رأي ومقالات

فضائح الحزب الشيوعي ومنافقيه


عاد قادة الحزب الشيوعي في أيام عيد الأضحى المبارك ليرددوا عبر الصحف ووسائط التواصل الاجتماعي حديثهم الممجوج حول تشييع الراحلة فاطمة أحمد ابراهيم ومحاولتهم استغلال الحدث لترديد شعارات أكل عليها الدهر وشرب، ظناً منهم أن ما فعلوه موقف يحسب لنضالهم المزعوم ضد الحكومة.

> عادوا ليصعدوا على حساب سمعة امرأة تخلوا عنها في أصعب سنوات عمرها بموقف مخزٍ كتب عنه الدكتور صلاح البندر كلماته الشهيرة: «الغرفة رقم خمسة .. معلمة الأجيال في طريقها الآن للسودان. ولكن لن أنسى أنها عاشت في وحشة وعزلة وتجاهل. كنت أتألم أن هذا الرمز يقابل بكلِّ هذا الإجحاف ونكران الجميل. كتبت لقيادة الحزب الشيوعي وناشدت العشرات وكتبت في الإنترنت أناشد إنقاذ فاطنة من وحشة بيت العجزة في لندن، ولم يرد علي شخص واحد! للتاريخ وللذين يغالطون ويكذبون واقعة أنها عاشت سنواتها الأخيرة وحيدة، وللتاريخ أرسل لك بيت العجزة وغرفتها. فضيحة بجلاجل للحزب الشيوعي السودانى ومنافقيه».
> ثم أرسل البندر صورة الملجأ ورقم الغرفة التي تزينت بصورة فاطمة أخت صلاح وزوجة الشفيع.
> الآن تجيء تصريحاتهم مبررة أن لا حرج في إيداع العجزة بهذه الدور، وهم الذين نفوا قبل ذلك أن تكون فاطمة دخلت إحداها حتى فجر فيهم د. البندر القنبلة وجعلهم يسيرون بلا هدى ويتخبطون في تصريحاتهم وتصرفاتهم أثناء التشييع.
> الشيوعي كتب شهادة وفاته بيده عندما أطلقت حناجر كوادره الهتافات في ميدان الربيع، ظناً منهم أن تشييع فاطمة سيتحول لتظاهرة. ولكن ما حدث كان أشبه بـ «فجة الموت» التي تتلبس جسد الميت قبل أن يودع أهله الوداع الأخير.
> يحاولون اليوم التبرؤ من كوادرهم التي فعلت ذلك، ويقولون بمنطق أعوج إنهم لم يتلقوا التوجيهات لفعل ذلك من القيادات العليا وربما لا ينتمون للحزب، وربما كانت مجموعة دفعها الظلم لفعل ذلك.
> تصريحات مرتبكة ومتضاربة تحاول بها قيادات الحزب تجميل الوجه والمواقف المخزية التي كان آخرها ما حدث لفاطمة في حياتها وعند مماتها، الأمر الذي أدخلهم في دوامة من الخلافات والتوترات فشلوا في إخفائها برغم استخدامهم السافر لمساحيق النضال والإخلاص.
> ولكن ما حدث لفاطمة من تنصل وهجران وتنكر هل هو جديد على كوادر الحزب الشيوعي؟. لا وألف لا . بل كرروه أكثر من مرة.
> نذكرهم بالماضي القريب عند رحيل أحد القيادات الفكرية للحزب المرحوم (عمر مصطفى المكي) الذي رفضوا نعيه في صحيفتهم الناطقة باسم حزبهم، ثم واقعة ضرب وشتم كادر من كوادرهم المفصولة، جاء لحضور مراسم دفن القيادي قاسم أمين دون أن يراعوا لإعاقته وظروفه الصحية.
> أما واقعة الاعتداء التي تعرَّض لها سوداني مقيم في لندن من قبل قيادي بالحزب في المملكة المتحدة وإيرلندا، فكانت نقطة التحوُّل في العلاقة بين الحزب وبعض المتعاطفين معه في تلك البلاد البعيدة.
> وقعت الحادثة بحضور شهود تجمعوا لأداء واجب العزاء في وفاة أحد المقيمين هناك، وتفاجأوا بالتصرف الغريب للقيادي الشيوعي الذي لم يراع لـ (الغربة) وأواصر الدم والانتماء لوطن واحد.
> ثم جاءت الطامة الكبرى عندما تبرأ الحزب من أشهر كوادره، وأحدثت الخطوة الغريبة ردود أفعال كبيرة لأن السيد (س) ناشط سياسي معروف لمعظم السودانيين المقيمين في المملكة المتحدة، وكان من أبرز وأهم الناشطين في الحزب إبان دراسته في الهند.
> الخلافات الجوهرية وهجر الكوادر وحرقهم وإرهابهم غير جديدة على الحزب الشيوعي الذي ضربته جرثومة الانقسامات والخلافات الحادة منذ تأسيسه، وذلك عندما دعا عوض عبد الرازق إلى تصفية الحزب مطلع الخمسينيات، مروراً بمعاوية إبراهيم في السبعينيات، وهو الذي كافح من أجل تذويب الشيوعي في سلطة مايو.
> وقاد الخاتم عدلان، صراعاً فكرياً في التسعينيات بدواعي انهيار الاشتراكية وأفول نجمها، ودعا للتخلي عن الماركسية التي تجاوزها الزمن.
> وكنتاج لهذه التصفيات ومحاولات اغتيال الشخصية، ظهرت نشرة أسبوعية خاصة على تطبيق (واتساب) تحمل عنوان (فحيح الأفاعي) دهمت خزانة أسرار الحزب الشيوعي في العواصم الغربية وسربت الكثير المثير الخطر، وكشفت القناع عن العديد من التجاوزات التي طالت أسماء بارزة من الكوادر المؤثرة.
> يقول معدو (النشرة) وهم يوضحون الأسباب التي دعتهم لنشر الغسيل: (تحقيقاً لمبدأ الشفافية السياسية وبغرض تغيير واقع الحزب الشيوعي الآسن الذي تحوَّل لماكينة شرسة لقتل الإبداع وقهر أصحاب الفكر والرأي ومحاربة الجهوية الفكرية التي توطَّنت في أروقته، ففقد الحزب أعظم كوادره أمثال د. الشفيع خضر وحاتم قطان. ولن نوقف النشر حتى تُكوِّن لجنة للنظر في قضايا المفصولين وقضية التكتل التي جاءت باللجنة المركزية القائمة). انتهى.
> تناولت (فحيح الأفاعي) بقلق كبير موضوع تسرب محاضر الاجتماعات التي تصل إلى أجهزة الإعلام بسرعة كبيرة، الأمر الذي جعلهم يجزمون أن الحزب مخترق ويجب تنظيفه من (الغواصات) بأسرع ما يمكن.
> هذا هو حال الشيوعي الذي يحاول العودة للساحة السياسية بتاريخ ملطخ بالتجاوزات والتنكر للكوادر دون مراعاة لتاريخ «نضالهم». ويدمغ أرفع قياداته بأبشع التهم والصفات، ثم يستغلون تشييع الموتى لإطلاق الهتافات الجوفاء في وجوه من أتوهم معزين، ضاربين بقيم الشعب السوداني عرض الحائط، فهل يستحق أمثال هؤلاء التفاتة من الجماهير؟

كمال عوض
الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. كل من دخل الشيوعية أو الكيزانية أصبح لا يمت بأي صلة للشخصية السودانية

  2. عزيزى عينك للفيل وتطعن فى ظله فاطمة احمد ابراهيم تقلدت الكثير من المناصب التى شرفت السودان فهى قبل أن نصفها بانها شيوعية انها سودانية مثلت السودان فى العديد من المحافل ويمكنها ان تتخلى عن الحزب الشيوعى ولكن لا يمكن ان ننزع عنها سودانيتها التى تعتز بها، فنحن لا يعنينا الحزب الشيوعى فى شئ فهو حزب اكل الدهر عليه وشرب، فان كنت صادق وشجاع كان حرى بك ان تذم الحكومة التى لم تلعب اى دور ايجابى فى حياة فاطمة، فالمسؤلية هى مسئولية الحكومة وليست الحزب الشيوعى الذى اصابه الوهن بتجاوز العصر له، فعندما شاخت فاطمة اصبحت فى حوجة الى بلدها الذى لفظها الى المنافى ودور الرعاية كما ذكرت ولم تجده، فهى لم يلفظها الحزب الشيوعى كما تدعى وحتى لا نلبس الحزب الشيوعى لباس غيره الامانه تقضى وتحتم علينا أن نقول الحقيقة بغير زيف او تصفية حسابات بل الحقيقة المجرده ان من لفظ فاطمة هى الحكومة تحت زريعة محاربة الشيوعية فلم تشفع لها شيخوختها وضعفها يا هذا.