تحقيقات وتقارير

السفير الروسي الراحل ”ميرغاياس شيرينسكي”.. في سطور


الخرطوم – محمد عبد الباقي

حين انتهت مدة السفير”أنور بيك فزيليانوف” سفير روسيا الاتحادية بالخرطوم قبل عامين تقريباً خيم الحزن على كثيرين ممن عرفوا الرجل عن قُرب، وتأثروا إيما تأثر بمغادرته الخرطوم.

مرد ذلك الحزن أن الجميع كان يتوقعون توقف محاولات تطوير العلاقات بين البلدين التي ازدهرت كثيراً إبان حقبة السيد فزيليانوف الذي تمكن خلال فترة عمله بالخرطوم من تذليل مصاعب جمة وإزاحة عقبات بحجم الجبال كانت تحد من تطور العلاقات السودانية الروسية جراء سوء التفاهم بين النظامين الحاكمين في العشرين عاماً الماضية، لكن المفاجأة التي جعلت الكل يطمئن إلى عدم توقف الخطوات الحثيثة التي خطتها العلاقات الثنائية هو اعتماد أوراق (ميرغياس سوفيتش شيرنسكي) سفيراً فوق العادة ومفوضاً للاتحاد الروسي لدى جمهورية السودان خلفاً لفزيليانوف.

وقد عمد شيرينسكي المولود في عام 1954 منذ وصوله إلى الخرطوم إلى إكمال ما بدأه سلفه، فاهتم كثيرا بالجوانب الاقتصادية في علاقة البلدين ليقينه أن الاقتصاد هو رأس رمح الروابط بين الشعوب وقد صرح بهذا خلال حوار أجريناه معه، حيث قال: “نهتم كثيراً بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ليقيننا أن العلاقات حين تُبنى على المصالح المتبادلة بين الشعوب يمكنها أن تسهم في تحسين الجوانب السياسية دون عنت يذكر”.

هذا ملمح من تفكير السفير الراحل (ميرغياس سوفيتش شيرنسكي) الذي لم يمهله الموت طويلاً ليحقق ما يصبو إليه فتوفي  (الأربعاء) الماضي بمنزله في الخرطوم إثر سكتة قلبية مفاجئة.

وبإمعان النظر في ما حققه شيرنسكي خلال مدة عمله القصيرة في الخرطوم نجد أنه ساهم في دفع البلدين لتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة في مجال النفط والتعدين تحت مظلة اللجنة الوزارية الاقتصادية الروسية السودانية، بجانب أنه كان مهتماً بشدة بفتح أسواق للحوم السودانية في روسيا وإنشاء بنك روسي سوداني لتسهيل المعاملات التجارية بين البلدين، كما صرح بذلك.

كذلك حقق الراحل أهدافاً مهمة في مجال التعليم والمعرفة فقد دعم وبسخاء مكتبة قسم اللغة الروسية بجامعة الخرطوم، وزاد عدد المنح الأكاديمية للدراسات ما فوق الجامعية التي تقدمها روسيا للطلاب السودانيين.

يذكر أن الراحل عمل في مطلع حياته العملية في سفارة الاتحاد السوفييتي بمصر بين الأعوام (1977-1978) ومنها انتقل للعمل في اليمن من عام (1978) حتى (1982م) وبين الأعوام (1991 ـ 1993) عاد للعمل مستشاراً لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في اليمن؛ وفي الأعوام (1993 ـ 1996) تبوأ منصب القنصل العام في جدة، بالمملكة العربية السعودية، أما في الفترة بين (2001 ـ 2002م) فقد شغل منصب نائب الممثل الدائم للاتحاد الروسي في اليونسكو، باريس؛ وعمل في الفترة بين (2002 ـ 2006م) نائباً لمدير دائرة التاريخ والسجلات بوزارة الخارجية ومنها انتقل في الفترة بين (2006 ـ 2013م) للعمل سفيرا للاتحاد الروسي في جمهورية رواندا ومن رواندا جاء مبعوثا ومفوضا سفيرا فوق العادة لروسيا الاتحادية لدى السودان.

 

صحيفة اليوم التالي