تحقيقات وتقارير

صارت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا ينفصم عن الحياة المعاصرة ولكن مختصين يحذرون من إدمانها لأنها تجعل الشخص أقل اهتماما بأهداف الحياة.. فوائد ومضار


صار الوجود في وسائل التواصل الاجتماعي السمة الملازمة لكافة شرائح المجتمع بمختلف مستوياتهم الثقافية، وساهم تطور وتعدد وسائل الاتصال في حدوث نقلة نوعية في شكل العلاقات الإنسانية تبعا لتطور وسائل التكنولوجيا، وزاد التعارف والارتباط عبر والوسائط المختلفة.
ويرى خبراء أن الجيل الجديد استفاد كثيرا من ثورة المعلومات، وساهم في زيادة مساحات التعارف والتواصل، لدرجة يمكن عبرها بناء علاقات بين شخصين في دولتين مختلفتين، كما أنها ساعدت كثيرين على تتويج علاقات حب وصداقة وزواج، وتمتلئ الوسائط والأسافير بقصص كثيرة عن أناس ارتبطوا بعلاقات عاطفية وتزوجوا عن طريق (فيس بوك) وغيره.

جوانب سلبية
ومع اتساع دائرة التعامل مع شبكة الإنترنت وتعاظم عددها بدأت تبرز إلى العلن بعض الجوانب السلبية لاستخدام الإنترنت، التي تنجم غالبا عن إساءة التعامل مع تكنولوجيا الاتصال التي تتوافر، وبرزت مشكلات وحالات تقاذف وسباب عبر الفضاء المفتوح الذي يغري الموجودين فيه على إطلاق أي عبارة دون مراعاة لضوابط أو خلق، طالما أنه فضاء مفتوح وعالم افتراضي، الظاهره تعد منتشرة بكثرة لها جوانبها الإيجابية والسلبية من خلال بناء العلاقات بشتى أهدافها (الصداقة الحب والزواج أو غيرها)، ولكن أيضا هناك سلبيات عدة تنجم عن ذلك الفضاء تتمثل في السباب والكذب والرياء وغيرها من الأشياء غير الحميدة التي يعاني منها كثيرون. (اليوم التالي) سلطت الضوء على الظاهرة واستنطقت بعض الأشخاص لهم تجارب في التعامل مع الوسائل الإلكترونية.

مشاكل أسرية
قال الخبير المختص في مجال (السوشيال ميديا) إبراهيم محمد أحمد لـ (اليوم التالي) إن وسائل التواصل الاجتماعي أنتجت عدداً من العلاقات الإنسانية، ولكنها تسببت في حدوث بعض المشاكل الأسرية، وطوقت أفراد الأسرة بجدارات العزلة، حيث كل شخص مندمج ويتصفح شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أو غارقا في الحوارات مع أصدقاء أو مع أناس مجهولين، يقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها جاد ومفيد، وبعضها لأغراض التسلية وغيرها. وأضاف: صارت وسائل التكنولوجيا وموقع (فيس بوك) مدعاة للهروب من التعامل المباشر، وإقامة العلاقات الاجتماعية. وتابع: غياب وندرة القيام بالزيارات الاجتماعية بين الأسر يقلل التحاور وتبادل الخبرات والمشاعر، وقد تم استبدال هذا الأمر بالرسائل القصيرة. وأردف: من يقضون ساعات طويلة خلف الحاسوب ساهموا في إضعاف علاقات الأشخاص داخل الأسرة الواحدة، وهي من السلبيات التي حدثت بفعل وسائل التواصل رغم الإيجابايت الأخرى المتعلقة بتوسيع دائرة المعارف والعلاقات. واستطرد: يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في مجال الدراسة وزيادة التحصيل العلمي والتعرف على الكثير من العلوم والثقافات بعيدا عن الدردشة ومشاهدة الأغاني والأفلام.

سطحية معرفية
قالت الاختصاصية النفسية سلمى الطاهر لـ (اليوم التالي) إن احتمال نجاح العلاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتوقف على نوع المستخدمين، فإن تبادل شخصين أطراف الحديث واكتشفا وجود اهتمامات مشتركة بينهما وآراء متشابهة تجمعهما، فإن ذلك سيولد انسجاما عاطفيا يمكن أن يؤدي إلى الارتباط. وأضافت: استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والكتابة عبرها بكثرة يمكنه أن يتسبب في جعل البعض سطحيين على المستويين المعرفي والأخلاقي، لأن هؤلاء أقل عرضة للانخراط في التفكير المنعكس، كما أنهم يظهرون اهتماما أقل فيما يخص أهداف الحياة العامة.

روح إيجابية
من جهته، قال حسان علي بابكر – موظف – لـ (اليوم التالي) إن العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة ومضرة في نفس الوقت. وأضاف: تحمل سلبيات وإيجابات لكن هنالك من يدرك دبلوماسية التعامل مع الآخرين، وهنا تكمن روح الإيجابية وتنتج علاقات صادقة وأحيانا تصل إلى أبعد وتصير علاقة شخصية. أما محمد مصطفى فقال: لدي كثير من الأشخاص صاروا جزءا من حياتي ومعرفتي بهم بدأت من خلال هذه المواقع، وصار التواصل معهم من خلف الشاشات إلى أرض الواقع وحتى البعض منها امتد إلى علاقات أسرية جميلة.

الخرطوم – ساره المنا
صحيفة اليوم التالي