الطيب مصطفى

مبارك المهدي المُتيّم بإسرائيل!


كم حزنت أن يخوض السيد مبارك المهدي في أمر فلسطين بتلك الصورة العنصرية الكريهة التي فتحت الباب على مصراعيه لردود فعل غاضبة من جانبي الشعبين السوداني والفلسطيني لتُحدث بعض التباعد بينهما ولتدفع بعض السودانيين لاتخاذ مواقف متطرفة من القضية الفلسطينية برمتها.

أكثر ما أحزنني ليس رأي مبارك حول التطبيع مع إسرائيل إذ إن مثل ذلك الموقف المتطرف متوقع من الرجل صاحب التاريخ الحافل بالمفاجآت والآراء الصادمة، وما تصريحاته حول قصف مصنع الشفاء الذي تعرض لقصف صاروخي ظالم في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلا مثالاً لشخصيته المثيرة للجدل، ولكن ما فجعني أكثر هذه المرة تلك العبارات العنصرية والسوقية التي لا تشبه رجل دولة بخبرته الطويلة في دهاليز السياسة ومن ذلك مثلا قوله : (الفلسطينيين – يحفرون – للسودانيين في الخليج) وحديثه عن أن (حماس) صنيعة إسرائيلية وأن القضية الفلسطينية هي السبب في تخلف العرب وغير ذلك من العبارات المثيرة للدهشة.

أبدأ بردة الفعل المتداولة في الأسافير حول بعض ردود الفعل العنصرية الصادرة من بعض الفلسطينيين وبالرغم من أنني لا أستبعد حدوث (فبركة) وعبث من الاستخبارات الإسرائيلية لإحداث فتنة وتباعد بين الشعبين فإنني كذلك لا أنفي احتمال صدور تلك التغريدات من بعض السُذّج وأنصاف المتعلمين من أبناء فلسطين الذين لا يدركون أبعاد ما يمكن أن تُحدثه تلك التغريدات الساذجة، لكن دعونا نتناول الأمر بصراحة أكبر بعيداً عن العواطف (الشوفونية) الضيقة ونبدأ بالسؤال : هل صدور بضع تغريدات عنصرية من بين ملايين الفلسطينيين يمكن أن تُتخذ مقياساً أو حُجة يُعمّم بها الهجوم على جميع أبناء الشعب الفلسطيني بل ويدفع الغاضبين إلى اتخاذ مواقف (انتقامية) من القضية الفلسطينية التي ينبغي أن يتم التعامل معها على أسس مبدئية لا شخصية؟.

نرجع لكلام مبارك وإلى العبارات (الشماسية) التي استخدمها في هجومه على القضية الفلسطينية مثل (الحفر)! وسأتجاوزها سريعاً لأنها لا تستحق التوقف عندها، أما الحديث عن عمالة (حماس) التي استشهد شيخها المقعد الشهيد أحمد يس وعدد كبير من شبابها الذين نشروا ، بامكاناتهم الهزيلة ، الرعب (والإرهاب) في نفوس بني صهيون فأني والله لأخشى من غضب رباني يُصيب من يتهكم من أولئك الشهداء الصديقين ويتهم أولئك المجاهدين الربانيين بالعمالة، لأن اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ .

أخي مبارك .. ليتك تعلم أن غاية هذه الدنيا ليس فقط الأكل والشرب والمتع المادية التي تتعارك في سبيلها البهائم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ).

وإذا كانت المبادئ لا تعنيك والمقدسات والأرض والعرض لا تحتل شيئاً من اهتماماتك حتى ولو كان جدك الكبير الذي منحك من اسمه ورمزيته ما جعلك تتقلب في نعيم الزعامة ومراقي المكانة ، قد جيّش لها الجيوش وهزم من خلالها بريطانيا العظمى فإن من حق الآخرين أن يروا ما لا ترى بل أن من حقهم أن يُخوِّنوا من يسخر من تلك المعاني الكبار والمبادئ العظيمة التي بُعث الرسل من أجل إعلائها.

أود أن أسأل الأخ مبارك ..أيه رأيك في مقولتي التالية المعاكسة تماما لقولك : والله إن عاصمتي الخرطوم لا تحتل عندي مقام أرض تحتضن المسجد الأقصى الذي خلد ذكره قرآن ربي سبحانه والذي أسرى بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه قبل أن يعرج منه إلى السماء بل الذي كان قبلة صلى نحوها الرسول الخاتم وأصحابه (16) شهراً قبل أن يتحولوا إلى المسجد الحرام بمكة؟.

ذلك موقف عقدي يا مبارك لا يزحزحني عنه (حفر) بعض الفلسطينيين لأبناء السودان بل أنني لن أبدله حتى لو شن الفلسطينيون الحرب على السودان أو قتلوا أبنائي وأهلي وعشيرتي لأنها قضيتي كمسلم كما هي قضية الشعب الفلسطيني.

إنه دين يا مبارك وسنظل ننافح عن الأقصى وأدعو الله تعالى أن يمكنني من الصلاة فيه بعد أن تُحرّر أرضه من دنس أعدى أعداء الله تعالى.

أما موقفك وأنت وزير بل ونائب لرئيس الوزراء فإنه خطأ يستحق المحاسبة أو الاستقالة، ولا يجوز لوزير في أية حكومة في عالمنا هذا أن يخرج على سياسة دولته خاصة في القضايا الإستراتيجية المتعلقة بالسياسة الخارجية لكنه السودان بلاد العجائب والغرائب.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. اخي الطيب السودان تحمل اكثر مما يستطيع بسب هذه القضية التي لم نكون في يوم من الايام مسئول عنها.
    وتحمل السودان الحصار والدمار والجوع .
    والسلطة الفلسطينية لها علاقات طيبة جدا مع إسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين كل يوم يلاقوا اليهود بالأحضان والفبلات.
    وخلال فترة الحصار لم نجد غير اخوتنا الأفارقة بجانب السودان ونشكرهم جزيل الشكر.
    اما الفلسطينيين وجدنا منهم السخرية والسباب والشتم.
    والشعب السوداني عرف الصديق عند الشدة وهذه من حسنات الحصار .
    وانت لست قريب لفلسطين اكثر من الاردن ومصر.
    الشعب السوداني لن يتحمل من الآن مصائب الفلسطينيين وكل واحد يشوف مصلحته وين.

  2. بالله شوفوا الزول دا انفضح كيف . انت كنت تكره الجنوبيين السودانيين ابناء بلدك وظللت تنادي بالانفصال حتى تحقق ذلك وكمان ضبحت ليك عجل كرامة . وهسه جاي تتعاطف مع الفلسطينيين الذين ينظرون للزول السوداني بكل ازدراء ويستكثروا عليه كلمة عربي ؟؟؟؟؟ سبحان الله . لماذا تكره ابن بلدك وتكره الاجنبي الذي يزدريك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا مع مبارك الفاضل .

  3. الطيب مصطفى انت عايش وين؟ انت لسة من زمن القضية الفلسطينية وفزاعة اسرائيل؟؟