محمد الطاهر العيسابي

طالبات ( بلاوجِيع ) !!


-1-
أهلنا الكٍبار عندما يقولون ( فلان دا ماعندو وجيع ) ، تعبير حزين نابع من الأعماق ، يعني أن لا أحد يتألم على عذاباته ، ولا أوجاعه ، ولا أحد يأبه لحاله !!
هذا بالضبط هو حال فلذات أكبادنا طالبات داخلية ( مجمع الشهيدين ) بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا ( القسم الجنوبي ) ، اللائي يئنّ في صمت ، يكتمن أوجاعهن ، بعد أن بح صوتهن وهن ينادين لإدارة صندوف دعم الطلاب ، الذي لم يأبه لهن !

-2-
ظهر الجُمعة الماضية وشمس الخرطوم ترسل أشعتها الحارقة ، وهجير الصيف يلفح الوجوه ، كنت في طريقي إلى مشوار مُهم ، فعندما وصلت شارع مامون بحيري المتفرع من محمَّد نجيب بالخرطوم الامتداد ، وأمام داخلية بالجنوبي جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
أطلق عليها ( مدينة السودان الجامعية للبنات ) التابعة لادارة الصندوق القومي لرعاية الطلاب ، لاقتني موجة طالبات بثيابهن السودانية الأصيلة يهتفن ( نحن شرف عايزين حرس ) !

-3-
المشهد ( يكفي) القلب ويثير الغيرة عند كل ولد بلد أصيل ، عرضنا وشرفنا مشرور في الشارع ( يصرخن وامعتصماه ) ، ترجلت من سيارتي وتركت أطفالي بها في الهجير ، سألتهن ما خطبكن يا أخوات يا كريمات ما أكرمكن إلا كريم وما أهانكن إلاّ لئيم ، بعيون باكية قُلنا ( نريد من يحمي عرضنا وممتلكاتنا ).
يُعانين من تكرار الاعتداءات و سطو اللصوص عليهن ( يا للهول ) ، وفي آخر حادثة ( قبل قليل ) إعتدى على إحداهن لص كاد أن يفتك بها ، دون ان تلتفت ادارة صندوق دعم الطلاب لمطلبهن المتكرر بتعيين ( حرس ) ، وأضفنا لم نطالب بأكل ولا شرب مطلبنا بسيط ومشروع تخصيص ( حرس ) يحمي ممتلكاتنا و عرضنا .
ناهيك عن الصرف الصحي الطافح ، و ( الكُولر ) الواحد الذي يزدحم عليه مئات الطالبات !

-4-
مَطلب لايحتاج أصلا ( لمطالبة ) لطالبات لا حول لهن ولاقوة ، يتركهن الصندوق في العراء دُون حراسة !
أين بالله عليكم النخوة و المروءة والشهامة الغِيرة لطالبات متغربات من أهلهن يطلبن العلم ، تتكرر الاعتداءات عليهن ، ولا أحد يستجب لهن ، ماذا تفعل إدارة الصندوق وجيوشها الجرارة من الموظفين المشغولين ( بالفارهات ) من السيارات ينامون في بيوتهم قريري العين ، وبناتنا بوابة بلا بواب !!
نرفع هذه ( المظلمة ) إليك أخانا د. النقرابي التي سيسألك عنها الله ، لمن توليت أمرهن فأنت وليّ أمرهن في هذه الغُربة القاسية . فماذا أنت قائل .. والله المستعان .
إلى لقاء

من الآخر
motahir222@hotmail.com
صحيفة السوداني