تحقيقات وتقارير

عقار وعرمان.. رحلة البحث عن “وجود”


قادت اللقاءات التى جرت مؤخراً بين الوساطة الأفريقية رفيعة المستوي برئاسة ثامبو امبيكي ووفد قطاع الشمال “مجموعة الحلو” ، رئيس الحركة الشعبية المقال مالك عقار وامينها العام السابق ياسر عرمان الى تحركات متسارعة لإقامة مؤتمر عام للحركة في خطوة تهدف الى قطع الطريق أمام رئيس الحركة عبد العزيز الحلو.

وجاءت خطوة الثنائي ” عقار وعرمان ” بعد ان ارجأت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوي استئناف المفاوضات الى مابعد اقامة المؤتمر العام للحركة الشعبية المزمع عقدة في اكتوبر المقبل استجابة لطلب الوفد الذي التقي على مستوي الخبراء مع الوساطة الأفريقية اواخر الشهر الماضي باديس ابابا ، الأمر الذي قاد عقار وعرمان الى الإعداد بتكثيف الإتصالات بالمنشقين من الحركة الشعبية بغرض استمالتهم.

يبدو ان مخرجات الإجتماع الذي تم بين وفد الحلو والوساطة الافريقية مثل دافعاً لعقار وعرمان الذين يعتزمان القيام بمؤتمر عام موازي لمؤتمر الحركة الشعبية برئاسة عبد العزيز الحلو ، خاصة وان الوساطة اخبرت وفد الحلو ان الإجتماع الذي جري بينهم لا يعني اعترافاً برئاسة الحلو لقطاع الشمال وتساءلت الوساطة حول امكانية اتاحة الفرصة لعقار وعرمان للمشاركة في المؤتمر العام للحركة وترشيحهم الأمر الذي قابله وفد الحلو بالموافقة.

شددت الالية الافريقية على وفد الحلو بضرورة ان تكون هنالك رؤية موحدة حول المنطقتين وضرورة ترتيب الإمور الداخلية للحركة وان تكون هنالك قيادة منتخبة بعيداً عن الإنشاقاق . وحذرت الوساطة وفد الحلو من حصر المؤتمر العام على مجموعته دون اقصاء لمجموعة لوضع حلول تقود الى تحقيق السلام في المنطقتين في وقت التزم فيه وفد قطاع الشمال بان يكون المؤتمر العام شامل و يستوعب جيمع من يرغب بالمشاركة ، غير انه شدد على ضرورة تشكيل وفد للمفاوضات وانتخاب قيادة للحركة.

وكانت الوساطة الافريقية قد رفضت من قبل مقترح مالك عقار بالتفاوض عبر وفدين مع الحكومة يمثل عقار احداهما وعبد العزيز الحلو الأخر وهو ما تسبب على مايبدو في حالة من اليأس والتخبط لدي “عقار وعرمان” فحيناً اعلنا عن تشكيل حركة موازية للحركة الشعبية وحيناً يعلنان القيام بمؤتمر عام موازي.

لاشك انه لاتوجد خيارات امام عقار وعرمان لاستعادة مكانتهما في الحركة الشعبية لجهة ان الحلو يملك اهم ركائز القوة وهي ولاء وانضام الجيش الشعبي ، رغم دعم المجتمع الدولى ولو من طرف خفي لموقف عقار وعرمان وعدم الإعتراف بالقرارات الصادرة من مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية.

درجت العادة على الإستبشار بأن الخلافات ماهي الا حالة صحية غير ان خلافات الحركة الشعبية مثلت قاصمة الظهر لها اذ انها جاءت في وقت اشتد فيه الضغط الدولى على التمرد ، بجانب ان متغيرات الأوضاع السياسية في السودان تضع الحركات في مواجهة قواعدها التى باتت تطالب بالإنحياز الى السلام عبر مجموعات متفرقة معلنه يأسها من الحرب.

وسبق ان قاد عقار وعرمان محاولة يائسة مشابهه للقيام بالمؤتمر الموازي حينما اعلنا اجراء إتصالات مع رافضي قرارات مجلس تحرير جبال النوبة التي نصبت الحلو رئيساً للحركة في خطوة لإعادة بناء حركة جديدة ، الأمر الذي ساهم في تفاقم الأزمة السياسية العسكرية التي تعيشها الحركة في ذات الوقت الذي يري فيه عقار ان انحياز الجيش الشعبي لعبد العزيز الحلو أي كانت أسبابه لن يحل أزمة الحركة ولن يؤدي الى مواجهة فعلية مع الحكومة بل انه سيقزم الحركة ويشكل إنتصاراً مجانياً لمصلحة الحكومة.

يدرك عقار وعرمان ان عبد العزيز الحلو الان في موقف قوى ولا يوجد مايجبره على التنازل من موقفه لجهة انه انه يحظي بتأييد حكومة جنوب السودان قد تنحاز لمن له الغلبة خاصة اذا ماتوصلت لقناعة ان عقار وعرمان اصبحا غير مرغوب فيهما لذا لايمكن ان يحققا شيئاً ، مما يضع “عقار وعرمان” امام خيارين احدهما التفاوض والدخول في سلام مع الحكومة ، أو المشاركة في المؤتمر العام للحركة الشعبية الذي تتعزم مجموعة الحلو عقدة في اكتوبر المقبل.

لاشك ان عبد العزيز الحلو يملك نفوذاً بين قواعد الحركة الشعبية اكثر من عقار وعرمان رغم العلاقات الواسعة التى يتمتعا بها على مستوي المجتمع الدولى الأمر الذي يفتقده الحلو نتيجة لإبتعادة عن ملف التفاوض وعن الأمور الداخلية للحركة خلال الفترة الماضية .

وبعد الإيضاحات التى ادلى بها وفد الحلو حول الدعوات لتقرير المصير الذي كان قد وجد رفضاً داخلياً بين مكونات الحركة ، وتوضيح الحركة لموقفها بانها مع السودان الموحد وان ما قصد بتقرير المصير هو ضرورة مخاطبة جذور الأزمة في جنوب كردفان والإعتراف بالحقوق الدينية وحقوق ابناء المنطقة جميعها اسباب ترفع من رصيد الحلو وفي المقابل تضع عقار وعرمان في مهب الريح.

تقرير: رانيا الأمين
smc


‫3 تعليقات

  1. ياسر عرمان وعقار يبكيان على اناء مسكوب ماءه وقد تمت اقالتهما فى انقلاب كامل الدسم لا لشئ الا لانهما يتشدقان بالديمقراطيه كلاما ولا يمارسانها عملا فهم دكتاتوريان انقلب عليهما الحلو بعد أن ضاق زرعا بدكاتوريتما كما هو حال الرفيق سلفاكير الذى اصبح دكتاتورى ومجرم حرب وقائد قوات ابادة شعبه ويقولون حركة شعبية تنادى بالديمقراطية فالكل يسوق الشعارات الرنانة لتحقيق مارب ومصالح شخصية وحزبية ضيقة على حساب الشعب المغلوب على امره