الطيب مصطفى

بيني وبين حيدر إبراهيم! (1)


وقبل أن أتناول حيدر إبراهيم بالرد أرجو أن أختم تعليقي على ذلك الشيوعي الذي عنوَن مقاله الكذوب بعبارة: (الطيب مصطفى.. المغفل النافع لإسرائيل)، أرجو أن أُعلِّق على كلمات وردت في نهاية مقاله تكشف مقدار الغيظ والحقد المعتمِل في نفسه، فقد قال: (فإن ما قدمه الطيب مصطفى من فعل حقيقي لسنوات من قلب الخرطوم لمصلحة إسرائيل كفيل بسحله في الطرقات وإعدامه في ساحة عامة..)!

بربكم أرأيتم مقدار الحقد الذي يملأ جوانح هذا الشيوعي؟ أقول إنها أخلاقهم ومبادئهم وفهمهم للحريات التي ينادون بها والتي رأينا نماذج لها في الدول التي حكمتها الشيوعية والتي شهدت أبشع صنوف القهر والطغيان، مما جعل الشعوب تثور على حكوماتها وتُعدم قياداتها وتهجر خزعبلاتها وتلقي بالنظرية الماركسية في مزبلة التاريخ.

إعدامي في ساحة عامة لأني عبّرت عن رأيي كتابة مطالباً بالانفصال الذي صوّت له الجنوبيون بالإجماع بدون أن يسائلهم أحد لماذا فعلتُم ذلك وبدون أن يتّهمهم أحد بالعنصرية.. ذلك الانفصال الذي وافقت جميع القوى السياسية الشمالية – بما فيها الحزب الشيوعي وأحزاب اليسار – على منحه كخيار للجنوبيين بدون أن يطالب أحد بسحلهم في الشوارع! ولكن ماذا نقول غير أنها أخلاقهم التي أحالتهم إلى شياطين بشرية تضل ولا تهدي وتخرّب ولا تصلح وتُنجب من أرهقوا كاهل السودان بأفعالهم ومخازيهم وفكرهم الرجعي البائس.

فتِّش عن معظم قادة الحركات المتمرّدة تجدهم نشؤوا في حضن الشيوعية الماركسية التي تشوِّه عقول وسلوك معتنقيها.. عرمان الذي اعترف أنه التحق بالشيوعية وهو ابن (16) عاماً.. عبد الواحد محمد نور.. ذلك الكذاب الأشر المتنقّل بين فنادق باريس وتل أبيب وكمبالا يُشعل الحرب من هناك، بينما أهله مشردون في معسكرات الذل والإغاثة في دارفور.. اعتنق الشيوعية وهو طالب.. عبد العزيز الحلو دخل في سجن الشيوعية الكئيب وهو طالب في الجامعة.. يوسف كوة اعتنقها في شبابه الباكر.. باقان أموم.. كبير أولاد قرنق وصاحِب العبارة الحاقدة قُبيل مغادرة السودان إلى جوبا عقب الانفصال (ارتحنا من وسخ الخرطوم)! دخل الشيوعية وهو فتى ساذج.

ليس غريباً أن يُهدِّد ذلك الشيوعي بسحلي في الطرقات فهذه هي نظريتهم القائمة على (الصراع) باعتباره أهم آليات التغيير الثوري (الصراع الطبقي)!

والله يا هذا أني أتعبَّد الله تعالى بإعلان الحرب على الشيوعية المحارِبة لدين الله، ولذلك متْ بغيظك، وكذلك رفيق دربك حيدر إبراهيم الذي وصفتَه في مقالك البائس بالمفكِّر لا لسبب إلا لأنه ينتمي لذات الفكرة التافهة التي عطَّلت مسيرة الاتحاد السوفيتي والصين وكل الدول التي اتخذتها منهجاً للحكم، وبالرغم من ذلك تُصرُّون على إخضاع بلادنا لها حتى بعد أن ثَبت عوارها وعافها حتى أهلها!

أعود لحيدر إبراهيم الذي لم أجد فرصة للرد عليه عندما هاجمني لأول مرة، وما دفعني للرد عليه اليوم إلا استشهاد ذلك الكويتب به، فقد قال حيدر فيما نقله عنه ذلك الرفيق إن (الطيب مصطفى ليس إنساناً ولا مسلماً ولا سودانياً).

سبحان الله ! من كفَّرني ووصفني بأني لستُ مسلماً رجل يباهي، بأنه لا يزال شيوعياً ماركسياً فهل بربِّكم يحق لمن يفتخر بأنه من أتباع الملحد ماركس الذي يصف الدين، كل الدين – بما فيه الإسلام – بأنه أفيون الشعوب.. هل يحق له أن يتحدث باسم الإسلام ويكفِّرني (عديل كده)، ويقول إنني لستُ مسلماً؟!.. حيدر يقول إنه من أتباع ماركس الكافر والساخِر من دين محمد صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من ذلك بات من مالكي صكوك التكفير والتفسيق، يحق له منح صفة المسلم لمن يشاء وحجبها عمن يشاء بحجة أن (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)! وبما أنه لم يسلم من لساني، فأنا لستُ مسلماً! لكن حيدر لا يعلم أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ثم قال: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) وقد شن القرآن الكريم هجوماً ضارياً على الكفار والمنافقين ووصفهم بالسفهاء بل إن الشاعر حساناً بن ثابت كان يسلق من يُناصب الرسول العداء بألسنة حداد، وكان الرسول الخاتم يأمره بأن يهجوهم: (اهجهم وروح القدس معك)، فهل أخطأت حين انتقدت حيدر وقرنق الذي لا يزال حيدر يلهج بتعظيمه كما يعظم ماركس ومحمود محمد طه وغيرهم من أعداء الإسلام؟!

حيدر يتخذ عدو الله الملحد ماركس مرشداً رغم هرطقاته المناقِضة للإسلام بالرغم من أنه لا يجوز للمسلم أن يُدين بدين نبي الله موسى أو نبي الله عيسى، فكيف بعدوِّ الله ماركس؟! بل إن حيدر يستشهد في مقاله بمحمود محمد طه الذي كفّره علماء الأمة في الداخل والخارج بمن فيهم علماء الأزهر والذي أنكر حتى الصلاة وسمَّى نفسه بالمسيح المحمدي!

أواصل

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫4 تعليقات

  1. بمعيار مكارم الأخلاق الدكتور حيدر ابراهيم احسن اسلاما منك
    بمعيار خيركم لأهله والاصطفاف بجانب شعبه الدكتور حيدر ابراهيم احسن منك اسلاماً
    بمعيار حسن الخلق هو اكثر تديناً منك
    بمعيار بعده عن الفساد واكل السحت هو اقرب الى الاسلام منك
    الناس شهود الله في الارض
    ونشهد للدكتور حيدر بحسن الخلق
    والنزاهة والوطنية

  2. دكتور حيدر ابراهيم مهما كان اتفاقنا او اختلافنا معه فهو رجل اكاديمي مؤهل و صاحب فكر سياسي لا نشك في وطنيته و لم يتكسب من انتمائه السياسي مثلك الذي تحولت فيه من موظف مغمور الى صاحب دور نشر وصحف و استثمارات مليارية !!.

    اين الثرى من الثريا ايها الخال الرئاسي ؟؟!!

  3. الشيوعيين مصدقين انه عندهم جماهير بينما كل الناس تنظر لهم نظرة استحقار مثل الكيزان تماماً ، اما بالنسبة لإنفصال الجنوب فالحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا كما قال الكاتب في احدى كتاباته أو كما قال فنان الشيوعيين الأول محمد وردي (بلا وانجلى)

  4. اذا قمنا بعمل استفتاء علي شعبية ومحبة كل د.حيدر ابراهيم والطيب مصطفي لدي الشعب السوداني ؟
    السؤال الأول : من تحب ان تراه في السلطة التي تحكم في اصعدتها ومستوياتها وتفريعاتها د. حيدر ابراهيم أم الطيب مصطفي ؟
    السؤال الثاني : من تحب ان تستمع اليه وهو يطرح موضوعا ويسرد تاريخا ويقرر استنتاجا ويقدم فكرا ؟
    السؤال الثالث : ما هو تقييمك لتجربة الحكم والأداء للطيب مصطفي وهل تعتقد ان تجربة الحكم والسيطرة للسيد د. حيدر ابراهيم سيكون لها قيمة ايجابية اعتمادا علي استنتاجاتك العقلية الأستقرائية في تقييم كل من الشخصيتين؟
    السؤال الرابع : هل تعتقد ان فترة التمهيد لفصل جنوب السودان كانت ستؤدي الي يقاء الجنوب في السودان اذا تواجد د. حيدر ابراهيم وامثاله من المستوي الوطني والأكاديمي وألأخلاقي قي ساحات السياسة والحكم والراي؟
    السؤال الخامس: يقول البعض ان انفصال الجنوب أدي الي استبدال العدو الجنوبي المكون المحلي للجنوب بوجود وتواجد المصريين في دولة الجنوب هل تعتبر ان الطيب مصطفي وزمرته تسببوا بغباء وبلادة وحماقة في تواجد المصريين لضرب السودان وقلقلته وهل يجب محاكمتهم؟
    نرجو جمع النتائج وتقديمها للنيلين علها مشكورة تقوم بتوسعة مساحة الأستفتاء وطرحه علي الشعب كله … وعاش السودان
    اللهم احفظ بلادنا وقوي شعبنا وطهر ارضنا واقهر اعداءنا ووحد صفنا وأعد الينا لحمتنا كما كانت في اجدادنا آمين