رأي ومقالات

د. أمين حسن عمر: لماذا لا نصالح اسرائيل (اجابة معادة على مداخلات انهزامية)


المشروع الاسرائيلى للمنطقة العربية هو مشروع تجزئيي تفتيتى تهجيرى لتخلو الأرض الموعودة لمن وعدوا بها.وسياسة اسرائيل تجاه السودان هى امتداد لذات الإستراتيجية فى المنطقة . وما قامت به اسرائيل تجاه العراق وماهى فيه منهمكة فى القيام به فى سوريا ولبنان من أوجه نشاط غير مرئية هى ما ظلت تفعله فى السودان منذ عقود طويلة .وكان أحد ثماره المرة هو تؤاطؤ اسرائيل واليمين الجديد فى أمريكا على فصل جنوب السودان .وكذلك العمل فى مناطق الهشاشة التى أعدتها السياسة الاستعمارية لتكون هى الأجزاء التى ينتقص من قبلها السودان من أطرافه.
العقدة الأسرائيلية فى دارفور:
أصبحت محاضرة آفى دختر وزير الأمن الاسرائيلى الأسبق والتى عبر فيها بالصراحة التامة عن استراتيجية اسرائيل لتفتيت العالم العربى هى المرجع الذى يُحال اليه كل متشكك فى النوايا التدميرية الاسرائيلية . ففى حديثه عن الساحة السودانية التى أفرد لها آفى دختر حيزا كبيرا أجاب أولاً عن السؤال لماذا تُعطى اسرائيل السودان كل هذه الاهمية ؟ بالقول إن البعض فى إسرائيل قد يتساءل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية ؟ ولماذا نتدخل فى شؤونه الداخلية فى الجنوب سابقاً وفى الغرب دارفور حالياً طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافياً وطالما أن مشاركته فى الصراع مع إسرائيل معدومة أو هامشية وإرتباطه بقضية فلسطين حتى نهاية الثمانينات يُعد غير ذى بال. فيقول إجابة على السؤال فى أنه يتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفي لتقديم إجابات على هذه التساؤلات التى تطرح من قبل سياسيون وإعلاميون سواء فى وسائل الإعلام و أحياناً فى الكنيست .إن إسرائيل حين بلورت محددات سياستها وإستراتيجيتها حيال العالم العربى ، انطلقت تلكم الاستراتيجية من عملية إستجلاء وإستشراف للمستقبل وأبعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالى إلى ماقد تؤول إليه الأمور. وفى شأن السودان فإنه بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من المتوقع دائماً أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية . لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيوية و صراعات وحروب أهلية فى الجنوب إستغرقت ثلاثة عقود ثم جاء الصراع فى دارفور و أفرزت النزاعات صراعات حتى فى المركز الخرطوم وتحولت عبر التطورات إلى أزمات مزمنة فوتت الفرصة على نمو السودان ومنعت تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر فى البيئة الإفريقية والعربية. وكان التقدير فى اسرائيل منذ بداية إستقلال السودان فى منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربى لأن موارده إن أستثمرت فى ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب. وفى ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الإختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة وتعمل على أن تتفاقم هذه الأزمات ولتنتج أزمات جديدة تتطور لتكون معضلة يصعب معالجتها فيما بعد. وقد كان السودان يشكل دائما عمقاً إستراتيجياً لمصر. وهذا الأمر ظهر بصورة جلية أثناء و بعد حرب الأيام لسنة 1967 عندما تحول السودان إلى قاعدة لتدريب وإيواء السلاح الجو المصري والقوات البرية. وجدير بالذكر ايضاً أن السودان أرسل قواته إلى منطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف التى شنتها مصر منذ عام 1970 – 1968 . لذلك كان من المحتم أن نعمل على إضعاف السودان وإنتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة وأعان على ذلك إنه بلد يمور بالتعددية الإثنية والطائفية وشكل هذا المنظور الإستراتيجى الإسرائيلي رؤيتنا واصبح ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومي الإسرائيلي.وقد عبَّرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة (جولدا مائير) إبان توليها وزارة الخارجية عندما قالت إن إضعاف الدول العربية الرئيسية وإستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى إطار المواجهة مع أعدائنا . وهذا يحتم علينا إستخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى . وأوضحت إن إسرائيل مع بعدها الجغرافى عن العراق والسودان سوف تضطر لإستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفرص والثغرات فى البيئة الإجتماعية والسكانية في ذينك البلدين .ويذكر آفى دختر أن جميع رؤساء الحكومات فى إسرائيل من بن غوريون وليفى أشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحيم بيغن ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الإستراتيجى فى التعاطي مع السودان الذى يرتكز (على تفجير بؤر وأزمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب ومن بعد ذلك فى دارفور). هذا الخط الإستراتيجي كانت له نتائج مشجعة أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكرياً وإقتصادياً قادرة على تبوء موقع صدارة فى البيئتين العربية والإفريقية.وأما عن دارفور فالأمرالمعتمد هو التركيز على ذات المبدأ الإستراتيجى ففى دارفور تدخلنا فى إنتاج المشكلة وتحويلها الى أزمة وتصعيدها وكان ذلك حتمياً وضرورياً حتى لايجد السودان المناخ والوقت لتركز جهوده بإتجاه تعظيم قدراته. فما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود فى السودان يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود بمثابة مقدمات لتنفيذ منطلقاتنا الإستراتيجية التى تتلخص فى حقيقة إن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل لاسرائيل من سودان قوي وموحد وفاعل.
ونحن بالإضافة إلى ذلك نضع فى إعتبارنا وفى صميم إهتمامنا حق سكان الجنوب فى السودان فى تقرير المصير والإنعتاق من السيطرة ومن واجبنا الأدبي والأخلاقي أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور ، وحركتنا فى دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمي وعلى نشاط أجهزة معينة. فالمجتمع الإسرائيلى بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وإمتداداتها فى الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور. ويحاول دختر أن يعطى مظهراً اخلاقياً لهذه الاستراتيجية التدميرية فيقول :
(إن الموقف الذى أعبر عنه بصفتى وزيراً إزاء ما يدور فى دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصي وشعبي ورسمي. من هنا نحن نوجد هناك فى دارفور لوقف الفظائع وفى ذات الوقت لتأكيد خطنا الإستراتيجي من أن دارفور شأنها شان جنوب السودان من حقها التمتع بالإستقلال وإدارة شؤونها بنفسها ونحن نساعد على وضع حد لنظام السيطرة والتهميش المفروض عنوة من قبل نظام الخرطوم.) ويشير دختر بوضوح للتحالف الأوربى الأمريكى الذى صنعته اللوبيات الاسرائيلة لتصعيد الوضع فى دارفور فيقول : إن صانعى القرار فى البلاد كانوا من أول المبادرين إلى وضع خطة للتدخل الإسرائيلى فى دارفور 2003 . والفضل فى ذلك يعود إلى رئيس الوزراء السابق اريائيل شارون . فقد أثبتت الاحداث صواب النظرة الثاقبة لشارون النابعة من فهمه لمعطيات الوضع السودانى خصوصاَ والوضع فى غرب إفريقيا عموماً. وهذه النظرة كان شارون قد عبر عنها فى كلمة قاطعة ألقاها خلال إجتماع للحكومة فى عام 2003 عندما قرر (حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآليات والوسائل وبنفس الأهداف التى تدخلنا بها فى جنوب السودان . ويقول دختر فى إشارة للتحالف والتفاهم الأوربى الأمريكى المصنوع إسرائيليا إنه لمن حسن الطالع إن العالم يتفق معنا من إنه لابد من التدخل فى دارفور إجتماعياً وسياسياً و وعسكرياً. لقد كان الدور الأمريكي فى دارفور دور مؤثر وفعَّال ومن المتوقع أن يسهم أيضاً فى تفعيل الدور الإسرائيلي وإسناده ، وكنا سنواجه مصاعب فى الوصول إلى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى عن الدعم الأمريكي والأوروبي.وسعى اسرائيل لتحقيق ما تحقق لها فى جنوب السودان فى دارفور ليس هدفاً مخفيا فقد أجاب دختر فى ذات المحاضرة عن ماهي نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته الصعبة فى الجنوب وفى الغرب والإضطراب السياسي وعدم الإستقرار فى الشمال وفى المركز ؟وهذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق الجنرال إفرايم سنيه. فرد ديختر عليه بالقول (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة عازمة على التدخل المكثف فى السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار إستقلال إقليم كوسوفو. لماذا يختلف الوضع فى جنوب السودان وفى دارفور عن وضع كوسوفو.فسكان هذين الإقليمين يريدون الإستقلال وحق تقرير المصير وقد قاتلوا الحكومة المركزية من أجل ذلك(وقد ختم آفى دختر مداخلته عن الشأن السودانى ونذكر أنها حدثت قبا إنفصال الجنوب بالقول : (أريد أن أنهي تناولي للمحور السوداني فى هذه المحاضرة بتأكيد أن إستراتيجيتنا التى ترجمت على الأرض فى جنوب السودان سابقاً وفى غربه حالياً إستطاعت أن تغير مجرى الأوضاع فى السودان نحو التأزم والتدهور والإنقسام .أصبح من الصعب الآن الحديث عن تحول السودان إلى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التى نطلق عليها دول المواجهة فى إسرائيل. السودان فى ظل أوضاعه المتدهورة وصراعاته المحتدمة فى جنوبه وغربه حتى فى شرقه غير قادر الآن على التأثير بعمق فى بيئته العربية والإفريقية لأنه متورط ومشتبك فى صراعات ستنتهى إن عاجلاً أو آجلاً بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول مثل يوغسلافيا التى إنقسمت إلى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا ، ويبقى السؤال عالقاً متى يحدث ذلك ؟ ويجيب دختر (بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان فى طريقه إلى الإنفصال لأن هذا هو خياره الوحيد وهو بحاجة فقط لكسب الوقت لإقامة قواعد للدولة الجديدة فى الجنوب. وقد يتحقق ذلك قبل موعد إجراء الإستفتاء عام 2011 إلاَّ إذا طرأت تغيرات داخلية وإقليمية قد تسهم فى تسريع تحقيق هذا الخيار أو ربما تؤدى الى تأخيره.) وبإنفصال الجنوب تشجعت إسرائيل كثيراً للمضى فى إستراتيجية شد السودان من أطرافه فى دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان الأعلى ليتفكك الى كيانات ودويلات على نسق التفكك البلقانى .و يشير الكاتب الفرنسى بيار بيان والذى كتب كتاباً عن الحالة السودانية للتدخل الدولى السلبى يشير الى هذه الإسترتيجية الإسرائيلية بالقول (إنه بعد التجربة المأساوية الأميركية في الصومال فإن الولايات المتحدة قررت التوقف عن التدخل المباشر ولكن الخرطوم كانت تعتبر من وجهة نظر إسرائيل ولكن أيضا الولايات المتحدة الأميركية بعد وصول الفريق البشير إلى السلطة ومعه الدكتور الترابي تعتبر أنها خطيرة جدا وكان لا بد إذاً من تشجيع قادة الدول المجاورة للسودان أي أريتريا وإثيوبيا وأوغندا ثم رواندا وزائير لإقامة ذاك التحالف المقدس والذي سيكون أحد أهدافه قلب النظام في الخرطوم. هذا التحالف لم ينجح فقد وقعت حرب بين إثيوبيا وأريتريا، وكما إن لوران ديزيريه كابيلا الذي كان بمثابة ألعوبة بين أيدي أوغندا ورواندا انفصل عنهما وبالتالي فإن التحالف المقدس تفكك لكن أوغندا كانت قد أصبحت دولة مركزية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لأنه لو نظرنا إلى الخريطة سنجد أن لجنوب السودان حدودا مشتركة مع أوغندا وانطلاقا من هذه الدول وكذلك من أريتريا وإثيوبيا فإن عمليات سرية نفذت في جنوب السودان وبدأت كل تحركات زعزعة استقرار الجنوب بغية فصله ومنذ عام 1983 أي حين بدأ موسيفينى التمرد فإن إسرائيل ثم بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية إعتبرت أنه أصبح شخصا مهما ويمكن أن يأخذ القيادة فشجعته وبات منذ ذلك الوقت الرجل المعتمد فى المنطقة والحليف الأفضل للدول الثلاث أي إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة وكان أحد أهم الأهداف المنصوبة له مراقبة الخرطوم وتشجيع حركات التمرد في جنوب السودان.

بقلم
د. أمين حسن عمر


‫3 تعليقات

  1. ومع ذلك لن تفهم الغربان التي تنعق عندنا بالتطبيع مع اسرائيل ان التطبيع لن يوقف سياسات اسرائيل في تفتيت السودان واضعافه لان هذه خطة استراتيجية واسرائيل لا تضمن ما يمكن ان يؤول اليه الحال في المستقبل لذلك لن تتخلى عن هذه الاستراتيجية مهما دفع السودان من ثمن لها ومهما تنازل لها فهي ستاخذ ما يعطيه لها السودان لكنها سرا ستنفذ استراتيجتها التدميرية فيه بنفس الوتيرة السابقة.

    الان هي تتورط كثيرا في جميع الدول التي طبعت معها بنشاطات مضرة بهذه الدول واللعب عبر عملائها داخل هذه الدول وعبرهم تنفذ كل استراتيجياتها الموضوعة اصلا سابقا وقبل التطبيع بالعمل على تدمير واضعاف هذه الدول فالتطبيع لا يحلب الخير من اسرائيل بل ستجد اسرائيل موطئ قدم جديد لها تفعل عبره جميع سياساتها العدوانية تجاه الدول العربية والاسلامية فهي عدوها اللدود والابدي (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فكل ما تطلبه اسرائيل منك هو فقط الاستسلام ليس لمصالحتك بل لكي تذبحك.

    نتمنى ان تفهم الغربان ذات العقول الصغيرة التي تنعق عندنا.

  2. نحن غير مؤهلين لإقامة علاقات مع دولة الكيان الصهيوني لاسباب عديدة منها:-
    اولا ان حكومتنا غير وطنية ومخترقة من قبل الفساد والعمالة لجهات متعددة ولابعد حدود ،،
    ثانيا الاوصاف اعلاه تنطبق على كل حزب من الأحزاب السياسية السودانية بلا إستثناء وان كانت بدرجات مختلفة تزيد وتنقص حسب عقيدة الحزب
    ثالثا مكونات الشعب السوداني غير متجانسة ومتنافرة وما زلنا مجتمعنا رعوي بدائي فيه الكثير من العنصرية والإستقطاب القبلي والجهوي ،، والحكومة وكل الاحزاب تستغل هذه السلبيات لمصالح حزبية قصيرة النظر.
    رابعا الطبقات المتعلمة والتكنوقراط في السودان تسيطر عليها العادات والتقاليد السودانية والتي هي اساسها المجاملات والمحسوبية وتفضيل النفس وذوي القربى على المصلحة العامة،، مما يجعل تطور بلادنا امرا صعبا للغاية.
    خامسا الوطنية في السودان ما زالت في طور جنيني لانها مكبلة وممنوعة من النمو والتطور للأسباب المذكورة أعلاه ،،، بالإضافة لصفة الغيرة والحسد المنتشرة بشدة،، وادت الى هروب الكثير من النابغين والمبدعين والطموحين من السودان
    لكل هذه الاسباب فإن إقامة علاقات مع دولة قوية مثل الكيان الصهيوني سيوفر لها إيجاد موضع قدم شرعي لإحداث المزيد من الدمار ببلاد السودان..
    نحتاج الى ثلاثين او اربعين عاما من الإصلاحات الجذرية في أخلاقنا ومعتقداتنا وفكرنا قبل ان نكون مؤهلين لإقامة هذه العلاقة مع الكيان الصهيوني.
    والله عز وجل هو الحافظ والهادي إى سواء السبيل.

  3. يا شارد ما وارد الله كلامك عين الحقيقة لو كل الناس في بلادي بتفكيرك ده ما اقول نقود العالم لكن نكون مثال لكتير من الدول تسلم الطن الجابتك