تحقيقات وتقارير

بعد إلقاء القبض على (3) من زعماء العصابات.تهريب البشـــــــر.. إلــى أيــــــن


لا تزال قضية تهريب البشر هاجسا أمنيا ، و رغم الجهود التي إتخذتها السلطات مما ادى الى كبحها وتقليل وتيرتها ، وكل مرة توقف الشرطة زعماء لعصابات جديدة وكبيرة واخر فى شرقي البلاد حيث تمكنت الاجهزة من تحرير عشرات الاجانب الذين وقعوا في فخ عمليات التهريب بعد ان احتجزتهم العصابات بغابات قيلي بولاية القضارف على بعد عشرة كيلومترات من المنطقة كانوا في طريقهم الى الخرطوم الامر الذي عده مراقبون بمثابة صافرة انذار تستوجب تحريك السلطات لقرون الاستشعار لمجابهة الظاهرة التي اصبحت مهددا وخطرا يؤرق مضاجع المجتمع .

سيناريو التحرير
وفق ما ورد على لسان مدير شرطة ولاية القضارف اللواء عادل جمال ان الاجانب الذين تم تحريرهم من قبضة العصابات يبلغ عددهم حوالى «82» اجنبياً وكانت العصابة تنوى ترحيلهم الى احدى الدول الاوربية من بينهم «15»فتاة وأربعة أطفال ،واوضح اللواء جمال ان الشرطة عثرت على مستندات بحوزة أفراد العصابة التي يتزعمها أكبر زعماء تهريب البشر والمطلوب عالمياً وهو ينتمي لإحدى دول الجوار ،واستلموا من كل فرد «3» آلاف دولار مقابل تهريبهم الى أوربا،وبحسب المستندات التي ضبطتها الشرطة ثبت ان العملية يقودها«3» من كبار مهربي البشر ينتمي كل واحد منهم لدولة مجاورة للبلاد ولفت الى ان عملية التحرير تمت عبر عملية عسكرية منظمة بأحدث الاجهزة في الاتصال والمتابعة بعد ان سيطرت الشرطة على حدود البطانة عبر التعزيزات الشرطية ونقاط المراقبة لتأمين الرعاة والماشية والموسم الزراعي .
على طائلة القانون
.. رسمت العصابة خططها ووضعت ترتيباتها النهائية توطئة لنقل الاجانب الى الخارج وقد تمكنت الشرطة من الوصول لخيوط اللعبة واستطاعت ان تقرأ السيناريو بكل وضوح عبر المتابعة الدؤوبة لتحركات العصابات التي كان يسيل لعابها فرحاً بحصولها على «82» شخصاً وعلى رأس كل وحد من الضحايا ثلاثة آلاف دولار فالمكسب كبير ولكن الشرطة قطعت حبل الاحلام الذي كان يراود زعماء التهريب والقت القبض على الزعماء الثلاثة ودونت في مواجهتم بلاغات تحت المادة (5) من قانون تهريب البشر الولائي ووضعت المتهمين خلف القضبان .
وعود براقة
لاشك ان هناك إغراءات ومحفزات كبيرة تقدمها العصابات لاستقطاب ضحاياها تتمثل في مجموعة وعود براقة تلامس طموحات واحلام الضحايا في نقلهم الى اوربا حيث الاوضاع المعيشية الافضل والرفاهية والابتعاد عن البؤس والفقر بناءً على هذه الوعود يتم ابتزاز من يقعون في فخ وحبال العصابات الاف الدولارات مقابل ترحيلهم لاروبا ،كما وقع الاجانب الـ(82) بذات الطريقة في قبضة العصابة التي كانت تنوى نقلهم لاوربا مقابل 3 الاف دولار للشخص الواحد،و ذهب الخبير العسكري الفريق اول ركن ادم حامد موسى في حديثه لـ(الصحافة )للقول ان الوافدين من بعض دول الجوار يقصدون البلاد بحثا عن العمل في الموسم الزراعي من الاتجاه الشرقي عبر ولايتي كسلا والقضارف الواقعتين على حدود مع (اثيوبيا – ارتيريا ) وسرعان ما تنتهز العصابات هذه الفرصة لاستقطاب العمالة ، و خاصة المجموعات التي تريد العبور الى أوربا وإسرائيل ومصر مما يجعلهم عرضة للوقوع في كمين العصابات نتيجة الخداع .
ما وراء التهريب
ثمة العديد من الاسباب التي تقف وراء نشاط تهريب البشر على هذه المناطق الحدودية ،فالخبير العسكري الفريق أول ركن آدم حامد موسى وضع المسألة على طاولة التشريح ورأى ان الاسباب الحقيقية التي اسهمت في إتساع نشاط تهريب البشر تتمثل في الحدود المفتوحة بين البلاد ودول الجوار حيث ان مسألة العبور تعتبر في غاية السهولة خاصة عبر الولايات الشرقية (كسلا والقضارف ) التي ليس فيها ما يمنع دخول الاجانب الى البلاد خاصة المجموعات التي تريد الوصول الى اوربا ومصر وإسرائيل عبر محطة السودان ،وبالمقابل اتفق الخبير العسكري اللواء ركن عبدالرحمن أرباب في هذه النقطة مع الفريق آدم حامد بأن الظاهرة اصبحت واقعا ينبىء بالخطر وعزا ذلك للحدود المفتوحة التي قطع ارباب بأنها رغم توسع الحراسة فإنها ستظل بها ثغرات .
ودرج كثير من الخبراء في تحليل الظاهرة وتقصي الاسباب التي اسهمت في انتشارها بشكل مخيف اخيراً بجانب البحث عن سبل مكافحتها عبر حلول ناجعة تسهم في تلاشيها بشكل نهائي بيد ان للعسكرين رأيا بحكم خبرتهم الطويلة في التعامل مع قضايا الحدود ،فالفريق أول ركن آدم حامد واللواء عبدالرحمن ارباب اتفقا في تحليلهما للقضية عندما وضعاها على طاولة التشريح بأن خيارات مكافحة الظاهرة تتمثل في تنشيط المراقبة المستمرة على الحدود عبر الطائرات وسيارات الدفع الرباعي قد تسهم بشكل كبير في التصدي لنشاط هذه العصابات عبر تنسيق مشترك يشمل الدول الثلاث (السودان – اثيوبيا – ارتريا)،بالاضافة الى تعاون مجتمعي مكثف يتعاون خلاله المواطنون مع السلطات لإفشال أي محاولات او مخططات لاي مجموعات تحاول ان تزاول نشاط التهريب في المناطق الحدودية والابلاغ عنها ،وشددا على ضرورة تعاون الامم المتحدة للقضاء على الظاهرة التي اصبحت تمثل مهددا كبيرا عبر تفعيل القوانين الرادعة لحسم قضية الدخول عبر الحدود .
طلب عاجل
كثر الحديث طيلة الفترة الماضية عن الحدود والهجرة غير الشرعية والبلاد لم تكن بمعزل عن ذلك فكانت ملاذاً آمنا للعديد من المهاجرين ، من الصومال واليمن واريتريا وغيرهم ، والان تجددت الحرب بجنوب السودان ، وكلهم شدوا رحالهم صوب السودان لتوفيق اوضاعهم ثم مواصلة المشوار الذي لم يتوقف عند محطة السودان وانما يمتد وصولاً لاوربا ، ،وفي ذات الاتجاه طالب الخبير العسكري اللواء ارباب خلال حديثه لـ(الصحافة ) السلطات بإغلاق الحدود توطئة لتلاشي الظاهرة شيئاً فشيئا ،علاوة على وضع قوانين صارمة تتعلق بدخول المهاجرين واللاجئين.

الخرطوم : محمد آدم
الصحافة


تعليق واحد

  1. الحل هو بناء السور المكهرب مع كل حدود الدوله التي يأتي منها هولاء ولو تكلف الف مليار دولار