الفاتح جبرا

قال ايه (فيتنام)؟


في أبريل من العام 2013 وفي خطوة تاريخية في إتجاه دعم التعليم في السودان وقع كلاً من وزارة المالية والاقتصاد الوطني والبنك الدولي على اتفاقية منحة قدرها 76,5 مليون دولار أمريكي لمشروع تقوية تعليم الأساس في السودان ويهدف مشروع استعادة الوضع السليم لتعليم الأساس لتحسين بيئة التعلم في المناطق المستهدفة من خلال جملة خطط من بينها طباعة وتوزيع أكثر من 9 مليون كتاب مدرسي لكل التلاميذ في تعليم الأساس .
رصد البنك الدولي لعملية طباعة الكتاب المدرسي هذه مبلغ 2 مليون يورو ، وقامت الوزارة بالتعاقد مع (شركة هانوي للطباعة) وهي شركة في (فيتنام) وذلك لطباعة 5 مليون نسخة من الكتاب المدرسي .

لم تكتف الوزارة بالطباعة في (هانوي) بل أعطتها بموجب العقد الذي بينهما الحق في (تخليص الكتب) من الميناء وترحيلها وتوزيعها إلى ولايات السودان المختلفة (ليه ما تعرف؟) .
قومي يا شركة (هانوي) للطباعة في أكتوبر2016 إتعاقدي مع شركة فاديكس (لصاحبها فادي فاروق فارس) لترحيل (49) حاوية تحوي الكتب المدرسية من الميناء الى ولايات السودان على أن يتم التفريغ بمخازن وزارة التربية والتعليم في جميع الولايات أن تلتزم هانوي بسداد نفقات التخليص والترحيل (الوزارة ما داخلة في الموضوع) ! على أن تقوم المطبعة (بفيتنام) بسداد قيمة رسوم خدمات الترحيل والتخليص بدفع نصف المبلغ قبل بداية تنفيذ المشروع (وقد فعلت) ومتبقي المبلغ عند تسيلم آخر كمية في المشروع..

تم إستلام وتخليص أول شحنة من الكتب وإخطار الوزارة بذلك والتي طلبت إجراء فحص داخل الميناء وقبل خروج الحاويات للتوزيع على الولايات وذلك للتأكد من أن الكتب قد تمت طباعتها حسب المواصفات المدونة في العقد إلا أن شركة (فاديكس) بحسبانها (المخلص) قد خاطبت المطبعة (الفيتنامية) والتي رفضت إجراء أي فحوصات بل أمرت بتوزيع الكتب كما هي ، وبعد الإصرار على عملية الفحص أتضح أن هنالك تلاعبا في المواصفات وأن الكتب لم تطبع بالشكل الموضح في العقد (من قام بتزكية هذه المطبعة؟) !
تم إستلام وتخليص وتوزيع 90% من الكتب بواسطة شركة فاديكس وجميعها أثبتت الفحوصات أنها غير مطابقة للمواصفات .

قبل تسليم الـ 10 % التي تبقت من الكتب ، (عبارة عن 5 حاويات) قامت شركة فاديكس بالإتصال بالمطبعة (الفيتنامية) وأرسلت لها فاتورة بالمبلغ المتبقى (الجزء الثاني من السداد) إلا أن المطبعة لم تستجب للمطالبة (وعملت رايحة)!
قومي يا شركة (فاديكس) وعشان تضمن حقها المتبقى على الشركة الفيتنامية أطلبي من وزارة التربية والتعليم ممثلة في القائمين على المشروع إصدار خطاب من الوزارة يضمن سداد الجزء المتبقي للشركة لدى المطبعة في حالة إخفاق المطبعة في السداد وربطوا ذلك بتسليم آخر كمية متبقية من الكتب ، وبالطبع رفضت لهم الوزارة ذلك لأن الوزارة ببساطة ليست طرفاً في الإتفاق .
طوااالي قومي يا شركة فاديكس باتخاذ إجراء قانوني ضد المطبعة وحجز الكتب المتبقية في الخمس حاويات وتفريغها في مخزن مؤجر بواسطة الشركة .
تبعاً لذلك قامت الوزارة بتاريخ 8 أغسطس بفتح بلاغ جنائي بالرقم 204 المادة 180 (تملك جنائي) قسم شرطة الشاحنات بورتسودان ، بحسبان أن الكتب مملوكة للوزارة وأصدرت النيابة امراً بالقبض على كل من :

1/ فادي فاروق (صاحب شركة فاديكس لخدمات الشحن المحدودة) ورئيس مجلس الإدارة.
2/ خرستو نيكولا (مدير فرع بورتسودان لشركة فاديكس لخدمات الشحن المحدودة) !
الكتب لا زالت محتجزة … القصة أعلاه قامت بنشرها الزميلة (الإنتباهة) وتقصينا عن بعض تفاصيلها من مصادرنا الخاصة ، وتبقى قصة (فاديكس) و (هانوي) دي عاوزة تفسيرات خاصة في وجود مطابع كمطابع السودان للعملة التي دأبت على طباعة الكتاب المدرسي منذ سنين بكفاءة (يشهد العبدلله عليها) ، ووجود شركات تخليص وترحيل سودانية (100%) مشهود لها بالإنضباط !!
نحن بلا شك في إنتظار رد (ناس المشروع) بوزارة التربية والتعليم والسؤال (من هسسه) هو : هل ألزمتكم الجهة المانحة (البنك الدولي) بالطباعة في فيتنام ؟ وفي هذه (المطبعة) غير الملتزمة (تحديداً) كما الزمتكم بإعطائها الحق في تعيين جهة التخليص والترحيل بالسودان؟ وللا القصة فيها (دغمسة)…

كسرة :
قال أيه (فيتنام) !!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 89 واو – (ليها سبع سنوات و5 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 48 واو (ليها أربعة سنوات)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫3 تعليقات

  1. والله يا جبرا دغمسة فيتنام دي ما ليها حل
    هم الجماعه مشو فيتنام ليه ؟ عشان الموضوع يروح في كرعين الفياتكونغ ويوروكم الدغمسه الامها بت عم ابوها.

  2. قبل فترة زار وفد فيتنامي السودان ومن ضمن تصريحات مسئولينا بأن فيتنام أبدت رغبتها في الإستثمار في مجال البترول !! ؟ علماً بأن فيتنام ليست دولة نفطية ويعتمد إقتصادها على عنصرين أساسيين هما تصدير الأرز والسياحة حيث يرتادها ما لا يقل عن خمس ملايين سائح بجانب تصدير بعض المنتجات كالأسماك المجففة ، إذن ربما يقول مسئولنا الفيتناميين ديل أصحابنا كما قال مدير سودانير الأسبق الذي أهدى أصحابه نصف الناقل الوطني وخط هيثرو بتاعك !
    قبل فترة إستدعى البرلمان وزير النقل لسؤاله عن شركة تعمل في تأهيل السكة حديد للجزء الممتد من عطبرة ـ هيا ـ بورتسودان حيث إستلمت الشركة مبلغ 450 مليون دولار ولم تنفذ المشروع !! ومن المعلوم أن تنفيذ المشاريع لا يتم بهذه الطريقة إلا في سوداننا ، كما أن المبلغ مبالغ فيه لهذا الجزء فقط !! وبعده قامت شركات سميت بالوهمية بالإستيلاء على مخصصات الأدوية من البنك المركزي وليس من كشك ليمون ، والمضحك أن عدد تلك الشركات فقط 43 شركة !! وأعلن البرلمان بعضمة لسانه عن هروب أصحاب تلك الشركات للخارج ! ويعلن المراجع العام أن المال العام المعتدى عليه في ولاية الخرطوم مليون وستمائة ألف جنيه وليكون أكثر صدقاً يقول تم إسترجاع مليون وتسعمائة ألف جنيه منه !!
    إذا كان لابد من الطباعة في الخارج ، يفترض وجود إدارة قانونية بالوزارة أو مجلس الوزراء أو البرلمان أو أي دهية لصياغة وإجازة إتفاقية التعاقد على طباعة المنهج والتأكد من الشروط والمواصفات وطريقة الدفع والشرط الجزائي والحصول على ضمان بنكي من المطبعة تحتفظ به الوزارة لحين إستكمال العملية . الآن سوف يقوم البرلمان بإستدعاء مدير مطبعة هناي ويجيز تقريره في مرحلة القراءة الثانية ويبصم بالموافقة بالأغلبية النائمة ثم يطلب من المدير الاغتسال والتحلل ، حج مبرور وذنب مغفور !!