تحقيقات وتقاريرمدارات

شائعة القبض على قتلة أديبة .. استجواب شاهدة على نار ساخنة


إتسمت جلسة الرجل المتهم باطلاق شائعة القبض على قتلة المرحومة أديبة فاروق بالجدال المتواصل من قبل ممثل دفاع المتهم ساطع الحاج وشاهدة الاتهام الأولى عضو بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وظل قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال عابدين حمد ضاحي ينبه الدفاع في كيفية طرح أسئلته للشاهدة، بيد أن الأمر تفاقم وتسبب في ضجر الشاهدة وخروجها من قاعة المحكمة لبرهة ثم عودتها لمواصلة إفادتها في سير القضية.. وعند عودتها لقاعة المحكمة لوحت بامتناعها عن الإجابة عن أسئلة الدفاع حيال تمسكه بطريقته في طرح الأسئلة لها .. وقتها حذر قاضي المحكمة الدفاع وهدده في حال عدم الانصياع لأوامره بأنها ستحرمه من تمثيل الدفاع عن المتهم في الدعوى الجنائية..

رفض استبعاد:
مع انطلاق جلسة الأمس في حوالي (9)صباحاً تفحص قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال عابدين حمد ضاحي، ورفض طلب ممثل دفاع المتهم ساطع الحاج باستبعاد شهادة الشاكي عضو بجهاز الأمن والمخابرات لعدم وجود ختم بمستند تفويضه الصادر من جهاز الأمن لمباشرة القضية، وعللت المحكمة رفضها الطلب إلى أن مواد الاتهام تجيء تحت طائلة القانون الجنائي السوداني، وبالتالي أنه يجوز لأي موظف بالدولة مباشرة إجراءات القضية.
أخذ الثأر:
إدارة النشر السالب والشائعات بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، أوضحت للمحكمة بأنها قامت بتحليل المقطع الصوتي الذي بثه المتهم وتوصلت إلى أنه نشر سالب حسب التقييم لاستخدام المتهم فيه كلمات إيحائية كـ(دوبا) وهي منطقة ثقل ومؤثرة لذوي المجني عليها أديبة بسنار- حيث كررها المتهم ثلاث مرات بالمقطع (البداية والوسط والختام)، بالإضافة إلى ذكر المتهم اسم ناظر القبيلة فضل المرجي، مما يدل على أن الخطاب موجه لقبيلة أديبة ويحثها للتحرك والاستنفار وأخذ الثأر.

انتقاص من الشرطة:
مسؤولة إدارة النشر السالب بجهاز الأمن والمخابرات الوطني سحر فاروق مثلت أمام قاضي المحكمة كشاهدة اتهام أولى، وأفادت لدى مناقشتها بواسطة رئيس هيئة الاتهام وكيل أعلى نيابة أمن الدولة معتصم عبدالله محمود، أن المتهم أشاد بدور الشرطة في المقطع الصوتي ودورها الإيجابي للبحث عن الجناة، إلا أنها نبهت المحكمة إلى التقليل الواضح من قبل المتهم لدور الشرطة في القبض على الجناة ونسبه إلى (فطنة) شاب من ذوي المرحومة أدت إلى القبض على الجناة، وأضافت: المتهم بذلك جرد الشرطة من دورها وكأنما إشادته كلمة حق أريد بها باطل .
إدارة النشر السالب نوهت إلى أن المتهم لم يقف عند مسألة التقليل من دور الشرطة وإنما جرد قبيلة دارفور من حقوقها الإنسانية والدينية من خلال اتهامه (8) أشخاص منهم بارتكاب حادثة قتل أديبة، مثيراً لنعرة عنصرية بالإضافة إلى استخدامه في المقطع الصوتي عبارة (نحن أبناء السودان وقبائله جمعاء) وهي عبارة توحي بالاستعلاء بوضعه قبيلته في كفة وقبائل السودان في كفة أخرى – بحسب تعبيرها للمحكمة-.

تضليل الرأي العام:
شاهدة الاتهام كشفت عن رصد إدارتها استخدام المتهم عبارات في المقطع الصوتي يعلم بأنها كذب ونشر ضار أراد به توسعة النشر وإيراد معلومات غير حقيقية لتضليل الرأي العام بغرض التحريض وبث الذعر والخوف لدى المواطنين والفتنة القبلية والتقليل من هيبة الدولة.. المتهم بحسب التحليل الأمني لشاهدة الاتهام لم يقف عند بثه معلومات كاذبة، وإنما نصب نفسه ناطقاً رسمياً للجهات الرسمية وإعلانه عن الجناة في مقطعه المفبرك.. في المقابل توقعت إدارة الرصد الأمني حدوث ردود أفعال سالبة في المستقبل جراء اتهام المتهم أبناء دافور بالحادثة، بالرغم من رصد السلطات الأمنية لارتياح من قبل المواطنين في القبض علي المتهم وتقديمه للقضاء .

تفاعلات السوشيال ميديا
الشاهدة أفادت بأن إدارتها تتعلق بالرصد والتحليل والاستشعار الوقائي؛ وأشارت إلى قيامها باستطلاع إلكتروني في السوشيال ميديا، حول ردود أفعال المقطع المفبرك، وتوصلت وفقاً للرصد العالمي واستخدام الاستبيان والمسح والتحليل النظري؛ عن حصد نشر المقطع المفبرك للمتهم نسبة مشاهدة عالية بلغت (18) ألف مشاهدة في الوسائط الإلكترونية المتعددة وذلك من تاريخ نشر المقطع في يوم 26/7 للعام الحالي وحتى السادس من أغسطس الجاري؛ ونوهت إلى أن صفحة الجيش السوداني أفردت مساحة لموضوع التسجيل الصوتي للمتهم، وبلغت مشاهداته وتفاعلاته نسبة (5.634)ألف شخص؛ إلى جانب تفاعل الموضوع بصفحة شرطة السودان (المكتب الصحفي) وبلغ نسبة 12.304 مشاهدة ، فيما بلغت المشاهدة للمقطع بصفحة الخرطوم الإلكترونية نسبة تفوق الألف شخص.
الشاهدة كشفت عن رصد إدارتها تعليقات متفاوتة بين مؤيدة ومعارضة للمقطع في الوسائط الإلكترونية ما جعل أحد المتابعين بإحدى الصفحات يعلق بأنه ومنذ سماعه المقطع لم يخرج لعشرين يوماً من المنزل، وآخر علق بأنه يخاف على أطفاله الخروج للفرن.
كذلك كان للساسة تفاعل مع المقطع الصوتي، وذكرت الشاهدة أن قيادي الجناح العسكري بحركة العدل والمساواة أحمد حسين وصف المقطع بأنه يثير الفتنة والتحريض العنصري باتهام أهل دارفور، فيما طرح موقع التغيير الإلكتروني مقال للصحفي خالد فضل يحمل عنوان من اغتال أديبة وابتدر سطور المقال بعدم الشعور بالأمان ووجد تفاعلاً من قبل المتابعين الذين أبدوا شعورهم بالخوف بحسب إفادتها للمحكمة، وذلك جراء ربطهم مقال الصحفي بحادثة اغتيال المرحومة أميرة الحكيم وأحداث جامعة بخت الرضا، ونوهت الشاهدة إلى أنه وبذلك كأنما يقولون( الحكومة تحاول لفت النظر عن القضية الأساسية بأخرى) خاصة وأن المتهم قيادي بحزب المؤتمر الوطني.

اختطاف وشائعة
جراء المقطع الصوتي المفبرك للمتهم توصلت السلطات الأمنية إلى وقوع حوادث ادعاء بالخطف والأخيرة حدثت بالفعل، ونوهت السلطات إلى أن طفل الفتيحاب (محمد) لم يتم اختطافه كما كان متداولاً، وإنما خروج الطفل من المنزل لعدة أيام لأنه(زعل) من أهل بيته عقب سماعه المقطع الصوتي، فيما توصلت السلطات إلى أن قضية السيدة فاطمة هبيلا تم اختطافها بالفعل ـ نتيجة رد فعل من بث المقطع الذي ذكر فيه المتهم بأن الجناة بقتل أديبة هم من دارفور.

تقرير: رقية يونس
السوداني


تعليق واحد

  1. نحن حاليا يهمنا أن نعرف ماذا تم فى قضية المقتولة رحمة الله عليها ….. ولا تشغلونا بهذه القضية وننسى القضية الاساسية … هل وصلتم الى الجهة مرتكبة الجريمة والا ما زال البحث جارى ….. والله المستعان