تحقيقات وتقارير

وضعه في مقدمة الدول الأفريقية أمنا .تقرير (نمبيو) عن السودان …مسمار في نعش الادعاءات


فاجأ موقع نمبيو (Numbeo) العالمى المهتم برصد وتصنيف الظواهر والقضايا بجانب تحليل البيانات والاحصاءات المتعلقة بالجريمة والسلامة في مختلف دول العالم ، المهتمين بالشان السودانى ، بتصنيف جديد وضع فيه السودان فى مقدمة الدول الافريقية الاكثر أماناً من حيث معدلات الجرائم.
ويصدر المؤشر بصورة نصف سنوية تقريبًا ؛ يجري العمل عليه طوال العام ويستصحب عددا من القضايا والظواهر المهمة ، ويُنشر تقرير عنها كل ستة أشهر، لقياس معدلات الجريمة في الدول، وأحيانًا في العواصم أيضًا ، ويتضمن تصنيفًا لـ117 دولة من دول العالم بترتيبها من الدول التي تتركز فيها المعدلات المرتفعة لمستوى الجريمة بأشكالها المختلفة، إلى الدول الأقل في معدلات الجريمة.
ووفقا للموقع العالمى ، جاء السودان في المرتبة الأولى في افريقيا برصيد 35.05 نقطة، تليه تونس ب 40.94 نقطة، غانا 46.99 والمغرب 48.89 نقطة،فيما احتلت قطر المرتبة الأولى في الترتيب العالمي برصيد 84.30 نقطة، تليها سنغافورة 83.42 نقطة ، تايوان82.76 نقطة وأستراليا 80.75 نقطة.
ويعتبر مراقبون موقع (نمبيو)، واسمه اللاتيني «NUMBEO» مصدرا جيدا للحصول على معلومات عن مؤشرات التلوث البيئي، مستوى الجريمة والانشطة الاقتصادية ، ويعد واحدا من أكبر مواقع بنوك المعلومات ، ويهتم الموقع فى احصاءاته وبياناته بالجريمة العابرة بما فيها الاتجار بالبشر والمخدارت والسلاح .
تصنيف السودان كأفضل الدول الافريقية امنا وسلامة فيه اقرار ضمنى بدور الاجهزة الامنية السودانية فى كبح جماح الجريمة ويأتى فى ظل واقع استثنائي ، تنتظر فيه (الخرطوم) تنفيذ الادارة الامريكية وعدا برفع كامل للعقوبات الامريكية المفروضة على السودان منذ 1996 ، ويتزامن مع تقرير دفع به الامين العام للامم المتحدة غوتيرش عن وضعية القوات الهجين فى دارفور المعروفة بـ (يوناميد) ،حوى ـ بحسب مراقبين ـ مؤشرات ايجابية .
الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما بعيد رفعه الجزئي للعقوبات الاقتصادية يناير الماضى كان قد حدد ستة اشهر مهلة لاجراء تقييم للاوضاع توطئة لرفعها بشكل كامل ولكن وبانقضاء المهلة وولاية (اوباما) الذى خلفه دونالد ترامب لم تف الادارة الامريكية بوعدها رغم اقرار مؤسساتها الامنية بتنفيذ (الخرطوم) للاشتراطات والتى من بينها احتواء الصراعات العسكرية الداخلية ، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتحسين دخول المساعدات الإنسانية.
الادارة الامريكية بحسب بيان وزارة خارجيتها منتصف يوليو الماضى عادت وحددت ثلاثة اشهر اخرى تنقضى فى اكتوبر المقبل كمهلة ،وبررت ـ فى تناقض واضح ـ البت في قرار رفع العقوبات بشكل دائم عن السودان ، بسبب ما اسمته «سجله في مجال حقوق الإنسان وقضايا أخرى» حددتها فى الصراع الداخلى والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتحسين دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة من الحرب.
استاذ العلاقات الدولية د. الرشيد ابراهيم محمد ابراهيم ،قال ان تصنيف موقع (نمبيو) لا يبتعد عن الواقع المعاش ودول الاقليم تشهد صراعات وحروبا مقابل ما يشهده السودان من استقرار ،مؤكدا ان التقرير استند على زيارات لمنظمات الامم المتحدة ومنظمات دولية طوعية وقفت على حقيقة الاوضاع بالسودان ،وقال : التقرير ليس بعيدا من الاجواء الحالية. دول الاقليم مأزومة بالصراعات والمشاكل والسودان مقارنة بمحيطه الافريقي هو الافضل.
ومضى الرشيد فى حديثه لـ (الصحافة) الى ان معايير موقع (نمبيو) ينظر الى الجرائم العابرة والمنظمة واستطرد: وحتى لو وقف على الجرائم العادية سيتخذ نفس الموقف ،مشيرا الى ان السودان دولة ممر ولايوجد به نشاط لاى شكل من اشكال الجريمة العابرة ولا يستفيد منها بأى شكل من الاشكال ،واكد ان التقرير اقر حقائق موجودة على الارض مستصحبا عدم حدوث اى اعتداءات على مسؤولين اجانب او اى من السفارات الاجنبية. ولم يستبعد الرشيد تأثير التقرير على موضوع رفع العقوبات الامريكية عن السودان رغم تأكيده ان الامر تخطى قرار رفع العقوبات الى ميقات رفعها ،وقال : الموضوع الان ليس رفع العقوبات فهذا قد حسم وانما ميقات رفعها،لكنه عاد وقال ان الادار الامريكية احيانا تعتمد على تقارير المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى ،لافتا الى ان التقرير سيدعم موقف السودان .
بعد اقتصادي
وبعيدا عن تأثيرات التقرير المحتملة على موقف السودان والعقوبات الامريكية المفروضة عليه ،ربما يرسل التقرير اشارات ايجابية وتطمينات تسبر غور مخاوف رأس المال الاجنبي وتحفزه للاستثمار بالسودان .
الخبير الاقتصادى د. يوسف خميس اكد ان الصورة السالبة عن السودان التى قال ان الاعلام الغربي استطاع ان يروج لها اثرت سلبا على اقتصاد السودان من حيث احجام المستثمرين الاجانب عن الاستثمار فيه خوفا على رؤوس اموالهم ،مشيرا الى ان تقرير (نمبيو ) من شأنه ان يعمل على تغيير تلك الصورة غير الحقيقية ـ بحسب تعبيره.
ومضى يوسف الى ضرورة استغلال مثل هذه التقارير لتصحيح الصورة فى ذهنية المستثمر،وقال فى حديثه لـ (الصحافة) : لابد من استغلال مثل هذه الاشادات المستحقة لتحسين صورة السودان ،واضاف: ما ذكره التقرير حقيقى والاعلام الغربى نجح فى تشويه صورة السودان زورا وبهتانا .
ونبه يوسف الى ان عدم استقرار الاوضاع الامنية يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد ويتسبب فى احجام رؤوس الاموال عن التدفق .

تقرير : متوكل أبوسن
الصحافة


تعليق واحد