الهندي عز الدين

هنيئاً لكم جنازة “فاطمة”.. لقد سقط النظام!!


لا وصف له عند كل عاقل أمين.. غير أنه سلوك بربري مشين.. ذلك الذي قابل به بعض منسوبي الحزب الشيوعي السوداني وزمرة من الرجرجة والغوغاء، مشاركة النائب الأول لرئيس الجمهورية ووالي الخرطوم ووالي شمال كردفان في عزاء الراحلة الكبيرة “فاطمة أحمد إبراهيم” بميدان الربيع بأم درمان أمس الأول.

{ متى كان الناس في السودان وفي غيره من بلاد الإسلام (يمنعون) المعزّين من أداء واجب العزاء لأهل المتوفى؟!
{ متى حدث هذا.. وفي أي عُرف.. في أي دين.. وفي أي أيديولوجيا.. أيها المنبتّون عن إرث شعبنا.. وأعرافه.. وتاريخه.. ودينه؟!
{ ومالكم لا تصلون على جثمان “فاطمة” أيها المتوضئون الأطهار، بعد أن غادر مكان الصلاة (الحرامية) و(الأنجاس) كما هتفتم في (تظاهرة الجثمان) العبثية.. الهمجية: (فاطمة دغرية.. وديل حرامية)!!
{ هل توضأتم قبل أن تتسللوا كالحرامية إلى “ميدان الربيع” استعداداً للصلاة على روح المرأة (الدغرية)؟ أم كنتم مشغولين بشحن بطاريات هواتفكم النقالة، وتجهيز كاميراتها لتصوير ما دبرتم له بليل، وكأنكم بفعلكم الصبياني القبيح إنما تسقطون النظام وتشعلون الثورة، وتحملون الرئيس وصحبه إلى المحاكم أو إلى (الدروة)، كما فعل “جعفر نميري” بقادة انقلاب 19 يوليو 1971م وسكرتير عام الحزب الشيوعي الرفيق “عبد الخالق محجوب”.

{ لا.. فالحقيقة الساطعة أنكم كنتم تتسترون في نهار (الأربعاء) وتحتمون بالنظام لتهتفوا، وأنتم موقنون أنه لا (أمن) سيمسكم ولا شرطة ستلقي القبض على أحدكم، ما دمتم في (حماية جنازة فاطنة) التي وجه رئيس الجمهورية بنقلها من “لندن” على نفقة الدولة، ملفوفة بعلم السودان، مفتوحة لها بوابة كبار الشخصيات بمطار الخرطوم.. مكرمة ومعززة في حياتها عندما كانت في السودان، عضواً بفرمان الرئيس في برلمان ذات (الحرامية)، ومكرمة بعد موتها بقرار نفس الرئيس الذي لم تُعتقل في عهده، ولم تُعذّب، ولم يشهد إعدام زوجها الرفيق “الشفيع أحمد الشيخ”!!

{ مات- والموت حق على الجميع- الكثير من (الرفاق) وكبار (الماركسية) و(المناضلين) من جميع أحزاب وحركات المعارضة، خارج السودان، فهل سمعتم أو قرأتم أن “البشير” وجه يوماً بنقل جنازاتهم في طائرة خاصة على نفقة الدولة؟! هل سألتم أنفسكم المغبونة وعقولكم الصدئة: لماذا “فاطمة” دون غيرها؟ لماذا “فاطمة” التي ماتت في الغرفة رقم (5) بدار رعاية صحية في بريطانيا، ولم تمت في أحضان (الرفاق) و(الرفيقات) ومناضلي عصر الوهم؟
{ ماتت “فاطمة” وهي خارج هياكل الحزب الشيوعي منذ سنوات طويلة، وما بينها وبين لجنتها المركزية ما صنع الحداد، لكنهم ودون حياء.. يهرعون اليوم إلى نعشها، يتكسّبون من جنازتها، ويستأسدون على “بكري” و”عبد الرحيم” و”هارون” في صلاة الجنازة، لأنهم لا يعرفون رهبة الموت، قلوبهم غلف.. وضمائرهم موصدة، ولم يتوضأوا.. ليغتسلوا من الغل والغبن والنجاسة!!

{ استأسدوا على الفريق أول “بكري” في جنازة، وهو الذي اقتحم سلاح المظلات في (رمضان) 1990، بعد أن سقط تماماً في أيدي ضباط حزب (البعث) وتنظيمات القوميين العرب، ثم هتف فيهم هتاف القادة الأشاوس الذين يحملون أرواحهم بين أيديهم، لا كهتاف الأراجوزات في ميدان الربيع: (أرضاً سلاح)!! فألقى الانقلابيون البعثيون سلاحهم رعباً وهلعاً.. وسقط (الانقلاب)!!
{ عفواً أيها الرفاق.. لقد احتميتم بجنازة “فاطمة”.. فهنيئاً لكم الثورة.. هنيئاً لكم الانتفاضة.. لقد سقط النظام!!

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي


‫2 تعليقات

  1. الله الله الله
    من الانصاف ان ترفع لك القبعات على هذا
    المقال الذي جعلت من رأس السكين قلما لكتابته
    كتبت و أجدت وافحمت
    لا قول بعد قولك

  2. يا سلام عليك … مقال رائع والله بحق … لقد انتصرت لقييم السودانيين وتسامحهم … وانصفت … لك التحيه