عالمية

جيم كاري .. سنوات من الشقاء صنعت أسطورة كوميدية كبيرة


من السهل أن تبكيني ولكن من الصعب أن تضحكني، عند الحديث عن الكوميديا كأحد أصعب الفنون نجد صعوبة في إيجاد شخصيات خارجة عن المألوف، قادرة على صنع الفارق في عالم الكوميديا، وهنا يبرز لنا واحد من هؤلاء الشخصيات النادرة، إنه نجم الكوميديا الشهير جيم كاري، والذي عانى الكثير من المصاعب في بداية حياته، وبرغم من ذلك استطاع إخراج الحس الكوميدي الكامن داخله ليصبح أحد أفضل نجوم الكوميديا في هوليوود.

صاحب الـ100 وجه، كما يطلق عليه، قدم أيقونة من الكوميديا على مدار تاريخه الفني في العديد من الأدوار الخالدة، التي نتذكر اسم شخصياتها بمجرد أن نرى وجهه، فهو النجم “إيس فينتورا” وشخصية “ستانلي أبكس” في فيلم “القناع” ونجم كلاسيكيات الضحك الكوميدية.

ولد جيمس يوجين كاري في مدينة أونتاريو بكندا، وكان أبوه بيرسي كاري يعمل محاسبًا، أما أمه كاثلين فكانت ربة منزل، وله ثلاثة إخوة، وكان يعشق الكوميديا منذ طفولته حيث أرسل سيرته الذاتية لبرنامج “The Carol Burnett Show” الكوميدي عندما كان عمره عشر سنوات، وكان أساتذته في المدرسة الثانوية يسمحون له أن يؤدي وصلة كوميدية فردية لزملائه الطلبة في آخر كل يوم مدرسي.

انتقلت عائلة “كاري” للعيش في منطقة سكاربوبو، عندما كان عمره 13 عاما، وهناك درس في مدرسة الثالوث المبارك الكاثوليكية في نورث يورك لمدة سنتين، ومن ثم التحق للدراسة الثانوية بمعهد كلية آجينكورت، وهي أقدم ثانوية في منطقة سكاربوبو، ولكن في سن الـ16 ترك الدراسة ليبدأ في العمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي واجهت أسرته، ثم لجأ لتقديم عروض ستاند آب كوميدي والتي تميز بها عن أقرانه في المسرح.

في عام 1979، بدأ “كاري” في تقديم وصلات كوميدية فردية في نوادي أونتاريو، ثم انتقل إلى لوس أنجلوس في بداية الثمانينيات، وبدأ بالعمل في دكان الكوميديا حيث لاحظه المؤدي الهزلي المعروف آنذاك رودني دانجرفيلد، واستقطبه للعمل ليقدم وصلة افتتاحية لعرضه المتجول.

حوَّل “كاري” اهتمامه بعد ذلك لمجال التليفزيون حيث قدم تجربة أداء للبرنامج الكوميدي الشهير “Saturday Night Live” ولكنه لم يحظ بالدور ولكنه حظي بأول دور رئيسي له في مسلسل “The Duck Factory” والذي لم يستمر عرضه طويلًا، واستمر بعدها “كاري” ليؤدي أدوارًا صغيرة في بعض المسلسلات مثل “In Living Color” و”Earth girls are easy”.

واستطاع “كاري” بشخصيته الكوميدية وتحكمه الشديد في عضلات وجهه وجسده بطريقة مطاطية مضحكة وحضوره الكبير أن يلفت الأنظار له بقوة تدريجيًّا، حتى استطاع الحصول على الدور الذي جعل الجمهور يعرفه بقوة من خلال حلقات مسلسل “In Living Color” التي بدأت منذ 1990 واستمرت حتى عام 2000.

وكان أول دور لـ”كاري” في فيلم سينمائي عام 1981 في فيلم “Rubberface” وقام بعدها بتمثيل العديد من الأدوار الصغير في أفلام مثل “Once Bitten” و”Peggy sue got married” إلى أن أحرز أول دور رئيسي له في فيلم “Ace Ventura: Pet Detective” عام 1994 نجاحًا كبيرًا، وبعدها توالت أدواره الناجحة في أفلام مثل “The Mask” و”Dumb and Dumber”، في عام 1998 حصل “كاري” على جائزة الجولدن جلوب عن دوره في فيلم “The Truman Show” ومن ثم في عام 1999 حصل على جائزة الجولدن جلوب مرة أخرى عن دوره في فيلم “Man on the Moon”.

على الرغم من قدراته الكوميدية الكبيرة، إلا أن “كاري” قام بتجربة جديدة عليه عن طريق تولي مسئولية لعب دور في فيلم درامي من خلال فيلمه “The Truman Show” عام 1998، والذي جسد من خلال دور الرجل الذي يعيش حياته كلها بطلًا لبرنامج تليفزيوني دون أن يدري ليكتشف ذلك لاحقًا، وعلي الرغم أنه قد عرف بأسلوبه الكوميدي الساخر المبالغ فيه وحركاته الجسدية الهزلية، إلا أنه استطاع أن يحصل على إعجاب النقاد والمشاهدين في أدواره الجادة أيضًا.

وفي بداية عام 2016، طرح “كاري” فيلمه الجديد “True Crimes”، والذي جاء بنكهة خاصة مختلفة هذه المرة، فيعد الفيلم الأول الذي لا يؤدي فيه دوره الكوميدي المعتاد، فالفيلم يعتبر من أفلام الإثارة والغموض والجريمة ولا يتسم بالطابع الكوميدي على الإطلاق.

النجم “كاري” ببساطة شديدة عبارة عن موهبة خطت طريقها نحو النجاح بخطى ثابته، فقد نجح في ذلك عبر محطات طويلة في مسيرته سواء عن طريق المسرح أو عن طريق الشاشة الكبيرة التي عشقت هذا النجم السينمائي، وما زال لديه الكثير ليقدمه لنا ليس فقط في عالم الكوميديا بل في مجال صناعة الأفلام بأكمله.

ولا يختلف اثنان على أن أعماله كانت مصدر سعادة لكل من يشاهدها وإن كان الأمر لا ينطبق على وضعه، فقد عانى من الاكتئاب فترات طويلة من حياته، وتناول العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكنها دائمًا ما كانت ضريبة نجاح فناني الكوميديا منذ عصر العظيم “شارلي شابلن”.

بوابة فيتو