رأي ومقالات

حمدي يوضح ..!!


:: ومن الحكم النوبية التي ترجمتها – للناطقين بغيرها – تصلح مدخلاً لقضية اليوم، هي تلك التي تقول : ( لاتهدر زمنك وجهدك في مطاردة إنسان ولج حقل الذرة، فإن موسم الحصاد حتما سيظهره للجميع).. فالأهل هناك لايسترقون السمع للقيل والقال ولايصدقونه، ولايبنون عليه أحكامهم ..ولو جاءهم أحد بالقيل والقال في أمر ما، ينصحونه بأن يدع هذا الأمر حتى موسم الحصاد .. أى لاترهق نفسك بالبحث عن صحة تفاصيل الهمس أو كذبها ، فإن قادمات الأيام التي دائما ماتكون (حبلى بالحقائق) ..!!

:: وبزاية الخميس الفائت، تعليقاً على خبر إعادة التوقيت الأصلي – و الساعة المجرورة – كما كان، قلت أن المستشار الرئاسي السابق عصام صديق كان قد أخلى مسؤوليته عن خطأ (جر الساعة)، ثم حمًل المسؤولية للنائب الاول السابق علي عثمان محمد طه، ووزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، والمحبوب عبد السلام وعبد الرحمن نور الدين.. وكتبت بالنص : عقد الدكتور عصام الصديق مؤتمراً صحفياً خصيصاً – بمركز طيبة برس في فبراير الماضي – ليخلى مسؤوليته عن خطأ (جر الساعة)، ثم ذكر تلك الأسماء بهذه الزاوية ..!!

:: وتوضيحاً لما ورد في تلك الفقرة، تلقيت الرسالة التالية : ( الأخ الطاهر ساتي، تحية طيبة، جاء في عمودكم – إليكم – بتاريخ الخميس 7 أغسطس 2017، نقلا عن السيد عصام الصديق، أنني كنت بين الذين دفعوا بدعوة تقديم الساعة.. ارجو نشر التوضيح التالي : أولاً لم احضر المؤتمر الذي أشار اليه عمودكم والذي قرر البكور، كنت خارج السودان.. ثانياُ، تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر، وأخذت معي أوراق الدعوة، وأرسلت رأيي في فاكس مطول من لندن .. وكان رأيي أن نعمل فقط بنظام التوقيت الشتوي والصيفي، وإذا كانت وثائق المؤتمر محفوظة ارجو النشر هذا الفاكس ..وشكرا..عبد الرحيم حمدي ).

:: هذا توضيح حمدي، فله الشكر .. وربما تردنا توضيحات الآخرين، ليبقى السؤال القديم : ( كلكم يبكي، فمن سرق المصحف؟).. ولكن كما ذكرت، فأن الزمن سوف يظهر الكثير من الحقائق، ليس حول هذا الأمر فحسب، بل كل الأمور التي كان الحكم الخاطئ فيها لمزاج فرد.. فالدول المتحضرة والناهضة تحضرت ونهضت بأحكام المؤسسات، وكان يجب الإقتداء بتلك الدول لترتقي بلادنا وشعبها.. ولكن باختزال المؤسسات – بعد تغييب الخبراء وأهل الشأن – في شخوص، يكون هذا ( القرار الخاطئ).. ولو بحثنا في دهاليز التربية والتعليم أيضاً، لن نتفاجأ بأن التخلص من مرحلة دراسية كاملة – بجرة قلم – هو (قرار فرد أيضاً)، وليس بقرار صادر عن (عقل مؤسسي) .. !!

:: ليس من العقل إبقاء التلميذ في فناء مدرسة ( تسع سنوات)، ولا أن يرافق ويصاحب الأطفال صبياناً على أعتاب المراهقة.. والمؤسف أن مخترع دمج المرحلتين – الإبتدائية والمتوسطة- يعلم أن السواد الأعظم من مدارس الريف(مختلطة)، و مع ذلك لم يفكر هذا العبقري في مغبة أن يصبح صبياً مراهقاُ زميلاً لطفل أو طفلة .. وكثيرة هي مآسي قرارات الأمزجة والأهواء (فردية)..وعليه، حين يكون الحديث عن اصلاح أجهزة الدولة – المرفوع شعاراً منذ مؤتمر الحوار الوطني- فكل المطلوب هو إعادة أجهزة الدولة إلى (ما كانت عليها).. ومن المحن أن تحلم الدول بالمضي إلى (الأمام)، بيد أن الحلم هنا العودة إلى (الوراء )..!!

الطاهر ساتي


تعليق واحد