوداني، وهذه الخطة مجازة من مجلس إدارة مشروع الجزيرة في آخر اجتماعاته، وتهدف الخطة وحسب موجهات وزارة الزراعة والغابات ومجلس إدارة مشروع الجزيرة إلى تطبيق التقانات الزراعية لكل محاصيل العروتين والتي يعتمد عليها من أجل التأمين الغذائي للصادر وتوطين إنتاج التقاوى بالمشروع لمختلف المحاصيل. ومن وسائل إنفاذ الخطة التأشيرية الإعلان عن الأسعار التركيزية لشراء محصولي القطن والفول السوداني من المزارعين للصنف بركات (1357) جنيهاً، للقنطار والصنف أكالا (محور صيني / حامد ) (850) للقنطار والفول السوداني (180) جنيهاً، للجوال، وسيقوم البنك الزراعي بتقديم التسهيلات للشراء في حالة انخفاض الأسعار بالسوق المحلي.

المزارعون في الخط
شكا عدد من المزارعين لـ (المجهر) من عدم التزام إدارة مشروع الجزيرة بما جاء في خطة الموسم الصيفي، وذلك للعقبات الكثيرة التي أصبحت تواجه المزارعين وهي انحسار المساحات التي كان يفترض أن يتم زراعتها، وذلك لارتفاع تكلفة العمليات الزراعية، بالمقابل إعلان الحكومة للأسعار التشجيعية وتدني أسعار المحاصيل حتى في السوق مع ارتفاع تكاليف الإنتاج ما تسبب في عزوف عدد من المزارعين، وأكبر مشكلة تواجه المزارعين في الوقت الحالي هي عدم وصول السماد من ميناء بورتسودان ما انعكس سلباً على تأخر العمليات الزراعية للمحاصيل المختلفة .
“أيلا” يصرِّح
وفي تصريح للوالي دكتور “محمد طاهر أيلا” قال أن المساحة المستهدفة للعروة الصيفية الحالية (900) ألف فدان، من مختلف المحاصيل، مشيراً إلى أن الولاية تبذل جهوداً مكثفة لتوفير احتياجات المشروع من الري لضمان نجاح الموسم.

أسباب عزوف المزارعين
وقال محافظ مشروع الجزيرة المهندس “عثمان سمساعة” أن عمليات الزراعة لمحاصيل الذرة والقطن للموسم الصيفي بمشروع الجزيرة تسير الآن بصورة طبيعية ، وأن هناك زيادات مقدَّرة في مساحة القطن مقارنة مع الموسم السابق، وأن هناك مساحات مقدَّرة مزروعة بالتمويل الفردي والشراكات من القطاع الخاص بتمويل من البنك الزراعي ومصرف الإدخار والتمويل الأصغر والمصارف الأخرى ولم يتم حصر المساحات المزروعة إلى الآن بسبب أن عملية الحصر ما زالت جارية حتى تاريخه، والمساحات في زيادة. وأكد “سمساعة” أن السماد وصل ميناء بورتسودان ويتوقع تفريغه ووصوله خلال هذا الأسبوع للمواقع المختلفة بالجزيرة، كما أن مياه الري متوفرة. وأقر “سمساعة” بأن هناك عزوفاً عن زراعة محاصيل الفول السوداني والذرة، وذلك بسبب المخزون الإستراتيجي وضعف أسعارها في السوق المحلي، ما دفع المزارعين للجوء لبدائل أخرى من البقوليات والخضروات، وأكد أن العزوف عن زراعة الذرة نتج من ضعف أسعارها.

موقف الري
من جانبه أعلن وكيل الري بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء المهندس “حسب النبي موسى محمد” استعداد وزارته لتلبية كافة احتياجات محاصيل العروة الصيفية دون تعرُّضها لعقبات تذكر في حال التزام شركاء العملية الزراعية بمشروع الجزيرة بالمحددات الفنية التي حددتها لجنة حصر المساحات الزراعية، مشيراً إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المتفلتين غير الملتزمين بتوجيهات الوكالة، سعياً إلى ضبط الري ومنع هدر المياه خلال الموسم الزراعي الحالي. والالتزام فقط بالمساحات المحدد زراعتها البالغ (850) ألف فدان، في العروة الصيفية. وقال: إن الأعمال تسير وفق ما خطط لها بكافة “أبو عشرينات” المراد ردمها بالمشروع، مناشداً الجهات كافة بالالتزام بما تم الاتفاق عليه مع إدارة مشروع الجزيرة وأصحاب المهن المنتجة حسب الري والصرف وقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 المعدَّل لسنة 2014. وقال : نلتزم بري المساحات المتفق على زراعتها هذا الموسم.

البنك الزراعي
من جانبه أكد مدير البنك الزراعي قطاع الجزيرة الأستاذ “محجوب أحمد محمد الريح” أن خطة التمويل من البنك الزراعي تهدف إلى تمويل محاصيل العروة الصيفية داخل مشروع الجزيرة لمحاصيل القطن – الفول السوداني – الذرة – السمسم – الخضروات والأعلاف، حيث يتم توفير المدخلات المتمثلة في سماد “اليوريا والداب” والمبيدات لمكافحة الحشائش. وبدأ التمويل في قطاع الجزيرة منذ أوائل مايو بتقديم الأسمدة للمزارعين في مشروع الجزيرة، وأن المبالغ المرصودة لتمويل العروة الصيفية في حدود (300 ) مليون جنيه، في شكل مدخلات وآليات وملحقاتها، بالإضافة لتمويل تقانة الري، فيما يخص تجهيز وتطهير قنوات الري الصغرى والكبرى. وقال حتى تاريخه تجاوز التمويل مبلغ (70) مليوناً، بالنسبة للسماد و مازالت الفروع تقوم بتمويل مدخل السماد، بالنسبة لكفايته، قال: نطمئن المزارعين بأن البنك وفر كميات بالقدر الكافي، وهي في طريقها من بورتسودان لفروع القطاع المختلفة.
وأضاف بالنسبة لمحصول القمح فإن حجم التمويل كان في الموسم السابق في حدود (700) مليون جنيه، بمساحة (418) ألف فدان، من إجمالي المساحة المزروعة البالغة (438) ألف فدان. بنسبة تمويل تجاوزت (90%)، رغم ارتفاع درجات الحرارة ومتوسط الإنتاجية كان في حدود (10.9)، على الرغم من أن بعض المزارعين أنتجوا أكثر من (15) جوالاً للفدان، وأن الكميات المستلمة بواسطة البنك الزراعي تجاوزت (3) ملايين جوال، تم تسليمها لمطاحن الدقيق .
أما بخصوص التحضير للموسم الحالي والقادم فإن البنك يعمل منذ الآن على التحضير لاستجلاب المدخلات الكافية من أسمدة ومبيدات حسب المساحة التأشيرية التي أجازها مجلس إدارة مشروع الجزيرة لتنفيذ المساحة المقدرة بـ(350)، يتوقع أن يتم تنفيذها خاصة بعد توجيهات النائب الأول بتكوين لجنة عليا ممثلة فيها جميع جهات الاختصاص لتقدير الأسعار التركيزية للمحاصيل والتي تم إعلانها للذرة (280) جنيهاً، والقمح (550) جنيهاً، والتي نأمل أن تلبِّي رغبات المزارعين وتتوافق مع أسعار التركيز للمدخلات.

المجهر