تحقيقات وتقارير

مناورات النجم الساطع.. عودة الثقة بين الخرطوم وواشنطن


في تطور لافت في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بدأت الأخيرة في توطيد تلك العلاقات بالتركيز على المجالات الأمنية والعسكرية بين الجانبين ، واستكمالاً لسلسلة الدعوات التى ظلت تقدمها الولايات المتحدة مؤخراً بشأن القضايا الأمنية الدولية ، وتأتي مشاركة في مناورات “النجم الساطع ” التي تنظمها مصر علي أراضيها بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية أكتوبر المقبل . وتأتي دعوة السودان من قبل الادارة الامريكية للمشاركة كمراقب في هذه التمارين لأول مرة منذ ثلاثه عقود مضت . مما يشير الى أن العلاقات السودانية الأمريكية قد أخذت منحني إيجابي وفتحت الباب أمام مزيد من الحوار لمناقشة العديد من القضايا التي يمكن أن تعيد التواصل الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة.

ويوضح اللواء “م” معز عتباني أن العلاقات السودانية الامريكية علاقات قديمة ومميزة فقد سبق ان شارك السودان من قبل في مناورات النجم الساطع التي تمت في السودان في منطقة شندي ، مضيفاً يبدو ان العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ستعود الى طبيعتها وابان ان الولايات المتحدة ادركت تأثير السودان في المنطقة الدولية والإقليمية ، الأمر الذي دفعها الى اعادة النظر في العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليه نهائياً ، ويقول عتباني أن مجرد دعوة السودان للمشاركة في هذه المناورات هو مؤشر بأن الولايات المتحدة الامريكية بدأت تعي أهمية دور السودان في المنطقة، واضاف أن السودان قادر علي المشاركة في التنظيم والتخطيط اذا ما اقترح عليه بأن تكون المناورات القادمة في ارضه.

ويضيف الخبير العسكري اللواء يونس محمود أن علاقة الجيش السوداني بالجيش الامريكي قديمة وقد كان هناك تعاون مشترك علي مستوي الاسلحة وغيرها ،قائلاً انه الآن وبعد ثلاثون عاماً تم تكوين مجموعة العمل الخاصة بالسودان والمكونة من بعض الدبلوماسيين الذين عملوا في السودان ، وأفصحوا في تقرير خطير قدم للكونجرس والخارجية الامريكية أن عزلة السودان لم تؤثر علي الحكومة السودانية مطالبين بإعادة الارتباط ، واضاف ان عودة العلاقات العسكرية بين البلدين تعتبر مؤشر لنجاح العلاقات السياسية بين الجانبين ، ويشير الي أن مجموعة العمل الخاصه أكدت أن المعلومات التي كانت تتلقاها الولايات المتحدة من “طرف ثالث” لم تكن أمينة.

وأكد محمود أن مشاركة السودان في مناورات النجم الساطع المزمع قيامها في أكتوبر القادم في مصر ليست الأولي إذ أنه سبق ان أستضاف مناورات النجم الساطع من قبل وحضرها عدد من الدول الأوربية والعربية ، مبيناً أن دعوة السودان تحمل في طياتها نوع من الثقة ، معللاً ذلك بأن من يحضر مناورات النجم الساطع يستطيع أن يطلع علي الملفات السياسية والاستراتيجية والخطط والاهداف العسكرية بمعني آخر الاطلاع علي غرفة عمليات الجيش الامريكي وهذا يؤكد عودة الثقة والتي عليها تبني العلاقات بين البلدين .

كما أشار عدد من الخبراء العسكرين أن مشاركة السودان في المناورات تعتبر مؤشر إيجابي لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان في أكتوبر القادم كما ان هنالك فوائد سيجنيها السودان من خلال المشاركة هي تبادل الخبرات والتعارف بين مختلف المدارس العسكرية ونظم التسليح المتطورة ، معتبرين دعوة الولايات المتحدة بمثابة خطوة في اتجاه التطبيع وإقامة علاقات تقوم على تبادل المنافع شأن كل دول العالم التي توافقت على ما يعرف بالعلاقات الثنائية المرتكزة على المصالح المشتركة خاصه بعد المرونة التي أبداها الطرفان بغية التوصل الى تفاهمات من شأنها انهاء حالة الشد والجذب التي انتابت العلاقة في العقود الماضية.

ويبدو أن ثمـة بوادر إنفتاح في العلاقة بين السودان والولايات المتحدة الأميركية بدأت تظهر ملامحه في الأفق خلال الفترة الأخيرة مما يشير لامكانية التطبيع بين الخرطوم وواشنطن ، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان نهائياً في أكتوبر المقبل.

ايمان مبارك
smc