الطيب مصطفى

شر البلية ما يُضحك!


سبحان الله ! والله إنه لأمر غريب أن يشن وزير إعلام دولة الجنوب مايكل مكوي هجوماً على السودان متهماً إياه وإثيوبيا بالضلوع في السعي لرفع الإقامة الجبرية المفروضة على زعيم المعارضة الجنوبية رياك مشار في جنوب إفريقيا ليتمكن من العودة إلى بلاده واصفاً ذلك بالكارثة الإنسانية وأنه سيطيل أمد الحرب في دولة جنوب السودان.

مكوي الذي نسي كل ما قدّمه السودان ولا يزال لدولته البائسة وشعبه المغلوب على أمره، يتجرَّد مُجدَّداً من الحياء ليهرف بذلك القول ويتهم السودان بالعمل على إطلاق سراح مشار بالرغم من علمه أن دولته (المعطوبة) ظلَّت منذ مولدها بل قبل ذلك بعقود من الزمان، تكيد للسودان وتستضيف الحركات الدارفورية المسلّحة وتدعمها بالسلاح وبغيره، بل وتقود التمرد المسلح في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ذلك أن الحلو وعقار وعرمان قواد Commanders يشغلون رُتباً عسكرية عليا في جيشها الشعبي (لتحرير السودان).

مكوي يقول ذلك، وهو يعلم أن الجنوب الذي غادَرنا بمحض إرادته لا يزال يُشكِّل عبئاً على مواردنا الشحيحة جراء عودة أكثر من مليون جنوبي من شعبه الجائع إلى السودان هرباً من الموت جوعاً أو من الحرب الأهلية التي تفتك به، ورغم ذلك يتّهم ويهاجم السودان بالعمل على (تحرير) مشار من إقامته الجبرية في جنوب أفريقيا.

ألم أقُل لكم إن تجربتنا الطويلة على مدى أكثر من نصف قرن من وحدة الدماء والدموع مع الجنوب ثم تجاربنا التالية منذ أن غادرونا إلى دولتهم أثبتت أنه لا جدوى من التعامُل الرفيق مع أولئك الناس؟!

قبل أيام قليلة كتبنا عن ما حدث في ولاية النيل الأبيض حين اغتصب لاجئو الجنوب الفارَّين من بلادهم المنكوبة عدداً من المعلّمات السودانيات بمنطقة وادي الورل، وأحرقوا بعض المنشآت والأغذية المعدَّة لإغاثتهم لا لسبب إلا لأن إشاعة كاذبة انطلقت بمقتل جنوبي متَّهم في قضية سرقة! أقسم بالله إن الكشف الطبي على أولئك المغتصبين أثبت أن بعضهم مصاب بالإيدز وبالتهاب الكبد الوبائي فهل من أذى أكبر من ذلك؟!

هكذا هم طوال تاريخهم المخزي في السودان حين كانوا يتمتَّعون بجنسيته، ثم بعد أن غادروه وأصبحوا أجانب.. يمارسون ذات الحقد والكيد لمن أحسن إليهم وأحسن وفادتهم، فمتى بربِّكم نفيق من غفلتنا ونُمارس السياسة بعيداً عن (الدروشة) التي ظلَّت تسود سلوكنا السياسي في مواجهة الأعداء؟!

لم يكتفِ الوزير الجنوبي بهذا الهتر، إنما مضى إلى القول إنه (كان على وزير الخارجية السوداني د. إبراهيم غندور أن يناقش معنا هذا الأمر)!

سبحان الله ! بالله عليكم يا من لا تستحون.. متى ناقشتُم السودان في أي أمر من الأمور منذ أن (فرزتم معيشتكم) عنا وأصبحتم دولة (مستقلة) بعد أن قلتُم فينا ما لم يقُل مالك في الخمر، ومن قال لك أيها الرجل إن السودان أو غندور ضالعان في موضوع فك الحظر عن مشار، وحتى إن فعل غندور ما تتَّهمه به أليس ذلك من حق السودان أن يتخذ الموقف الذي يراه ومن هو الأحق بأن يحصل على مساندة السودان.. مشار الذي لم نر منه كيداً أو تآمرًا علينا أم حكومتكم التي ظلّت تتربَّص بنا وتشن الحرب علينا وتؤوي وتساند عملاءها واتباعها وحلفاءها في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ممن لا يزالون يشنون الحرب علينا؟

أنسيت يا مكوي معارك وادي هور وقوز دنقو وقبلهما معارك هجليج وأب كرشولا والله كريم وغيرها مما فعله جيشكم الشعبي وحلفاؤه من حركات دارفور المسلحة وأتباعه في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟!

مكوي واصل هجومه الضاري لدرجة اتهام الرئيس البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ديسالين بدعم مشار في معركة القصر الرئاسي في جوبا والتي أوشكت أن تطيح سلفاكير!

بعد كل هذا الهجوم الضاري لا نستبعد أن يطل علينا بعد أيام وزير خارجيتهم دينق ألور ليخادعنا كما ظلّ يفعل طوال مسيرته السياسية الحافلة باللؤم والخداع، فهل ننخدع له وفاءً لإرثنا التليد في الانخداع لكل من هبَّ ودبَّ؟!

للأسف فإن قرارات كثيرة تتعلَّق بأمن العاصمة تُتَّخذ ولا تنفذ وآخرها قرار ولاية الخرطوم القاضي بنقل لاجئي الجنوب إلى حدود دولتهم بولاية النيل الأبيض.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫2 تعليقات

  1. يجب طردهم جميعا ورميهم في دولتهم التعيسة .هؤلاء للاسف المساكين خدعوهم السياسيين الخونة الحرامية من امثال مكوي ودينق الور.
    هؤلاء الحرامية قسموا مال البترول بينهم ووضعوها في بنوك أسيادهم الخواجات وتزوجوا من الخواجيات ورموا شعبهم الجعان الدول المجاورة.

  2. اسا سلفا طير جاي بعد العيد ليواصل اكاذيبه الناس ديل زمان اسياس افورقي نصحهم اهنموا ببلدكم وما تقربوا السودان لانهم بيعرفوا يدافعوا عن نفسهم لكن سلفا في مناسبه انفصال الجنوب قال ما بنسي دارفور والنيل الازرق ياخي اتذكر مواطنيك ومجاعاتهم وصحتهم اسا مش كان احسن لكن وصلتوا مرحله الاعوده وبقي سلفا بيحكم جوبا بس قربتوا تتلاشوا كدوله ما دوله فاشله بس ما واارد تفهموا الدرس لانو فهمكم طويل حتستمروا بالكواريك والشكوي وكل مره متلاشين