صلاح حبيب

لا يا شيخ “أحمد” !!


خطيب وإمام مسجد الحارة التاسعة العتيق، الدكتور شيخ “احمد”، شن في خطبة الجمعة ظهر أمس هجوماً على الراحلة “فاطمة أحمد إبراهيم” اتهمها بالكفر والإلحاد، وقال لقد انحنت للدكتور “جون قرنق” وساهمت بأفعالها في قتل المسلمين في تلك الحرب، وربما يقول إنها كانت حرب بين المسلمين والكفار أو الملحدين، لأن الحزب الشيوعي حزب إلحاد وكفر، ولكن شيخ “أحمد” لم يكن موفقاً في حديثه، كما لم يكن بعض منسوبي الحزب الشيوعي موفقين، حينما اعترضوا رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية، والفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم، عندما ذهبوا لتقديم واجب العزاء في الراحلة “فاطمة”، والسلوك الذي قام به أولئك الصبية لم يكن سلوك أبناء الشعب السوداني الذين يستقبلون ضيوفهم في مثل هذه المناسبات مهما كانت الخلافات السياسية بينهم، وأهل الراحلة أصدروا بياناً أدانوا فيه هذا السلوك المشين..

إن إمام وخطيب مسجد التاسعة وهو من العلماء والفقيه، ما كان من المفترض أن يسئ إلى هذه المرأة وهى بين يدي الله، حتى لا يشوش على المصلين بأن المرأة ملحدة أو كافرة، وكان ينبغي ألا يستغل المنبر في هذه المسألة، لأن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعها، والراحلة “فاطمة” لمن عرفوها يؤكدون على أنها صلاية وصوامة وتعبد الله، ولم تكن كافرة أو مشركة، وإذا عدنا إلى سيرة الإسلام السمحة، نجد أن من كانوا كفرة ومشركين، دخلوا إلى الإسلام وحسن إسلامهم، فالراحلة “فاطمة شيخ أحمد” لا اظن قد التقاها في حياته ولم يسمع منها أنها قد كفرت بالله، وحتى هي في مرضها أو في سكرات الموت، لم تقل أنا كافرة أو مشركة أو لا أؤمن بالله، فكل الحديث الذي ساقه شيخ “أحمد” كان سماعياً، والدين يلزمنا أن نتحرى الصدق، “فأبو سفيان” كان من عتاة الكفار، وقد اسلم في فتح مكة، و”هند بنت عتبة” التي شقت صدر “حمزة” عم رسول الله وأكلت كبده، أسلمت بعد ذلك وقبل الله توبتها، فنحن دائماً نحاول تشويه صورة من نختلف معه، وحتى كبار الشيوعيين مثل سكرتير الحزب الشيوعي الراحل “محمد إبراهيم نقد” وربما وصف أيضاً بالكفر والإلحاد باعتبار أن الشيوعيين كفار، ولكن في حوار اجريته معه قبل أن يرحل باقل من عام فذكر لي أنه يحفظ جزءين من القرآن، وكان يؤدي صلواته ويحرص على صلاة الجمعة، وهو ما زال تحت الأرض ولم يظهر للعلن، بمسجد الشيخ “قريب الله” بود نوباوي، وقد شاهدت عدداً كبيراً من الشيوعيين وهم يؤدون صلاة الظهر بالمركز العام للحزب الشيوعي (بنمرة اثنين)، فقد شاهدتهم بأم عيني ولم اسمع من أحد، وفي مقابر “البكري” وقبل أن يصل جثمان الراحلة “فاطمة”، شاهدت عدداً منهم وهم يؤدون صلاة الظهر بالمقابر دون رياء أو طالبين من أحد أن يقول إن الشيوعيين يصلون، أنا هنا لا أدافع عن الحزب الشيوعي، ولكن نحن كسودانيين يجب ألا نسوق الاتهامات ضد الآخرين دون سند، ويجب ألا نشوه الصورة السمحة الموجودة في ذهن الناس بسبب الخلافات السياسية وليست الدينية والإنسان يحاسبه الله على عمله، وكنت آمل ألا ينجر شيخ “أحمد” في حديث لا فائدة منه بعد أن ذهبت “فاطمة” إلى ربها وهو كفيل بمحاسبتها أو أن يغفر لها، وكان عليه أن يحث المصلين لجمع تبرعات لردم ميدان المسجد الذي يمتلئ سنوياً بمياه الأمطار أو فتح المجاري بالقرب من المسجد حتى تتصرف المياه ويسلم كبار السن من المصلين الذين يأتون مبكراً لصلاة الفجر قبل أن يسقطوا وتنكسر أرجلهم أو أيديهم. وما أكثر المواضيع المهمة والمحتاجة إلى التعليق يا مولانا.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي


‫3 تعليقات

  1. انتم الذين تريدون ان تضللوا بسطاء الناس في عقيدتهم و تظهروا الباطل في ثوب الحق.
    تريدون ان تنشؤا جيلا تائه بدون بوصلة توجهه و لا دلالات يتحسس بها سبيله.
    كل ما بالناس من عنت و ضنك و هوان ما هو الا بهوان حقوق الخالق عليهم و اعتبارها دون الأولوية.
    اتقوا سطوته في الدنيا قبل ان تلحدوا هدانا و اياكم الله
    حسبنا الله و نعم الوكيل

  2. هذا المدعو شيخ احمد متخلف و كمان منافق..اما رأى دهنسة الحكومة و انكسارها برئيسها و نائبه علي عثمان لجون قرنق الكافر عدييييل بعد ان خدعوا الناس بالجهاد ضده ؟؟ اولم تسلم الحكومة قوائم طويلة من اسمتهم الارهابين لامريكا ؟؟ او لم تسلم الحكومة الحالية جبهة تحرير اريتريا جناح فارح و جميعهم اخوان مسلمين للكلب اسياسي افورقي ؟؟ او تقتل الطلاب في الطرقات ؟؟ … او لم يتم تجويع الناس لدرجة الجنون ؟؟ او لم يغتني كل محسوبي الحكومة على حساب الشعب السوداني البائس ؟؟ هل هذا فعل مسلمين ؟؟؟
    امثالك يا ” شيخ ” حري به ان يتحدث بما لا يعلم او ينافق اولياء نعمته ..الاسلام و عدله و رحمته منك و من امثالك برااااااااااااااء..

  3. نحن شعب عاطفي جدا العلماني عنده الدين عبادات صلاة صوم الخ اما تطبيق الشرع على الدولة ككل يرون ذلك تخلف و رجعية فعقيدتهم فيها خلل كبير