الصادق الرزيقي

كاشا والنيل الأبيض


ساعات قضيناها هناك في النيل الأبيض يوم أمس، ما بين ربك وكوستي وطريقة الوالي د. كاشا الفذة والناجعة في التعاطي مع قضايا الولاية وهموم مواطنيها، وليست النيل الأبيض اليوم كما كانت، تعيش الولاية مصائرها،

تتجلى في خريف هذا العام السخي رغباتها في إدراك ما يدرك من خدمات ثم وضع الأرجل على مسار التنمية، ولا تخفى التطلعات المشروعة لمواطني هذه الولاية الغنية وهم يتخطون عتبات الأسئلة الملحاحة والجلوس على الرصيف يتمتعون بالفرجة المحايدة والناقدة على ما يجري في المضمار السياسي والمشهد مليء ومتخم باللاعبين من كل صنف ولون .

> سواء اتفقت مع كاشا أو اختلفت معه، فقد أرسى في فنون التواصل الجماهيري وسلاسة الإدارة نهجاً محموداً ومحبوباً بلا تنطع أو تعالٍ أجوف كما يفعل بعض الساسة من ذوي التيجان المزيفة، والجماهير تحب هذا النهج الفعَّال الصادر عن قيادة تسوسهم في رفق وتفصل في قضاياهم بحزم .
> في ولاية النيل الأبيض وجه جديد، تتبدى منها صورة زاهية، مشروعات طرق تربط كثير من أجزائها وشتيت أصقاعها، لا تخطئ العين حجم مشروعات البنى التحتية وهي عماد التنمية، وتجاهد حكومة الولاية في بناء الطرق داخل المدن وخارجها ومشروعات المياه والكهرباء خاصة في الأرياف المنهكة، ووصل ما يقطع في فصل الخريف من أطراف نائية أو قريبة من الطرق القومية، وهناك المدارس والمشافي والمراكز الصحية، وربما تكون خطة الولاية التي يجري تنفيذها هي الأضخم في تاريخها .

> وفي مدينة كوستي يجري تنفيذ واحد من أكبر مسارح البلاد يسع لما يقارب الخمسة آلاف متفرج، فغير خشبة المسرح وملحقاتها هناك صالات ومضيفات وصالات استقبال لكبار الزوار، وهذا المسرح يمثل أهم المعالم الحديثة والمرافق التي تعنى بالفنون والآداب والثقافة، وسيكون لهذا المسرح أثر كبير في دفع العمل الإبداعي وتطوره في مدينة وولاية ظلت تفتقد لهذا النوع من منصات الإبداع.

> وفي ربك استاد عالمي لمضمار سباق لا مثيل له في السودان، ويسع الاستاد خمسة وعشرين ألف متفرج مقصورته الرئيسيّة بمصاعدها الكهربائية ونظامها الحديث، وسيتم تركيب الكشافات الحديثة والنجيل الاصطناعي الحديث، كما يجري في ذات الوقت تشييد استاد حديث في كل من الجزيرة أبا، وتحديث استاد الدويم واستاد كوستي القديم وملاعب أخرى تحوذ بها الولاية على ستة استادات تجرى عليها أية منافسات محلية وقومية ودولية .
> وما يلاحظ في كوستي وربك حجم النظافة بعد أن عانت هاتان المدينتان من تردٍ مريع في صحة البيئة وتراكم النفايات والبرك الآسنة والأوساخ، فجهد كبير بذل للتخلص من الأكياس والمخلفات البلاستيكية والاهتمام بالنظافة، لكن مازال الطريق طويلاً.

> وخفتت حدة الخلافات السياسية في الولاية لكنها لم تتلاش بالمرة، ومرد ذلك الى شعور الجميع بألا طائل وراء أية خلافات مناطقية أو جهوية تؤدي إلى تراجع خطوات الولاية إلى الخلف، فجبهة المؤتمر الوطني هادئة، ولا نزاع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولم تعد السياسة تحقق مكتسباً بحجم ضجيج مجالسها وهدير صراعاتها، كما أن نمط القيادة الشعبوية الذي يمثله الوالي يجعل الرهانات قائمة على الجماهير وغمار الناس، فضلاً عن أن بيدر السياسة يبدو قاحلاً تتضاءل فيه الفرص .

> مع كل هذا، أمام كاشا تحديات كبيرة، فهو يحتاج إلى كوادر وقيادات في الخدمة المدنية وقطاع الخدمات، وأيضاً هو في حاجة لتنشيط ملف الاستثمار وفتح أبواب ولايته لتنمية مواردها وزيادة إيراداتها وتحقيق طموحات أهلها، فالأهم أنه والٍ يمتلك قوة جذب جماهيرية وقدرات ذاتية ورؤية مطمئنة إن توفرت لها شروط وجوب.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. من يقرأ تقارير الوفد الصحفي للولايات يكاد يجزم بأنهم يكتبوا عن مناطق في الولايات الحقيقية ( سيد الإسم ) أي الولايات المتحدة الأمريكية أو من ألمانيا وليست ولايات في أفريقيا أو آسيا . تجليخ وتلميع وتبييض حتى كاد الوالي أن يكون عمدة نيويورك. ماذا عن المستشفيات التي إحتوت عظام ضحايا الإسهالات المائية مثنى مثنى في عنقريب واحد تحت البرندات ! كيف يشرب المواطن مياه ملوثة في ولاية إقترن إسمها بالنيل ! ( أولى لك فأولى ) أيهما أولى المستشفيات أم المسارح أم سبعة أمتار ظلط يذوب من أول جردل من مياه المطر أم السدود الترابية المغشوشة التي ترتعش بمجرد سماع صوت السيل في كردفان .

  2. فعلا ماتت الصحافة و الصفيين يا عميد الصحافة .. اسال اي مواطن اغبش.. منهك ..مريض ..جائع .. امي في اطراف كوستي او ربك عن معنى مسرح او استاد من المؤكد انه لا يعرفه و لا يهمه ان كان هنالك مسرح او استاد اولمبي
    مواطن النيل الابيض لا تنقصه اقامت دورة مدرسية ناجحه او غير ناجحة
    اخرجوا من الاستراحات الولائية و اذهبوا الى اطراف كوستى و ربك دعك من الريف