الصادق الرزيقي

في كسلا


من فترة ينفذ الاتحاد العام للصحافيين السودانيين برنامجاً مهماً يهدف لتواصل أجهزة الإعلام والصحف وانفتاحها على الولايات والريف المنسي، ففي العام الفائت كان وفد من رؤساء التحرير وكبار الكتاب،

يدخلون مناطق جبل مرة من سفوحه الغربية حتى قممه وخاصة منطقة سرونق التي كانت قد حررت قبل وقت قريب جداً من تلك الزيارة، وكانت الأجواء لم تزل تشهد حالة من الخطر والتوجس والرصاص يلعلع هنا وهناك في محليات غرب ووسط وشرق جبل مرة، وكانت تلك الزيارة مفتتحاً لتواطئها في عدد من الولايات لمعرفة أوضاعها وتحسس همومها والاقتراب من نبضها والمرأى عن كثب لقضايا المواطنين.

> من الخميس أول من أمس حللنا في مدينة كسلا عاصمة الولاية بكل تاريخها وظلالها ودلالاتها الجمالية وتجلياتها الاجتماعية والسياسية لقرنين مضيا وحتى الآن كسلا هي ملهمة الأدباء والشعراء ومحط رحال الباحثين عن الرقي والفياح الرحيبة وهدأة البال والخيال.

> كسلا متوهجة كما هي، تزداد بهاءً وجمالاً، وهي تشهد تحديثاً وتطوراً في العمران والخدمات والتنمية التي عمت أجزاءً واسعة من الولاية، ومجتمعها المترابط المتجانس المتسامح يقدم تجربة فريدة في التعاضد والتعاون ونبذ الحساسيات القبلية ويتجه نحو الترابط الوثيق من أجل ازدهار الولاية وتقدمها واستفادتها من مواردها وخيراتها الوفيرة.

> كسلا تنهض اليوم في كل المجالات وتقدم حكومتها تجربة فريدة في البناء والعمل الدؤوب من أجل إنسانها الصابر، فالمدينة السياحية الأولى تنشأ فيها مرافق حكومية جديدة، فقد تم تحديث العديد من الخدمات وباتت تستقبل أعداداً من المستثمرين من داخل وخارج البلاد، وتنتشر فيها منشآت التنمية والسياحة، وتتوسع فرص مهولة للمستثمرين في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات، وتتوفر الولاية على مقومات العمل الاقتصادي من مصادر مياه للزراعة والطاقة والأراضي والمراعي والأيدي العاملة، وبالرغم مما رزئت به من التهريب وظاهرة الاتجار بالبشر إلا أن الحياة فيها تمضي بقوة نحو الغايات.

> الوفد الصحفي والإعلامي الذي يزور الولاية منذ الخميس الماضي، جاء ليقف على أوضاع ولاية كسلا وتطلعات مواطنيها ومعرفة تحضيراتها وتجهيزاتها للدورة المدرسية (٢٧)، فالولاية اليوم مرجل يغلي، تمور بحركة فوارة من فئات المجتمع وشرائحه التي تبادر وتعمل في كل مجال، وجدنا تفاعلات مجتمعية هادرة، كل البنائين والعمال في مجال الإنشاءات لديهم نفرة كل يوم جمعة لتشييد الاستاد الأولمبي ومسرح تاجوج الجديد، بائعات الكسرة تعاهدن على توفير كل احتياجات الطعام من الكسرة لكل طلاب السودان المشاركين في الدورة المدرسية، اتحادات أصحاب العمل ونظارات القبائل وأصحاب البصات والحافلات والغرف التجارية والحرفيون والأطباء واتحاد المهن الصحية وجامعة كسلا بكل كلياتها وطلابها، كلهم على قلب رجل واحد يستعدون ويستبشرون بمواعيد وميقات الدورة المدرسية، يتحدثون عنها في كل مكان في الأسواق والمقاهي والمدارس والبيوت والطرقات ومجالس المدينة، ولاية كسلا ستقدم تجربة فريدة في الدورة المدرسية بعزيمة أهلها وكرمهم وحسن وفادتهم.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة