مقالات متنوعة

كباب الجيران


طرفة قديمة.. تقول إن هناك رجلاً (أحول العينين).. دخل الى مطعم.. طلب واحد فول.. وأكل الكباب الذي طلبه جاره.. انتهت الطرفة.. وكانت تضحكني جداً.. لكني كثيراً ما تمنيت أن التقي مؤلفها لأساله.. ماذا فعل ذلك الجار صاحب الكباب؟؟ هل اكتفى بالاندهاش من تغول صاحب الفول؟؟ هل شاركه ضاحكاً مرحباً؟؟هل انتظر طلب الفول وأكله بدلاً عن جاره ؟؟ هناك شيء مفقود في هذه الطرفة.. ولا شنو؟؟

رشحت الى السطح قصة الذرة التي تلفت في مخازن ديوان الزكاة بإحدى الولايات.. فقلت في نفسي.. هل أكل الفقراء الكباب.. ولا شنو؟؟ ذلك أن الأخبار أتت مطمئنة بأن الذرة التالفة لم تكن تخص الفقراء.. فتنفست الصعداء.. وطيب (تخص منو؟؟).. ؟؟ فالسؤال هو لماذا تلفت.. ولماذا مكثت في المخازن حتى وصلت الى هذه الدرجة.. والإجابة كانت (لسنا وحدنا.. فالذرة تلفت أيضاً عند ناس فلان وناس علان.. وعلى العموم هذه الذرة لم تكن تخص الفقراء).. استخلص من الكلام السابق.. الإجابة على السؤال أعلاه.. والعاقبة عندكم في المسرات.

تذكرت تلك القصة القديمة التي درسناها في كتاب المطالعة في المدارس الابتدائية.. ذلك الطالب الذي حضر من الإجازة.. وأحضر معه (كعك ).. كان يأكل منه ليلاً حتى لا يشاركه زملاؤه.. لكنهم اكتشفوا المخبأ عن طريق النمل الذي أصطف صفوفاً الى حقيبته.. غايتو بارك الله في التلف.. لولاه لما علمنا أن هناك ذرة مخزونة عند الزكاة.. زكاة المحاصيل المعلوم بالضرورة أنها يجب توزيعها مباشرة فالقرآن ينص على ذلك.. يبقى على أي فقه استند مسؤولو الزكاة ليتم تخزينها حتى التلف.؟

السؤال التاني.. ما عرفنا تخص منو؟؟ استبعدنا الفقراء والمساكين.. باقي.. الغارمين (وديل على قفا من يشيل) لن تجد أحداً يمشي على قدميه في السودان ليس مديوناً لأحد.. تاني منو.. إبن السبيل.. مالين البلد والله.. كم منهم من تقطعت به السبل.. طبعاً نحن هسه ما ذكرنا (الرقاب ولا المؤلفة قلوبهم).. لماذا لم يتم توزيعها؟؟ عايزين نعرف بالضبط الذرة التالفة دي تخص منو.. عشان نمشي نخطرهم.. يمكن ما سمعوا.. وناس الزكاة برضو معذورين.. مشغولين بجمعها.. لدرجة إنو ممكن ينسوا يوزعوها لحدي ما تتلف.. مخير الله في حكمه.

طيب.. يمكن البتخصهم ديل.. عايزين يشربوا (حلو مر).. عشان كدا تم (تزريعها؟؟)؟؟.. ممكن يعملوا أبري طوالي.. ويتم توزيعه مباشرة وبي كدا يكون سهل على المسلمين.. ممكن برضو ما بعيد.. المهم.. في الأمر انه لم يصدر أي بيان يتم فيه اتهام قوى الاستكبار بإتلاف الذرة.. أو أننا مستهدفين وأن هناك قوى خفية تدخلت بليل وقامت (بإتلاف) الذرة.. .وكدا.. لذلك نعتقد أن الأمر لم يكن مقصوداً.. وأن هذه الذرة فقط في انتظار اتصال من أؤلئك الذين تخصهم.. (الفقراء مستبعدين).. ونحن كذلك.. ونقول ألو.. نستقبل أول مكالمة.. حتى ذلك الحين.. أوصيكم (أكلوا كباب الجيران).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة