سياسية

الرئيس في شطايا وفور برنقا.. رسائل لا تحتاج للإجابة


في أغسطس المنصرم كانت الجولة الحاسمة لنائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن رئيس لجنة جمع السلاح والعربات غير المقننة بولايات دارفور الخمس وولايتي شمال وغرب كردفان،

والتى شدد من خلالها على ضرورة الاسراع في جمع السلاح الذي انتفت اسباب وجوده في ايدي المواطنين بتلك الولايات وبقية ولايات السودان، وبدأت اللجان في تلك الولايات عملها قبل حلول شهر سبتمبر الحالي بدءاً بجمع السلاح من الادارة الاهلية والقوات شبه النظامية، لتتواصل مراحل جمع السلاح بصورة سلمية قبل ان تتحول الى قسرية في حال رفض البعض تسليم سلاحه، وتبعاً لهذه الخطوات اغلق السودان المعابر التى يهرب منها السلاح والعربات ذات الدفع الرباعي حتى تتم السيطرة على السلاح الموجود داخل الاراضي السودانية، فيما شدد نائب الرئيس في كل اللقاءات النوعية التى اجراها على جدية الدولة في مسألة جمع السلاح والعربات غير المقننة، الا ان اغلاق الحدود مع دول الجوار قد يشكل بعض المشكلات خاصة للحركة التجارية بين السودان وتلك الدول.. في هذه المساحة نقدم قراءة للحال الآني لولايات دارفور، الى جانب الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية لبعض ولايات دارفور وما تخفيه تلك الزيارة من مفاجآت.
إغلاق ثم فتح مع تشاد
قبل عطلة عيد الأضحى المبارك اغلقت ولاية غرب دارفور حدودها مع الجارة تشاد بعد مقتل ضابط واصابة عدد من الجنود اثناء مطاردتهم مهربين دخلوا حدود دولة تشاد، والقى هذا الحادث بظلاله على العلاقة بين الجارتين، خاصة ان تشاد تعتمد بصورة كبيرة على السودان في استجلاب المواد التموينية وغيرها من ضرورية الحياة، وظلت الأجهزة الأمنية بغرب دارفور تقوم بدور كبير جداً في تأمين الحدود من ناحيتين الاولى منها منع تهريب البضائع من السودان لتشاد بعدد من الطرق الملتوية، وثانيهما منع دخول العديد من الممنوعات القادمة من تشاد وغيرها من الدول الافريقية في السودان، وفي اقليم وداي استخدم والي غرب دارفور عصا الترهيب وجزرة الترقيب للجارة تشاد، واحاط الهجا الجانب التشادي علماً بالإجراءات التي تقوم بها الحكومة السودانية هذه الايام في دارفور وكردفان في اطار جمع السلاح من ايدي المواطنين, وقال في هذا الاطار: (اصدرنا قراراً معنا بموجبه دخول اي مواطن تشادي في الاراضي السودانية يحمل سلاحاً، بالاضافة الى عدم دخول الرعاة التشاديين، لأن دخولهم ومعهم سلاح يعرضهم الى الخطر)، وطالب الوالي القوات التشادية بالقبض على مرتكب الجريمة وأن يسلم للقوات المشتركة، ومن بعدها تبدأ اجراءات حل القضية، وظلت الاجهزة الامنية ترصد كل التحركات غير الرسمية من بعض ضعاف النفوس، ويرى عدد من المراقبين ان وضع ضوابط من الجانب السوداني على البضائع التى تدخل تشاد قد يحد بصورة كبيرة من تهريب البضائع الى اقليم وداي ومنه الى انجمينا، واشار المراقبون الى ضرورة تفعيل المنطقة الحرة بالجنينة وتوفير كافة الامكانات لها من اجل استفادة الاقتصاد السوداني منها.
زيارة لوضع النقاط على الحروف
امس الاول كان والي غرب دارفور فضل المولى الهجا في زيارة شبه رسمية الى مدينة ادري الحدودية، والتقي فيها حاكم اقليم وداي لمناقشة العديد من الملفات بين الجارتين، ولعل ابرز ما تناوله ذاك اللقاء ضرورة التنسيق بين الجارتين للحد من التهريب الذي يضر بمصالح البلدين، الى جانب إحكام القبضة على الحدود لمنع دخول البضائع المهربة بما فيها الاسلحة والعربات غير المقننة التى يتعامل معها الجانب السوداني بحزم شديد، فيما يرى بعض المحللين ان زيارة الهجا الى اقليم وداي تعتبر خطوة استباقية لتأمين الحدود قبل الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية الى ولاية غرب دارفور، واشار المحللون الى ان زيارة الرئيس التى كان مقرراً لها الشهر المنصرم تأجلت لعدد من الاسباب، اولها أن يكون برنامج جمع السلاح قد قطع اشواطاً بعيدة في الولاية، وثانيهما أن يكون فصل الخريف قد هدأ قليلاً، خاصة ان برنامج الزيارة يتضمن زيارة محلية فو ربرنقا الحدودية مع افريقيا الوسطى التى تبعد مسافات بعيدة عن عاصمة الولاية الجنينة، فيما أوضح عدد من المراقبين ان زيارة هذه المحلية الحدودية تحمل رسالة الى اهل تلك المنطقة بأن رئاسة الجمهورية تولي المحليات الحدودية اهتماماً كبيراً جداً، بدليل زيارة رأس الدولة لهم وافتتاح عدد من المنشآت الخدمية التى تسهم في استقرار مثل تلك المحلية الحدودية.
بلاغات القتل والتهريب
منذ ان بدأت حملة جمع السلاح والعربات غير المقننة في ولايات دارفور سجلت محاضر الشرطة انخفاضاً كبيراً في بلاغات القتل العمد والنهب، فيما دعا نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن الطلاب خلال معايدة قطاع الطلاب بالوطني للتفاعل مع الحملة من خلال منابرهم المختلفة، وقال إن حماية الرعاة والمزارعين في مناطق النزاعات القبلية التي يستخدم فيها السلاح مسؤولية الدولة في المقام الأول، وذلك بفرض هيبتها بالقانون في جمع السلاح والعربات غير المقننة التي تستخدم في القتل وغسل الأموال والتهريب. فيما كشف مصدر ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ ان دخول العربات غير المقننة من ليبيا الآن اصبح يشكل خطورة على حياة المواطنين، وقال انه قبل ايام ضربت قوات حفتر اربع عشرة عربة كانت في طريقها لشمال دارفور، ودعا المصدر لجنة جمع السلاح والعربات غير المقننة للإسراع في عمل اللجنة حتى تتجه ولايات دارفور للتنمية بعد الحرب الطويلة التى دمرت كل شيء.
ما بين الرئيس وشيخ موسى هلال
من المتوقع أن يبدأ رئيس الجمهورية زيارة الى ولاية شمال دارفور، ومن المؤكد ان اهم ملف خلال هذه الزيارة سيكون جمع السلاح والعربات غير المقننة، ويرى عدد من المراقبين أن الوفد المركزي الذي زار الولاية لمقابلة الشيخ موسى هلال في معقله في منطقة مستريحة بالولاية خلال الايام الماضية، قد يمهد الطريق لانهاء الخلاف بين شيخ موسى ولجنة جمع السلاح. وتوقع البعض ان يكون هناك لقاء يجمع رئيس الجمهورية بموسى هلال، خاصة ان شيخ موسى يكن الكثير من الاحترام والتقدير لرئيس الجمهورية، وله الكثير من الشواهد التى تؤكد محبته واحترامه الشديد لرئيس الجمهورية، وربما تكون زيارة الرئيس للولاية بداية لنهاية جمع السلاح في دارفور وكردفان الذي اصبح يشكل هاجساً امنياً كبيراً وعبئاً على الاجهزة الامنية في تلك الولايات.
ما بين شطايا وقريضة وتنمية الحجر
نهاية هذا الأسبوع كان والي جنوب دارفور آدم الفكي يقدم تنويراً للنائب الاول لرئيس الجمهورية حول العديد من المشروعات التنموية في ولايته، وقبلها يطمئنه إلى الاوضاع الامنية بالولاية التى شهدت استقراراً كبيراً مع حملة جمع السلاح والعربات غير المقننة، فيما قال الفكي إنه في خواتيم هذا الشهر سيزور رئيس الجمهورية ولاية جنوب دارفور في زيارة ايضاً مؤجلة من الشهر المنصرم، وربما تتشابه اهدافها مع بقية زيارة الرئيس الى ولايات دارفور الاخرى، حيث الهم الاول فيها متابعة مراحل جمع السلاح، ومن ثم معرفة الى اين وصلت المشروعات التنموية الى جانب افتتاح بعضها. وسيزور الرئيس خلال زيارته للولاية محليتي شطايا وقريضة وبعض معسكرات النازحين. وأكد الفكي أن ولايته تشهد استقراراً أمنياً كبيراً خاصة بعد عمليات جمع السلاح، فيما يرى عدد من المراقبين ان ولاية جنوب دارفور تسير بخطى متسارعة في مشروع جمع السلاح والعربات غير المقننة، واشاروا الى أن قرار جمع السلاح منطقي وضرورة للرجوع إلى الوضع الطبيعي، والعمل على التنمية وبسط السلام والأمن الاجتماعي، والعمل على تحقيق الأمن الشامل في جنوب دارفور، وطالب المراقبون جميع المواطنين بالاستجابة لنداء جمع السلاح، لأن الدولة قادرة على بسط الأمن للمواطنين، وأن وجود السلاح في أيدى المواطنين مهدد للأمن القومي والاقتصادي.حسناً إن زيارة رئيس الجمهورية الى جنوب دارفور تحمل العديد من الرسائل، خاصة أنه سيزور أكثر من محلية، والرسالة الأولى هي أن جنوب دارفور تعيش في امن واستقرار كبير، مما جعل الرجل الأول في الدولة يتجول في محلياتها البعيدة منها والقريبة، والرسالة الثانية تؤكد أن تلك المحليات شهدت تنمية، وهذا لا يتم إلا بوجود الأمن والاستقرار، الى جانب رسالة الى العمد والمواطنين بصورة عامة، وهي أن جمع السلاح اصبح واقعاً تتابعه الدولة عبر لجنة يرأسها الرجل الثالث وهو نائب رئيس الجمهورية.

الانتباهة


تعليق واحد

  1. المفروض بعد ما السلطات السودانية تجمع السلاح تنزل بيان وتنشره على الشاشات السودانية بأنه أي زول بعد ذلك سيوجد معه سلاح أو يتمسك معاه سلاح سيعتبر من الحركات المتمردة المسلحة وستتم محاكمته ولن تقبل منه أي مبررات لوجود السلاح معه .