سياسية

تشييع جثمان فاطمة إبراهيم وأسرتها تعتذر عن هتافات شيوعيين


شيعت جموع غفيرة من المواطنين، وأنصار الحزب الشيوعي في الخرطوم، القيادية فاطمة أحمد ابراهيم، التي توفيت السبت الماضي بالعاصمة البريطانية لندن، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ “83” عاماً، وشهدت مراسم الدفن هتافات مناوئة ضد الحكومة في حضور النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح ووالي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، ووالي شمال كردفان، أحمد هارون،ومعتمد أم درمان مجدي عبد العزيز تبرأت منها أسرة الراحلة لاحقاً واعتبرتها وصمة عار في جبينها معتبرة أن الهتافات صدرت من فئة التي لا تمت للأسرة بصلة.
وكان جثمان فاطمة ـ التي تُعد واحدة من الرموز النسوية في السودان ـ قد وصل الخرطوم، صباح أمس، واستقبلته حشود كبيرة وصلت مطار الخرطوم، ومن ثم تم المرور بالجثمان على دار الحزب الشيوعي بالخرطوم “2” قبل مروره على منزل الراحلة ومواراته الثرى وسط هتافات تمجد إرثها النضالي الحافل، كما حمل الشيوعيون لافتات وداعية، وأخرى تمتدح نشاطها السياسي الطويل.
ولاحقًا أصدرت أسرة الفقيدة بياناً مُهر بتوقيع عميد الأسرة اللواء ركن الفاتح محمد عبد العال، تبرأت فيه من الهتافات ضد الحكومة وقدمت اعتذاراً باسم الأسرة معتبرة الهتافات المناوئة وصمة عار في جبين الأسرة ونقطة سوداء في سيرة فقيدة الوطن التي أضاءت سيرتها سماء السودان والحزب الشيوعي السوداني، وقال البيان: “تعتذر الأسرة مجتمعة للشيخ التازي الإدريسي ومرافقيه وللأخوين بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين و معتمد أم درمان عن ما بدر من تلك الفئة التي لا تمت للأسرة بصلة، وكلنا ثقة بقبولهم اعتذارنا ولرجال الأمن ورجال الشرطة الذين لم يستجيبوا لهذا الاستفزاز تقديرًا وإكراماً لهذه المناسبة”.
ولفت البيان إلى أن الأسرة رحبت بقرارات رئيس الجمهورية الخاصة بالمرحومة فاطمة تقديراً لدورها والشعور النبيل وفتحت قنوات اتصال بكل الجهات المعنية برئاسة الجمهورية ورئاسة ولاية الخرطوم ومحلية أمدرمان بأجهزتها المختلفة الذين قدموا كل الدعم والتسهيلات منذ وصول الجثمان وحتى مواراته الثرى.
وأكدت الأسرة تقديرها لمشاركة بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين اللذين تربطهما علاقة أسرية بهذه الأسرة، والسادة الأدارسة في تشييع الفقيدة، مبينة أن الهتافات ضدهما كانت مفاجأة خاصة وأنها بدأت بعد الاصطفاف للصلاة على الجثمان عندما قامت مجموعة ليست بالقليلة من منسوبي الحزب الشيوعي بدلاً من الاصطفاف للصلاة على الفقيدة رددوا هتافات التي لا تليق بالفقيدة فاطمة والعادات والتقاليد السودانية السمحة التي ارتبطت بخلق الشيخ أحمد إبراهيم.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير لـ(الصيحة) خلال مراسم التشييع إنهم في القوى السياسية “حزينون جدًا جراء مغادره فاطمة عقب عمر طويل قضته في البحث عن حقوق السودان والسودانيين من حريات وحياه كريمة وقد سخرت مقابل ذلك سنوات حياتها”.
وبدوره أوضح المشير سوار الذهب لـ(الصيحة) أن السودان فقد إحدى رائدات العمل الإنسائي العام ليس على مستوى الدولة وإنما أفريقياً ودولياً لما كانت تقوم به من أدوار بحثاً عن الحق.
وأشارت نائب رئيس حزب الأمة القومي د. مريم الصادق المهدي إلى أن فاطمة كانت تمثل رمزاً للمرأة السودانية في مسار النضال النسوي، لذا بوفاتها تركت مساحة خالية من الصعب ملئها في الوقت القريب.

الصيحة