منوعات

عمرها ألفا عام.. رضّاعات أطفال أثرية في تركيا


عثر علماء أثار أتراك في ولاية جناق قلعة غربي البلاد على رضّاعات أطفال يتجاوز عمرها ألفي عام، في غرف لدفن الموتى تعود إلى الفترة الهلنستية الرومانية.

وتحوي منطقة “بيغا” في جناق قلعة المطلة على بحر إيجة كثيرا من المعالم الأثرية التاريخية، لعل من أشهرها على الإطلاق بقايا مدينة “باريون” العتيقة التي كانت تحتضن أشهر الموانئ في الحقبة الهلنستية الرومانية.

وخلال عمليات التنقيب والحفر المتواصلة في بقايا المدينة العتيقة منذ سنوات، عثر فريق من الأثريين على عدة نماذج من رضّاعات الأطفال التاريخية التي كانت تستخدم حينها في تغذية الرضع.

رضاعات الأطفال تضيء تاريخ باريون

وعن الاكتشاف، قال حسن قاصا أوغلو عضو هيئة التدريس في كلية الآثار بجامعة أتاتورك: “منذ مطلع 2017 أعمل ضمن فريق التنقيب في بقايا مدينة باريون العتيقة، واكتشاف رضّاعات أطفال بهذا القدر من الأصالة أمر في غاية الأهمية، ما سيسهم في إضاءة الطريق أمامنا للوصول إلى مزيد من الاكتشافات عن تلك الحقبة”.

وأضاف “وجدنا عددا من الرضّاعات في أحد غرف دفن الأطفال الموتى، في حالة جيدة، ويتجاوز عمرها ألفي عام”.

وكثيرا ما تصادف مدينة “باريون” العتيقة في كتابات المؤرخ الإغريقي الكبير هيرودوت، حيث كانت مركزا اقتصاديا حساسا يتنافس عليه سائر القوى الإقليمية حينها.

الرضّاعات حرفة لها تاريخ

وعن أشكالها، أوضح قاصا أوغلو أن “الرضّاعات تأخذ شكل الأبريق، وبها مقبض واحد وفتحة ضيقة لإخراج الحليب إلى أفواه الأطفال، وتختلف مقاييس أحجامها بين 50 إلى 100 مليمتر”.

وزاد: “كان سكان المدينة حينها يصنعون الرضّاعات من الفخار ويشكلونها في قوالب مميزة، ثم يضعونها في الفرن حتى تزيد صلابتها، ومن ثم تأخذ صورتها النهائية”.

وأضاف: “لاحظنا تناسقا مثيرا للانتباه بين أحجام الرضّاعات مع فتحات إخراج الحليب، فقد تم تصميمها بهذه الصورة لتلائم كافة الأطفال”.

رضّاعات الأطفال هدايا للميت

ولفت قاصا أوغلو إلى أن الإغريق والرومان كانوا يضعون كثيرا من المستلزمات التي كانت تستخدم في رعاية الطفل في حياته اليومية، إلى جانبه في مقبرته عند وفاته.

وأشار إلى أنهم كانوا يولون للرضّاعات أهمية خاصة، ويحرصون على تركها مع الطفل الميت، لدرجة دفعتهم إلى تسميتها “هدية الميت”.

الخبير التركي أوضح أيضا أنهم يتوقعون اكتشاف مزيد من أشكال رضّاعات الأطفال العائدة إلى الحقبة الهلنستية الرومانية في عدة مقابر أخرى بالمدينة العتيقة.

وتذكر نصوص تاريخية أن سكان باريون شاركوا في عدد من حروب الفرس ضد الروم، وحاربوا ضمن صفوف الفرس في عهد الملك داريوس الأول.

كما شاركوا في الحرب الشهيرة بين مدينتي أثينا وإسبارطة، ولعبوا دورا مؤثرا في انتصار اليونانيين.

وكالة الاناضول