رأي ومقالات

(احتضار) عقد الجلاد !


كلما تحدثنا عن فرقة عقد الجلاد وما تعاني من (ويلات) خلال الأعوام الماضية، يخرج علينا بعض (مطبلاتية) الفرقة ويوسعوننا بالشتائم و(البذاءات)، ذلك الأسلوب (السطحي) الذي يهدفون من خلاله لـ(تغبيش) الحقائق و(عزل) جمهور الفرقة عما يدور داخلها من فوضى (غير خلاقة).

نعم، هناك من يسعون بكل السبل والوسائل المشروعة و(غير المشروعة) لإلهاء جمهور الفرقة وشغلهم عن (الفوضى) التي تدور داخل مملكة (أصحاب الياقات الخضراء)، تلك (الفوضى) التي أسهمت في الإطاحة بأفضل أربعة أصوات مرت على الفرقة خلال السنوات الماضية، وهم الخير آدم ومحمد عبد الجليل وهاني عابدين ورانيا محجوب، قبيل أن نتفاجأ مؤخراً بغياب مفاجئ للصوت المختلف (زولو) والذي يبدو أنه سينضم إلى قائمة (ضحايا الفوضى).

ما الذى أصاب عقد الجلاد..؟…وكيف تحولت من فرقة (تجمع) الناس حولها إلى أخرى (ينقسم) الناس عليها..؟…بل من هو المسؤول عن تمزيق (رسالة) الفرقة الفنية وتحويلها من فرقة (رسالية) إلى أخرى (تجارية)..؟…وأخيراً…لماذا يصمت مؤسسو الفرقة عما يدور..؟…ألا يعلمون أن صمتهم ذاك يمكن أن يمثل لوحده (دليل إدانة)..؟

نعم، (صمت) مؤسسي الفرقة عما يحدث سيجعل الكثير من جمهور الفرقة يوجه أصابع الاتهامات لهم، ويحملهم المسؤولية الكاملة تجاه كل (الجراح) التي أثخنت جسد الفرقة خلال السنوات الأخيرة وجعلته عرضة لبكتيريا (الفناء).

شخصياً، كنت واحداً من (مدمني) ارتياد حفلات عقد الجلاد، وكنت استمتع جداً بالوقوف في (طابور التذاكر)، بل كنت من أكثر الناس حرصاً على الجلوس في مقعد يجاور (الساوند سيستم) وذلك للاستماع لكل (صولة) وكل (دوزنة) حتى وإن كانت خافتة، لكنني مؤخراً فضلت الابتعاد عن ارتياد تلك الحفلات، لا لشيء ولكن لاحتفظ بـ(أفيون) ذكرياتي الجميلة مع تلك الحفلات، ذلك (الأفيون) الذي صرت مجبراً على تعاطيه بعد أن هزمني (واقع) الفرقة، هذا (الواقع) الذي لا يسر عدواً ولا حبيباً، لكنه يسر بعض (المنتفعين) وبعض أصحاب المصالح (الخبيثين) -والذين ذكرناهم في مطلع هذا المقال-.

عقد الجلاد (تحتضر)، هذا هو العنوان الأنسب لوصف الحال الآن، وهو وصف حقيقي لا يحمل أياً من صيغ المبالغة أو التهويل، يكفي للتدليل على ذلك الانحسار الملحوظ في شعبية وجماهيرية الفرقة، إلى جانب (الأصوات المتواضعة) التي وجدت لنفسها مكاناً وسط الفرقة في غياب (المؤسسية) و(استئساد) الفوضى، وأخيراً، يكفي ذلك (الحزن) الذي نلمحه في عيون (الجلادة الحقيقيين) كلما جاء اسم الفرقة عابراً لتضاريس مسامعهم.

قبل الختام:
لن نوجه أي اتهامات لأي شخص، لكننا بالمقابل لن نقبل بـ(الصمت) كإجابة، لذا أرجو أن يخرج مؤسسو الفرقة ويضعون لنا النقاط على الحروف، فعقد الجلاد ليست ملكاً لأحد، هي (الابنة الشرعية) لذوق الشعب السوداني، و…(أظن أن هذا يكفي).!

شربكة أخيرة:
ما خايف المطر…
يتحاشى الضهاري الراجية قولة خيرا…
ولا خايف المطر…
يمشي على الصحاري تلمو في بشكيرا…
ولا خايف العشم…
يتناسى العشامى ونيما ياكل نيرا…
ولا خايف النفس…
تتذكر نفسها وتنسى يوم حِدّيرا…
خوفي على البلد…
الطيب جناها وقمنا في خُديرا…
شاحدك يا كريم…
لا يحصل خراب لا أرجى يوم ودّيرا…

بقلم
أحمد دندش


تعليق واحد

  1. الفرق الجماعية عادة لا تعمر .. اين ابا واين بونى ام واين يوبى 40 واين البيتلز .. كلها فرق سادت ثم بادت .. تغيير الوجوه المستمر هو ما ساعد عقد الجلاد البقاء كل هذا الوقت الطويل فى بلد متململ .. تختفى وجوه وتظهر اخرى وتظل عقد الجلاد مجموعة ذات رسالة .. اسئلتك وجهتها لمؤسيسيها .. اين هم ؟؟ حتى مؤسيسيها غادروها ولم يبق منهم غير واحد .. إحتراف النقد يحتاج الى شخص متعمق يعرف تشخيص الأمور لا شخصنتها فى هيئة خواطر !!!