منوعات

البوست الأكثر تفاعلاً في “فيسبوك”.. مزاد أمريكي في (مايو).. (الدلالة) في السفارة


تصدر إعلان للسفارة الامريكية في الخرطوم، بشأن اقامة مزاد علني لبيع اغراض مختلفة تشمل (عوامة نيلية)، قائمة أعلى المنشورات التي تفاعل معها السودانيون في الأسبوع المنصرم.
ومن المؤكد أن التعليقات التي فاقت الألف تعليق، ستكون مثار دهشة طاقم السفارة، هذا بالطبع إن وجدت ترجمة انجليزية تقابل لغتها الموغلة في المحلية.
وتراوحت ردود فعل الأهالي، على إعلان السفارة في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بين التندر، والسخرية، وقليل جداً من الجدية.
أصل الحكاية
إعمالاً لمبدأ الشفافية، اعلنت السفارة الامريكية منتصف أغسطس الجاري، اعتزامها اقامة مزاد علني لبيع (أثاثات، أدوات منزلية، مكيفات اسبليت، بطاريات، اطارات، كمبيوترات، اسكانر، طابعات، وأغراض أخرى). وعلى الطريقة التسويقية السودانية الشهيرة قال الإعلان إن هناك مفاجأة تتمثل في بيع (عوامة نيلية اثنين محرك ياماها 85 مجهزة بالكامل). وحُدد للمزاد يوم أول أمس (الجمعة)، بضاحية مايو الشعبية جنوبي الخرطوم.
السؤال الأبرز
كان العامل المشترك الأبرز من قبل المشاركين، ما إذا كانت الخطوة ذات صلة بقرار أمريكي مرتقب في الثلث الثاني من أكتوبر المقبل، بشأن رفع العقوبات المفروضة على السودان بصورة كاملة.
كتب كمال صلاح: (ح يبيعو حاجات السفارة، خلاس راحلين، ويعني ماف رفع حظر). بينما قالت زينب علي: (انتو راحلين.. ورفع الحظر الفاتحين ليهو خشمنا دا فهمو ح يبقى شنو). وفي ذات الصدد ذهب نومان الذي قال: (بديتو تبيعو في عفشكم، كان كدي ناوين على تمديد العقوبات ودايرين تتخارجو).
أما التعليق الذي يعكس أشواق بعض السودانيين، فقال به علي شرف إذ قال: (وزعوا للشعب السوداني رفع الحظر ح يرد ليكم الجميل بتغيير أثاثات السفارة كل ستة شهور).
بواعث
ما الذي دفع السفارة الأمريكية لبيع أغراض تخصها في المزاد العلني. سؤال يمكن الإجابة عنه من خلال ردود عبد الله الحاج الذي كتب: (الجماعة فلسوا وقالوا السفير أربعة شهور ما قبض راتب وداير يبيع العفش). أما مصطفى حسن فعزا الأمر لارتفاع أسعار الايجار في السودان فكتب: (الجماعة شكلهم راحلين عشان عايزين منهم قسط الايجار بتاع السفارة). بدوره أشار محمد الأمين لحالة الغلاء التي تجتاح البلاد فقال: (ما فيها حاجة يبيعوا عفشهم في مزاد، ناس مفلسين وعايزين ياكلوا في الغلاء ده، يعملوا شنو يعني مش اخير من يسرقوا ولا يبيعوا سور السفارة؟).
وفي ذات البوست، ظهرت تعليقات طريفة عن سر المزاد، فمثلاً نبه محمد عمسيب إلى أن الهدف هو بيع الأغراض بالدولار في السوق الموازية، وكتب (رفعتو سعر الدولار عشان تجي تبيعو حاجاتكم بأسعار عالية وتربحو فيها). مضيفاً: (نحن ما تجار لكن بنفهم في المؤامرات).
بينما استبعد متداخلون ــ منهم ود آمنة ــ أن تكون فكرة المزاد أمريكية، فقال: (دا بكون واحد من الموظفين السودانيين قالوا ليه وديهن الكوشة قام عمل دلالة). وحذو النعل بالنعل، تقفى علاء الدين الحسن أثره، وقال (أكيد دا سوداني في الشؤون الإدارية جاب ليهم الفكرة دي).
لكن التعليق الذي ينتزع الابتسامة قسراً فخطه متداخل باسم هولاكو فقال: (الناس دي عملنا ليهم عقوبات اقتصادية وشكلها جابت نتيجة).
متفرقات
لن تصدق ما كتبه البعض عن أمنياتهم لمحتويات المزاد، فهو شيء لا مثيل له، وعصي على الترجمة. قال عدي سيف الدين: (ما في عروسات عمر 20 سنة، اللون أبيض، الشعر أشقر، الوزن 50، وما مشكلة بعلمها عربي). بينما كتب مناف (الإمبريالية ديل ما بلقي لي عندهم دولاب 3 ضلف). وتبعهم محمد الفاتح بقوله: (ما عندكم فيزا إن شاء الله اسكراب، استعمال دبلوماسي، أي حاجة). فالتوم بمداخلته: (داير مكيفات بس بشرط ما تطلع صينية). ثم حلّ صفوان هاشم الذي علّق (حصــل الجرد، دولاب موهوقني أصلي 499 جنيهاً) وأضاف: (يلا هذا قوووود برايس فور يووو).
وفي الصدد دعا محمد الفاتح زملاءه للمشاركة معه في شراء العوامة النيلية، وقال على طريقة الكمسارة الشهيرة: (يا جماعة طقطقوها، دايرين العوامة). بينما تساءل متداخل يطلق على نفسه “سلك” عن صفة الجاهزية الملحقة بالعوامة في الاعلان فقال (مجهزة بالكامل دي شنو، يعني معاها خياشيم ولا ح تدوني معاها سمكة).
أما الكتابات التي سترفع حواجب الدهشة الامريكية فخطها كل من صلاح علي الذي كتب: (بدور لى سماعة ايفون أصلية.. الفردتين يكونو شغالات). أما ابو الناجي فخط يراعه: (بلقى عندكم صاج عواسه وسِعن، العجب لو عندكم منقد ومرحاكة وجر ومشلعيب وسحارة)، خاتماً طلبه الموغل في المحلية والهزل بعبارة (جزيتم خيراً).
ودخلت أريج جاد الرضي بطلب غريب وكتبت: (أمي عندها طقم حلل استيل جداد كرت كرتونة، تعرضو ليها في المزاد و تاخدو كوميشن).
مقترحات
البوست لم يخل من مقترحات تجعل أصحابها في مصاف نجوم الكوميديا في السودان، وربما في الولايات المتحدة.
اقترح التوم مالك على السفارة استئجار ابوعرفان، وهو صاحب جميع الاعلانات الصوتية في المواقف العامة تقريباً وقال: (بقترح عليكم تجيبوا الزول بتاع الاعلانات الصوتية في موقف جاكسون عشان يحرك ليكم المزاد، إسكنر 80 جنيه، مكيف امريكي 90 جنيه، ووووا إسبلت امريكي 100 جنيه، ويا ماشي تعال غاشي).
بينما طالب أبوبكر أحمد بالقائمين على أمر المزاد بنشر صور للمعروضات للتأكيد على موثوقية البضاعة، وقال: (يا ريت الصور واثبات الشخصية، رقم وطني، ما يبقى لينا استلام مال مسروق أو مال مجمد).
بدوره دعا أيمن مدني أصحاب المزاد لأخذ حذرهم من (ناس المحلية). وعلى النقيض منه عدد محمد ياسر لأهل السفارة ما ينتظرهم من مدفوعات وقال: (ح تدفعوا ضريبة المبيعات، وقيمة مضافة، وأرباح أعمال، ودمغة جريح، وجمارك، ومحلية، وكمان رسوم زكاة).
رجاءات
ظهرت بعض الرجاءات للسفارة الأمريكية بوقف المزاد، فقال حامد حيدر بحرصه على (العدة) وقال: (المسيح فوقكم خلوها ماتبيعوها، عشان لما تتخارجوا، الغنية بتاعت ياغريب يلا لي بلدك ولملم عددك ما تبووظ).
بينما ظهرت روح النفير السودانية السمحة فقال فايز الطيب: (لا يا سعادة السفير معقول في السودان ونتفرج فيك تبيع في عفشك، بس وريني محتاج كم وأنا بسلفك رجعها على راحتك، ولو مكسوف نعمل ليك صندوق وشيل الصرفة الأولى).
امتعاض
عبر عدد من المتداخلين عن امتعاضهم من التعليقات في البوست، فقال صديق (دا إعلان لمزاد وبس، يعني مع احترامي للجميع، ما في داعي للعبط دا كله). وكتب وائل السيد: (مؤسفة الردود، والله يرحمك يا وطني).
وحذر آخرون من رصد السفارة لجميع المتداخلين، حد قول مجتبی محمد أن (ترامب يصدر أمراً تنفيذياً بالقبض على كل المعلقين في بوست صفحة السفارة الأمريكية بالسودان وذلك إثر عرض السفارة بعض حاجياتها للبيع في مزاد علني في مايو).
ولكن؛ غض الطرف عن كل تلك السجالات، فهو منشور يستحق أن تدور حوله نقاشات مستفيضة، كما ويستحق أن تتم فيه الاشارة الى الاصدقاء، لكونه قادر على سرق الضحكة في زمن مملوء بالهموم، بل والحرص على أن يكون في مكان علٍ، ولنا في ذلك التأسي بقول ابوبكر أحمد الذي كتب: (المسلمون.. ارفعوا البوست بالاستغفار.. والمسيحيون ارفعوه بذكر المسيح عليه السلام).

الخرطوم: مقداد خالد
الصيحة