رأي ومقالات

الطيب مصطفي تحدي الانفصال الإعلامي


من بين ركام الأزمة التي يعيشها تلفزيون السودان يطل وجه مالوف للحوش وعليه شبه اجماع بان فترته كانت من أزهي فترات هذا الجهاز العريق .

المهندس الطيب مصطفي الذي يشغل حاليا رئيسا للجنة الاعلام بالبرلمان يتحرك بنشاط وبحسم عرف عنه في البحث والتقصي لعلاج أسباب الأزمة وينطلق بخاصية مميزة وهي معرفته التامة بمشاكل الحوش وقدرته علي انشاء شبكة تواصل فعاله مع العاملين او من لديهم صله بهذا الملف مما يعني صعوبة تضليله او شراء الوقت معه ضمن صفقة خاسرة اعتاد بعض المسؤولين علي الاسترزاق منها والتلفزيون ليس استثناء من هذاالسوق .

بهذه المعطيات ينظر العاملين بتفاؤل كبير لحراك الطيب وهو يتسلح ببرلمان الشعب وما العاملين الا طليعه متقدمة وواعية من هذا الشعب صبروا علي دوائر في الحكومة وحزب المؤتمر الوطني قامت بمغامرات وتبنت خطط انعكست اثارها سلبيا علي هذه المؤسسة المحترمة لدرجة عجزها عن بث نشرة العاشرة بكل قدسيتها وتاريخها وتوقف البث عشرون دقيقه وهو نتيجة لتراكم الاهمال والتقصير وفقدان الدعم الحكومي اللازم لتمويل التلفزيون في عصر لا يختلف فيه اثنان باهمية تمويل الاعلام .

فقد التلفزيون قبل نشرة العاشرة العشرات من الكوادر المؤهلة والتي استقطبتها القنوات الوليده او احتضنتها مطارات الخارج ذهبوا مجبرين فالتلفزيون يمثل لهم البيت قبل مكان العمل وللاسف من بينهم خبرات صرف علي تدريبهم أموالا طائلة وصاروا مرجعيات في مجالهم .

يعفي مدير الاخبار ولا يُستقبل وزير الاعلام يحدث هذا فقط في السودان لان المسؤول الاول اخلاقيا علي الأقل هو السيد الوزير الذي يجب ان يغادر الموقع بعد فشله في تطوير اهم مؤسسه اعلاميه وعجزه عن توفير ابسط مطلوباتها في حين ظل مدير الاخبار ومعه نخبه من الاوفياء في حالة طوارئ مستمرة ويجاهدون لتظل النشرات والتغطيات في موعدها يفعلون ذلك في صمت رغم مشاكل الأجهزة وتأخر مستحقاتهم وان وصلت فهي لا تسد الرمق ولكن حبهم للتلفزيون دفعهم للصمود فنال مديرهم الاعفاء !! لعلها تكون طريقة جديدة في التعبير عن الشكر

المطلوب من المهندس الطيب مصطفي ان يستمع للعاملين (اسياد الوجعه) جميعهم وليس نخبه منتقاة منهم ويبحث عن مطالبهم العادلة وان يتجاوز الأشخاص فالمشكلة ليست في زيد او عبيد التلفزيون هناك مشاكل جذرية تتعلق بالدمج مع الاذاعة وهو وضع ألقي بظلال سلبية علي الأداء ويمضي في اتجاه مناقض للنظم الإدارية في المؤسسات الكبيرة حيث تملك السلطات الي المستويات الأدني بعيدا عن المركزية القابضة التي ولي زمانها فالذين يتحدثون عن ماضي الاذاعة والتلفزيون ويجرفهم حنين الوحدة ينسون المقارنة المنطقية بين اعداد العاملين والمدخلات الفنية والإدارية بل وحتي تعاظم المهام وتشعب الأدوار بين زمانهم وهذا الزمان ولن يعجز الطيب مصطفي ان يقود عملية الفصل فله تجربة في التعبئة لانفصال الجنوب فهندسة الفصل عنده قديمه مطلوب تكرارها اعلاميا بعد ان أذاقتنا الفشل سياسيا علها تشفع له الاولي بعد نكسة الثانية .

مشكلة اخري تتمثل في توفير تمويل وتدفق ثابت من المالية لتغطية حقوق العالمين (لائحة الانتاج ) فالراتب لا يكفي وما يقوم به العامل من جهد ذهني إبداعي وبدني يستحق ان يكافأ عليه وان تكون هذه المكافأة غير خاضعة لتقديرات للمدراء الذين يجدون أنفسهم في تحدي صعب ما بين تسيير العمل اليومي او سداد حقوق العاملين الشهرية نظير إنتاجهم هذه معادلة من الصعوبة بمكان ولا تستقيم الا بان تلتزم الدولة بلائحة الانتاج كما تفعل مع مهن اخري ، وأرجو ان لا تستمع الي الأصوات التي تحصر المشكلة في عدد العاملين والمتعاونين خاطب جذور الأزمة وعندها ستزول كل الأعراض هذه شماعة الفاشلين فلا ترهق إذنك بسماعها نحن أيضا نشكو من كثرة الوزراء ووزراء الدولة في الحكومة الا نصرف عليهم ؟! إذن فلم يعايروننا بالكثرة في التلفزيون وهم بالعشرات

إصلاح التلفزيون ليس مستحيلا اذا صدقت النوايا وفهمت قيادة البلد والحزب الوضع بشكل صحيح وهنا يأتي دور البرلمان وما ينتظر من لجنة إعلامه برئاسة المهندس الطيب مصطفي في تجسير المسافة ورسم خارطة الطريق التي تعيد للتلفزيون مكانته في الريادة والقضية في أسوأ تعقيداتها لا تحتاج لمؤتمرات ولا ورش ولجان وصرف يتعب الخزينة ويشقيها فقط حوار مباشر مع العاملين وقرارات تنفيذية بمباركة البرلمان وحينها لن يغيب التلفزيون عن المشهد بعد ان غابت نشرته ولا بواكي عليها الا اَهلها الخلصاء.

بقلم
حامد عثمان


تعليق واحد

  1. حامد عثمان …
    انت تغرد خارج السرب فالسبب ليس الدمج مع الإذاعة.
    الدمج أضر بالاذاعة أكثر من التلفزيون لأنه على الأقل حملها مديونية التلفزيون المتراكمة بسبب إدارات التلفزيون المتعاقبة التى اورثت الإذاعة فشل إدارات جاءت للتلفزيون دون أن تخرج منه
    افصلوا الإذاعة من هذه الترلة المزعجة حتى تواصل الإذاعة ابداعها المتواصل المتوارث جيلا عن جيل