تحقيقات وتقارير

البشير وعد بتمكينهم لقيادة المستقبل الساحة السياسية… (عشم) بسريان الشباب


خلال حديثه في الجلسة الإفتتاحية لأعمال منتدى الشباب السوداني، وعد الرئيس البشير بدعم الدولة للأنشطة الشبابية، وتمكين الشباب لقيادة المستقبل، واصفاً إياهم بأنهم يمثلون ركيزة الحاضر وكل المستقبل، دعوة الرئيس المنحازة للشباب لم تكن الاولى إذ أعلنها في مناسبات مشابهة عدة، إلا ان العشم بسريان ذلك واقعاً معيشاً يدب وسط الشباب التواق لتسنم المسؤولية والقيادة، فهل يجد وعد البشير طريقه ليصبح واقعا بعد ان جزم بذلك.
مناسبة شبابية
لم يكن ما تزيأ به الرئيس البشير خلال مخاطبته الجلسة الإفتتاحية لأعمال منتدى الشباب السوداني، من لباس شبابي محض صدفة، فما يعرف عن هندام الرئيس أنه يرتدي البدلة كاملة، او اللبسة (الإشتراكية) إضافة للزي القومي (الجلابية السودانية) ولأن اللقاء كان مختلفاً والمناسبة مختلفة، خالف الرئيس لباسه المعتاد ببدلة وبنطال مختلفا اللون بما تسمى (الكاجوال)، وكما اللبس، بذات روح الشباب تحدث الرئيس محفزاً ومشجعاً الشباب على أن دورهم في القيادة وتحمل المسؤولية أتى لا محالة، المهم في حضرة الشباب، وعد البشير بتقديم كافة الدعم ليتولى الشباب زمام الأمور وهم كما قال ركيزة الحاضر وكل المستقبل، وسبق ان أعلن الرئيس في منابر شبابية وطلابية عدة أن دور الشباب قادم لتحمل المسؤولية، وكثيراً ما تفاخر البشير بأن حكومته وحزبه يداران بغالبية شبابية كاسحة، إلا أن الاختلاف في تحديد سن الشباب يبقى حاضر، وتبقى التغييرات التى شهدها حزب المؤتمر الوطني وطاقم الجهاز التنفيذي في أوقات سابقة شاهدة على ذلك التوجه، وذلك عندما اعلن الرئيس البشير افساح المجال لقيادات حزبه الشبابية، الشيء الذي تطلب إبعاد قيادات الحزب القوية لصالح الشباب، إلا ان مراقبين أشاروا إلى أن هذه السياسة لم تجد حظاً في النجاح، لجهة العودة التدريجية لقيادات الصف الأول للمشهد السياسي، بعد ان انسحبت منه لصالح الشباب في أوقات سابقة.
نماذج شبابية
تظل نقطة تحديد سن الشباب، عقبة أساسية في حسم الجدل، فكثيرون يرون ان من تعدى الأربعين خريفاً لا يعد من فئة الشباب، مقارنةً مع الدول المتقدمة التى قدمت نماذج شبابية أثبتت قدرات عالية في قيادة العديد من الدول العظمى والمؤسسات الكبيرة، وإسقاطاً على التجربة السودانية يعد إبراهيم الميرغني وزير الدولة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المنتمي للحزب الاتحادي الديمقراطي، أصغر الوزراء سناً وسبقته في ذات الوزارة الوزيرة عزة عوض الكريم كأصغر وزيرة في تلك الحكومة إلا أنها لم تمكث في مقعدها طويلاً ربما لصغر السن، على ذلك يتولى عدد من الوزارء المحسوبين على الشباب عددا من الوزارات في الحكومة الحالية، بالرغم من تفاوت أعمارهم بين40-45 عاماً، إلا انهم محسوبون على فئة الشباب مقارنة بالأعمار الأخرى للممسكين بتلابيب القيادة في الحكومة والاحزاب السياسية، وعطفاً على النماذج الشبابية الكبيرة التى تتولى مناصب عليا في دول عدة، تأتي ضيفة السودان ومنتدى الشباب السوداني “شما المزروعي” وزيرة الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات ذات الاثنين وعشرين ربيعاً، والتى جاءت للسودان كضيفة شرف في الجلسة الإفتتاحية لأعمال منتدى الشباب السوداني، الذي ينظم بالتعاون مع مركز الشباب العربي بدولة الإمارات، والتى من خلاله وعد الرئيس بتمكين الشباب للقيام بادوار كبرى للنهوض بالامة.
وعود رئاسية
خلال حديثه في الجلسة الإفتتاحية لأعمال منتدى الشباب السوداني، أكد الرئيس البشير على دعم الدولة للأنشطة والمشاريع الخاصة بالشباب، وتعزيز دورهم في المجتمع، وتعهد بتنفيذ توصيات منتدى الشباب السوداني، وقال البشير ان الحكومة أولت قضايا الشباب اهتماماً عظيماً من خلال السياسات والبرامج والمشاريع والانشطة، التى تنفذها لتوفير فرص حقيقية للشباب للمشاركة في المجالات السياسية والإقتصادية، وأوضح أن إستراتيجية الدولة تركز تأهيل وتدريب الشباب، لم يكن حديث الرئيس البشير عن افساح المجال للشاب هو الأول وإنما ردده كثيراً خاصة في المناسبات التى تجمعه بطلاب وشباب حزبه، وبحديثه أمس الأول يكون البشير قد قطع بضرورة تسنم الشباب لكابينة القيادة، لتبقى الاسئلة عن مدى تحقيق ذلك على أرض الواقع، في مجتمع قل فيه تنازل أو تنحى الكبار لصالح الشباب المظهر الذي يبدو أكثر وضوحاً في الاحزاب السودانية وحتى أجهزة الدولة العليا، ولكن يبقى حديث الرئيس ذي شجون في نفوس الشباب الراغب في فرصة القيادة والريادة، فهل يكون ذلك عملياً هذا ما ستفصح عنه الايام.
تقديم انموذج
لاكتمال المشهد لا بد من تحديد سن الشباب، ومن يطلق عليه شاباً، وهذا ما دعى الناشط السياسي الشبابي المحاضر بجامعة النيلين النعمان عبد الحليم، أن يطالب بتحديد سن الشباب وايجاد تعريف واضح لهم، وقال النعمان خلال حديثه لـ(الصيحة) ان قادة الأحزاب السياسية لا يتيحون الفرص للشباب، مشيراً إلى أنه حتى تعريف الشباب في السودان يطلق على من تجاوزت أعمارهم الـ45 عاماً، وليس لسن 20 عاماً، وأوجد النعمان مقارنة بقيادات شبابية من دول مختلفة مع القيادات الشبابية السودانية، مدللاً بحالة الوزيرة الإماراتية شما المزروعي التى وصفها بالأصغر سناً من عمر الانقاذ في الحكم، ورأى النعمان أن القيادات تعتقد ان خبرة الشباب غير كافية لتحمل المسؤولية، قائلاً ان أعمار من يوصفون بالشباب في المناصب التنفيذية الان تقارب الخمسين عاماً، وطالب النعمان قيادات الدولة بأن تقدم النموذج بنفسها بالتنحي من المناصب إذا كانت جادة في دعوتها، بدوره رأى قيادي شبابي في الحزب الحاكم تحدث لـ(الصيحة) فضل حجب هويته، ان القيادة السياسية في الدولة والحزب تشجع وتدعم الشباب لقيادة الدولة والحزب، مشيراً إلى ان بعض من لهم مصالح ذاتية يرفضون ذلك ويقفون خلف عدم تنفيذه، مستدلاً بابتعاد القيادات الاولى فى الحزب من السلطة في أوقات سابقة بغرض إتاحة الفرصة للشباب، واردف بأن ذلك لم يتحقق ووجد ممانعة كبيرة، مشيراً إلى ان الرئيس البشير حريص على تقديم الشباب للقيادة، ولكن ذلك ضد رغبة الكثيرين حد تعبيره.

الخرطوم: محمد أبوزيد كروم
الصيحة