تحقيقات وتقارير

في لقاءٍ حاشدٍ بمنزل علي الحاج اسلاميو السودان.. لبِناتٍ في طريق (النِظام الخالف)


تداعى عشرات الإسلاميين في ليلة السبت صوب منزل الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي دكتور علي الحاج محمد، في بادرة حاشدة تُعد الاولى من نوعها منذ مفاصلة 1999م. حيث لم يمنع المرض الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد من الحضور، ولم تمنع الخصومة الطويلة من جانب علي عثمان محمد طه من الوجود في وسط اخوانهم. بينما كان بروفسيور الجزولي دفع الله وبتواضعه الجم حضوراً باهراً، ثم حضر رجل الاقتصاد والسياسة عبدالرحيم حمدي، وبروفيسور مأمون حميدة، ودكتور غازي صلاح الدين، وبروفيسور الحبر يوسف نور الدائم، والمهندس الصافي جعفر، والأساتذة عثمان خالد مضوي، وشمس الدين زين العابدين، وأمين بناني نيو، والشيخ الزبير أحمد الحسن، ودكتورة عائشة الغبشاوي، وآخرون من كل أرصفة الإسلاميين المختلفة. وحال المرض دون حضور دكتور جعفر شيخ إدريس، وبروفسيور سعاد الفاتح. بينما اعتذر رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى عن الحضور لارتباط سابق تزامن مع اللقاء.

ضربة البداية
كانت البداية بآيٍ من الذكر الحكيم، تلاها الشيخ إبراهيم السنوسي، ثم تولَّى الدكتور علي الحاج المنصَّة بنفسه متحدثاً عن بعض الذكريات والوقائع الاجتماعية، ثم ترك الكلمة للجزولي دفع الله، الذي تحدث عن ذكرياتهم في الحركة الإسلامية. وتخلَّل اللقاء حضور بعض أبناء من رحلوا من صفوف الحركة الإسلامية، منهم أبناء الراحل حسن الترابي.. وآخرين. عطفاً على الحضور الكبير من قِبل قيادات الشعبي، على رأسهم دكتور بشير آدم رحمة، ودكتور الأمين عبدالرازق، وبروفسيور أحمد إبراهيم الترابي.

ماذا قال علي الحاج؟
في مستهل حديثه؛ استشهد علي الحاج بعددٍ من آيِ الذكر الحكيم، قال عنها إنها الآيات التي تمَّت تلاوتها عليه من قِبل بعض الإسلاميين القدامى بغرض استقطابه للحركة الإسلامية. ثم قال إن اللقاء يأتي في اطار الجلوس مع كل الاخوان بعد تنصيبه أميناً عاماً للشعبي. وقال هو اللقاء الأول من نوعه، ثم تحدَّث عن ذكرياته مع الحركة الإسلامية في عهد صادق عبدالله، والرشيد الطاهر بكر. وتحدَّث الحاج بشيءٍ من الاسهاب عن ذكرياته مع قيادات الحركة الإسلامية منذ خورطقت، مروراً بجامعة الخرطوم، وقيادة المظاهرات الطلابية ضد النظام.

التآخي في الله
وقال الحاج؛ إن الرابط الذي يجمع بينهم في الجلسة الحالية هو التآخي في الله، ثم قال إن الجيل الذي حضر الآن به من عمل رئيساً للوزراء، ومنهم من عمل وزيراً، ومنهم من عمل سفيراً. مطالباً إخوانه الإسلاميين بالتخلِّي عن الحديث عن حركة الأخوان المسلمين، والانتقال للحديث عن حركة الإسلام بصورة عامة. مبيناً أن حركة الأخوان مضت، والآن نحن في عهد جديد. مشيراً أن الأفق الآن اتسع. وأن حركة الإسلام أصبحت في توسع، خاصة في السودان. مطالباً بالانطلاق، والذهاب الى الأمام بصورة أفضل.

تربُّص الأعداء
ثم تناول الحاج المخاطر التي تحدِّق بالحركات الإسلامية. وقال؛ الأعداء يتربَّصون بحركة الإسلام، بالتالي علينا بالتوحُّد والتمسُّك، وأن نكون على كلمة سواء، وترك التقوقع. مع أهمية الانفتاح على الآخرين، والاعتراف بالاخطاء. ثم قال؛ إن اللقاء الحالي قد تأخر كثيراً. وكان ينبغي أن يُعقد منذ وقت طويل. ثم شدَّد أن السودان مايزال بخير، ولكن في حاجة لمراجعة مستقبلية. وأن نتأسى بالرسول صلَّ الله عليه وسلم، من خلال تدبُّر الماضي ومراجعاته.

وحدة الحركة الإسلامية
كانت وحدة الحركة الإسلامية حاضرة في اللقاء الحاشد. وقال علي الحاج؛ نحن نعمل الآن من أجل ايقاف الحرب، ومن أجل مستقبل السودان، ولكن المهم في الأمر هو الوحدة بيننا، ويجب أن نتوحَّد، وأن نكون على كلمة سواء. وألا تكون وحدتنا على عاطفة، وإنما على بيِّنة. وأضاف؛ أقول يجب أن نتوحَّد.. ربما يتفق معي البعض، وربما يختلف معي آخرون، ولكن إذا اختلفنا يجب ألا نتشاكس، ولا نتباغض، ولا نتنابز. وأضاف؛ نحن بعضنا بعض للوحدة والاتفاق. وإذ فشلنا يجب وقف التشاحن والخلافات، وأن نتسامح. وثم شدَّد قائلاً؛ إذا كنا ندعو للوحدة السودان يجب أن نتوحَّد نحن أيضاً. في اشارة لوحدة الحركة الإسلامية. ثم وعد بلقاء آخر من أجل السير في وحدة الحركة الإسلامية، ستكون أشمل من الدعوة الحالية.

مستقبل الإسلاميين
يبدو أن اللقاء الذي جمع أمس قيادات التيار الإسلامي السوداني بمنزل علي الحاج، سيرسم مستقبلاً جديداً لهم في الفترة القادمة. خاصة أن اللقاء حضره عدد كبير من الإسلاميين. أبرزهم علي عثمان محمد طه، وغازي صلاح الدين، وكلا الرجلين ينحدر من تيار إسلامي سياسي ذي وزن. ثم كانت الدعوة لوحدة الحركة الإسلامية حاضرة على لسان علي الحاج، وبالتالى تصبح حتمية التوحُّد بين إسلاميي السودان أمراً قريب المنال. وهنا يقول د.الأمين عبدالرازق ــ رئيس المكتب السياسي بالمؤتمر الشعبي ــ إن اللقاء جاء في اطار اجتماعي في المقام الأول، ولكن أمر وحدة الإسلاميين كانت حاضرة فيه. وأضاف لــ(الصيحة)؛ نحن في الشعبي ظللنا منذ وقت طويل نعمل لأجل وحدة الحركة الإسلامية. بينما يرى صديق محمد عثمان ــ مدير مكتب الترابي الأسبق ــ أن اللقاء يصلح لرصف الطريق أمام المنظومة الخالفة، ولكن لا يصلح لوحدة الحركة الإسلامية. مبيناً أن المنظومة الخالفة في الأساس فكرة لتجاوز الماضي والاعتبار به، بعد أن بلغت كل القوى السياسية من نضج التجارب، ما يجعل تيارات كبيرة فيها تدرك أن الجميع ارتكب بحق نفسه وحق منظومته أخطاء فادحة جداً. وأضاف لــ(الصيحة)؛ اللقاء القصد منه تجديد عهد المودة القديمة، وتجاوز المواجد الشخصية.

العنوان الأبرز
رغم أن لقاء الأمس قد حضره العشرات من الإسلاميين؛ إلا أن حضور علي عثمان محمد طه كان الأبرز، بحكم التنافس التاريخي بين طه والحاج، منذ عهود الجبهة الاسلامية الاولى، وصولاً لمحطة الانقاذ، ومن ثم التنافس على خلافة الزبير محمد صالح في القصر الجمهوري. ثم جاءت مفاصلة الإسلاميين الشهيرة، ولم يلتقِ الرجلان إلا نادراً، من ضمن ذلك لقاء برلين 2013م. ويعتبر هذا اللقاء الثاني بينهما بعد مفاصلة الإسلاميين. فهل تنجح مثل هذه اللقاءات بين الرجلين.

الخرطوم: عبدالرؤوف طه
الصيحة


‫4 تعليقات

  1. تاني وحدة من أول و جديد لخراب البأقي من الفضل استحو يا لمامة

  2. الاجتماع طبعا كان في قصر شريان الشمال و الا نخليها مستــــــــــوره؟

  3. القضية ما وحدة الاسلاميين .. القضية هي سقوط المشروع برمته
    فماذا يفعل الاسلاميون بعد سقوط المشروع الحضاري؟؟؟؟

  4. هل قضية السودان او مشكلة السودان هي توحد الاسلامين فقط ام ان الامر اكبر واكثر من ذلك . في جنات الخلد يا شيخ حسن .